هل ينجح الشباب في قلب الموازين ؟!
عبد السلام القراي
** يُجمِع المراقبون أن شريحة الشباب والذين فجّروا ثورة ديسمبر المجيدة سيعملون على تغيير خارطة السياسة في السودان ويُشكِلون على حسب أغلب الآراء ( أعمدة التحول ) الجذري في الساحة السياسية في فترة ما بعد الحكومة الإنتقالية أي بمعنى سيكون للشباب تأثير واضح في العملية الانتخابية
** لكن كما معلوم للجميع أن الفعاليات السياسية وتحديداً الأحزاب التقليدية لها أساليب متعددة للتحكم في الإستحقاق الإنتخابي منها ما هو مشروع ومنها الغير مشروع وهذا الأخير ساهم للأسف في أن تجئ معظم الانتخابات في البلاد غير حُرة وغير نزيهة عليه يكون من وصلوا لسدة الحكم بهذه الطريقة الغير مشروعة ( مُخالفين ) للمفهوم الحقيقي للديمقراطية الذي ظلت تُنادي به الدول الكبرى مثل أمريكا وبريطانيا والدول الأوربية التي ظلت ( تتفرج ) على الشعوب التي طحنها الفقر والجوع والمرض في دول العالم الثالث والسودان بالطبع منها !!
** لأن الشباب وغالبية السودانيين سئموا أو بالأحرى أخرجوا الأحزاب التقليدية من حساباتهم لكن يبقى السؤال المهم كيف ( يُزحلِق ) الشباب هذه الأحزاب من الخارطة السياسية ؟ البعض يرى أن الوقت ما زال مُبكراً ليقول الشباب كلمته في العملية الانتخابية بإعتبار أن شريحة الشباب ( تفتقد ) للقيادة التي تُحركها في الإتجاه الصحيح ويرى آخرون لكي يحدث الأختراق الحقيقي للأحزاب التقليدية من قبل الشباب عليهم أي الشباب تكوين حزباً خاصاً بهم
** لكن حتى هذه الخطوة بحسب أغلب المراقبين قد تكون سابقة لأوانها والمتاح للشباب في الوضع الراهن لكي يقلبوا الموازين في الساحة السياسية وتحديداً في الإستحقاق الإنتخابي القادم أن يعملوا على ( ترجيح ) كفة الأحزاب ( الوسط ) التي يثقون في أنها تقف بجانبهم مُحققة آمالهم وتطلعاتهم وطموحاتهم وحتى يتحقق هذا الإختراق الشبابي للأنتخابات ينبغي لشريحة الشباب ان تتوخى الحيطة والحذر وتحديداً فيما يتعلق بالأساليب الغير مشروعة خاصة مسألة السجل الإنتخابي أي بمعنى لا نستبعد أن تنجح الأحزاب المعنية في إبعاد مجموعة كبيرة من الشباب من السجل الإنتخابي بحجج واهية !!
** من جانب آخر يُمكِن للشباب أن يقولوا كلمتهم من خلال ( مقاطعة ) الإنتخابات لكي يثبتوا للعالم أجمع أن الأحزاب التقليدية لا تملك المقدرة على إدارة شؤون البلاد وهي للأسف ناجحة بدرجة الإمتياز في ( صناعة الإختلافات ) والعكننة على الشعب السوداني من خلال ( التخبط ) والهرجلة في إتخاذ القرارات التي من شأنها حسم كل الملفات الهامة والمُلحة لأمهات القضايا في السودان !
** ويظل السؤال قائماً بحسب المختصين هل وصل هؤلاء الشباب مرحلة ( النضج ) فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي ؟ بإعتبار ان هناك آراء جريئة تقول أن معظم الشباب ( لا يفهمون ) معنى الديمقراطية ولا المدنية فقط يعملون على ترديد الشعارات التي تُنادي بالتحول الديمقراطي والتي تصدُر من الفعاليات السياسية ( قحت 1) ومن ( تجمع المهنيين ) مع أنه جسم غير سياسي لذا يصبح تأثير الشباب في الإستحقاق الإنتخابي مرتبط بالفهم الحقيقي للديمقراطية .. !
** وفي ظل الأزمة الإقتصادية التي أثّرت بشكل مباشر على حياة السودانيين من المتوقع أن يتعرض هؤلاء الشباب لحالة حادة من الاستقطاب ( المدفوع الأجر ) وفي هذه الحالة تكون الديمقراطية ( ناقصة ) أي لا نزاهة فيها بالطبع لا تكون حُرة .. فضضفة حارة .. الذي لا شك فيه أن ثورة ديسمبر المجيدة ( سُرقِت ) ومن سرقها ( قحت 1 ) ومن يعوم على عومهم لا يحق لهم أن ( يُنصِبوا ) أنفسهم ( أوصياء ) على الشعب السوداني وعلى شباب الثورة … فضفضة حارة جداً …خلافات وتشاكسات قادة أحزاب قحت عجّلت برحيلهم من الساحة السياسية ومن المتوقع ان يطول جلوسهم على الرصيف !!
صحيفة الانتباهة