الغالي شقيفات يكتب : تمرُّد محلية الواحة!!
تقع محلية الواحة بولاية شمال دارفور وتشتهر بتربية المواشي وأشهر مناطقها دامرة الشيخ, بوه, دامرة مصري, منطقة أم سيالة, سيح جنة, بور سعيد, أم بارك الله, مركز غرير, دامرة دواة, القبة, وحدة مُستريحة الإدارية والزرق ومناطق أخرى, وقد تولى منصب المعتمد عدد من أبناء المحلية نذكر منهم الأستاذ محمد صالح كيوم من دامرة الشيخ والشهيد عبد الرحمن أحمد محمد عيسى مؤمن من القبة والدكتور حسين محمد حامد النحلة عليه رحمة الله والسيد محمد سليمان رابح من مليط والأستاذ محمد ابراهيم عزت من غرير وآخرين, إلا أنّ المحلية تُعاني من نقص حاد في الخدمات التعليمية والصحية والأمنية, حيث يشتكي الرعاة من اغلاق الطرق والصواني والنُّزل وزراعة المسارات بصورة مُستديمة, ويُعانون من العطش وعدم توافر الأمصال البيطرية.
وقبل أيّامٍ, أوردت (الصيحة) تصريحاً لمسؤول بالتعليم يشتكي من نقص المعلمين ومُعينات التعليم بمحلية الواحة, ويقول الخبر الذي أوردته الزميلة آثار كامل وهي صحفية متميزة ومُوفّقة في بنات جيلها, ابنة القيادي النقابي والعمالي الذي كافح وناضل ضد ديكتاتورتي نميري والبشير, ورغم أنّ النميري ابن عمه, إلا أنّه فضّل زنازين الحبس الانفرادي وظروف الاعتقال القاهرة انتصاراً للمبادئ بدلاً من مُناصرة حكم الفرد.
وبالعودة إلى خبر محلية الواحة الذي أوضح فيه الأستاذ إبراهيم عبد الله فضل الله عن تردي الخدمات ونقص المعلمين, مبيناً عن تقديمهم طلباً لوالي الولاية مكث بمكتبه 14 يوماً وبعد ان تم تحويله لأمين الحكومة والذي بدوره علّق أن يتم حفظ الأوراق, وكشف عن طرق أبواب كثيرة ولم يجدوا الاستجابة.
وقال ابراهيم عبودي لـ(الصيحة), إنّ مدير المحلية السابق أبلغه بأنّ الميزانية صفرية, وإنّهم قاموا بجولتين بالجهد الشعبي لتفقُّد المدارس, وأفصح عن وجود 14 معلماً فقط للمرحلة التي يُديرها بالمحلية.
من جانبي, قُمت بزيارة مبنى محلية الواحة المتواضع وهو مربوع واحد لا يتعدّى 600 متر, تتقاسمه المحلية مع إدارة الحج والعمرة في مبنى بائس لا سور له, فَقَدَ لافتته بفعل الظروف الطبيعية والمحلية, كراسيها من المواسير المُجلّدة بالبلاستيك وبعض لدائن ليبيا, ومدير تعليم المرحلة المتوسطة موظف بالدرجة الأولى “يُكابس” في المُواصلات العامة وأحياناً “كداري” لارتفاع تعرفة المواصلات, حيث يتطلّب بعض العمل التحرُّك لمحطة البصات لإيصال الخطابات والرسائل والتوجيهات, لأنّ طبيعة المدارس ريفية وشبه مُتنقِّلة, فظلّت محلية الواحة تحرز المركز الأول في امتحانات شهادة الأساس على مدى أربع سنوات بولاية شمال دارفور وهي قدمت الآلاف من الشهداء من أجل الوطن.
وعادةً, التمرُّدات والاحتجاجات تأتي نتيجةً لظُلم أو رفضٍ لتهميشٍ أو تكرار المُطالبة بالحقوق لم يُستجب لها لفترات طويلة, والتمرُّد في السودان أصبح الوسيلة الأقصر لإيصال الصوت ولفت الانتباه, وفي محلية الواحة جاهد أبناؤها برفع صوتهم, مُنادين بالإنصاف وتوفير الخدمات.
عليه, نُطالب الحكومة بحل مشاكل محلية الواحة المُتواضعة والتي تُعد أقل كلفةً من أيِّ مؤتمر صلح أو تدمير آلية أو موت مُواطن, وكل التمرُّدات بدأت من الغُبن التنموي والتهميش السياسي, وأخشى أن نكتب يوماً ما في صحفنا مانشيت “تمرُّد محلية الواحة”..!
صحيفة الصيحة