مقالات متنوعة

أحمد يوسف التاي يكتب: عام على رحيل الإمام


مرت أمس الذكرى الأولى لرحيل الإمام الصادق المهدي، رمز الديمقراطية والوسطية
قبل عام وفي مثل هذا اليوم، كتبتُ هذا المقال الذي أعيده اليوم، وأهل السودان يستذكرون مناقب الإمام الصادق وحكمته وسعة صدره وبعد نظره في غمرة العتمة والمتاهة التي تعيشها بلادنا في ظل غياب الحكمة والبصيرة وفي ظل توارِي العقلاء وصمت الحكماء.
(1)
رحل إمام الوسطية والاعتدال والتسامح.. رحل أيقونة مناهضة الأنظمة الشمولية الدكتاتورية … رحل رمز الديمقراطية ومستودع الحكمة والاتزان، فهل من بؤس على السودانيين أكثر من رحيل الإمام، وهل من حزن أشدُ وطأة من هذا السفر الطويل لحكيم الساسة السودانيين في أوقات التيه وتنكب الطرقات بلا هدى ولا كتاب منير؟ اللهم لطفك بأهل السودان، فما لقومي في هذا المتاه أبٌ.
(2)
أولاً نعزي الوطن المكلوم في فقد أحد قادته الذين أخلصوا وصدقوا ولم يخونوا، وقادوا سفينة الوطن واستقاموا فعفّت أيديهم وألسنتهم، ثم نعزي أنفسنا، فمثل الراحل الوطني الصادق المهدي لا يُعزى فيه أهل بيته وأبناؤه وزوجته وعائلته فحسب، بل (الكل) يعزي نفسه، فذلك أدقّ وأكثر تعبيراً وأبلغ مواساةً للنفوس التي انكدرت بانطفاء جذوة الضياء في عتمة كان السودانيون أحوج ما يكونون لضوئها في توقيت بالغ الدقة والخطورة.
(3)
ما يجب أن يُعزى في الإمام الصادق المهدي هو كل سوداني، حتى الذين ناصبوه العداء وأساءوا إليه وهو يبسط إليهم يده وقلبه بالرحمة والمحبة والتسامح… صادق التعازي لكل أهل الوسطية والاعتدال والتسامح في كل العالم في فقد الزعيم السوداني الصادق المهدي، ولكل أهل الإعلام والفكر والأدب والثقافة والسياسة والرياضة والفن، العزاء النبيل لدعاة الديمقراطية والحريات..
(4)
والعزاء كل العزاء لأسرته الصغيرة والكبيرة وزوجته حفية وبناته وأولاده وأحفاده، والمغفرة ورحمة الله التي وسعت كل شيء وصالح الدعاء لفقيد الأمة الإسلامية والعربية رمز الوسطية والاعتدال الإمام الصادق المهدي… إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.. اللهم هذا قسمي في ما املك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة