صبري العيكورة يكتب: (لا … جداً)
و حمدوك هذه الايام وهو (يكلم نفسه) ليلاً جعلهم فى حيرة من امرهم فحمدوك الذي يقول وقعنا الاتفاق لحقن الدماء هو ذات الرجل الذى يقول ان هذه البلاد قد اوشكت على الفناء و هو من يقول ان قرار الاستقالة ساهل ولكن لديه ما يقدمه للشعب و هو من يقول بأن ما حدث كان انقلاباً واذا وضعنا كلمتي اتفاق وانقلاب على كفتي الميزان تساوتا !
و حمدوك بهذه الطريقة انما يدير السودان فى مرحلة ما قبل تشكيل الحكومة بلغة (لا .. جداً) التى اشتهر بها السودانيون فى مفرداتهم فإن قلت لاحدهم هل ستزورني غداً اجابك ب (لا … جدا) ويقصد بها من المؤكد انه سيزورك ومن يفهم متناقض الجملة هم السودانيون وحدهم وحمدوك هذه الايام هو من يستخدم هذه الجملة .
الدقير وهو يستقبل السفير البريطاني فى منزله و هو (يلملم) كبابي الشاي الفارغة بعد الزيارة يقول لضيفه (سندخر الانقلاب) والسفير الذى جاء مواسياً لا زائراً يقول للدقير (لا .. جداً) ثم ينصرف .
وصديق حمدوك المقرب السيد (فولكر بيرتس) يتنفس الصعداء بعد عودة حمدوك و يخرج للشارع ليقول ان مسيرات الخامس والعشرين تمثل اختباراً لاتفاق (٢١) من نوفمبر وخروج البريطانى و الاممي (فولكر) تعيدان للاذهان حالة (الحقارة) الغربية التى صاحبت سقوط البشير و حمدوك يقول لهما ما معناهُ (لا.. جداً)
وحمدوك يدرك ان ما قبل الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي لن يعود ولكنه يقولها ! حتى يكون حكومته .
وحمدوك الذى (جهجه) اربعة طويله بكلمتي (انقلابنا و اتفقنا) انما يجسد رائعة فنان العرب محمد عبده
(اختلفنا مين يحب الثاني اكثر …. واتفقنا إني اكثر وإنك أكثر) !
وساطع الحاج يقول إن اجتماعنا مع حمدوك كان بصفتنا الحزبية لا كممثل للمجلس المركزي للحرية و التغيير و الرجل بكلمته كان يهيل أخر (كوريك) تراب على (قحت) وساطع انما استبدل (آدم) ب (حاج آدم) . و الاجتماع جاء للحصول على (وعد) من حمدوك لدعوتهم للعشاء و البرهان يوم (٢٥) اكتوبر قال إنها محرمة عليهم واحد وعشرين شهراً يتيهون فى الارض بين قواعدهم والوثيقة تقول ذلك .
و يوليو (٢٠٢٣) م هو تاريخ دعا البرهان السودانيون لحفظه جيداً
وزيارة ساطع و رفاقه كانت بغرض (دس) ورقة فى (جيب) حمدوك لاطالة عُمر الفترة الانتقالية وحمدوك وهو يودعهم يقول لهم (لا .. جداً) و ما لم يسمعوه من حمدوك هو جملة (تشموها قدحة) !
وما قاله (منّاوي) قبل يومين بالاخبار هو ما يشعر به حمدوك الآن وجملة مناوي هي (حمدوك اصبح حُراً فى قراراته)
و (العراقي الخفيييف) هو ما يجعل حمدوك يشعر بالطراوة ومن الطراوة ايقاف جميع التعينات والاعفاءات التى طالت الخدمة المدنية فى الفترة السابقة والسابقة هذه لا حد لها ما لم تقيد والسابقة تشمل كل (عمايل) لجنة التفكيك و (اين يااا وجدي).
و فى الاخبار ان مبعوث النرويج الضلع الثالث (للترويكا) يلتقى البرهان وحمدوك كلا على حدا والمبعوث جاء ليحصل من البرهان على قسم (بالطلاق) انه لن ينفرد بالسلطة والبرهان يقول له (اشرب اشرب الشاي حتى لا يبرد) والبرهان (جنو ما جن) كلام الخواجات والتدخل الخارجي
ولقاء وزير الخارجية الامريكي ليلة الانقلاب مع البرهان لخص دهاء الرجل .
و(النرويجي) وهو يطرق باب حمدوك فى وقت متأخر من الليل يريد شيئاً واحدأ ! ان يزور ابوسفيان يوم فتح مكة ليبحث عن بقايا جاهلية ما قبل (٢٥) اكتوبر ! وحمدوك وهو يودعه بالمسبحة والطاقية يقول له (لا … جداً) وحمدوك وهو يغلق بابه يقول مُقهقهاً
(قال اربعة طويلة قال) !
قبل ما انسي : ـــ
يا جماعة شوفوا اشغالكم فكل من يتوقع ان السيد حمدوك اليوم هو حمدوك ما قبل (٢٥) اكتوبر فاليراجع حساباتو ! (الزول ده خلاس وكلوه الشطة) فشنو ؟ حقو ما تتعبوا ساكت .
حيفة الانتباهة