نهى محمد الأمين تكتب.. رسالة إلى زوجي العزيز
نهى محمد الأمين
مرت عشرون عاماً على زواجنا، حدث خلالها الكثير، تشاركنا الكثير، اتفقنا على الكثير واختلفنا على الكثير،
أذكر في السنة الأولى لزواجنا، كانت المشاعر عميقة والمحبة كبيرة، وفي ذات الوقت كانت خلافاتنا كثيرة، كنا نغضب كثيراً من بعضنا ونتبادل التهديد والوعيد، أخذت منا قرابة الخمس سنوات حتى تعودنا على طباع بعضنا، بميزاتنا وعيوبنا، أخذت الخلافات تقل وتغلبت المودة والرحمة على طبيعة العلاقة بيننا، أصبحت علاقة هادئة مريحة، قل حجم الضجيج مع تقدم العمر، أصبحنا نتشارك بكثير من الود مسؤولية الأبناء وكلانا أضحى هدفه الوحيد؛ إسعاد وراحة الأبناء، اكتسبت أنت الحكمة وكثيراً ما عبت علي كثرة تدليل الأبناء ولكنها طبيعة الأم،
تعلمت من تجربتي الشخصية أن الحياة الزوجية الحقيقية تختلف كثيراً عما قرأناه وشاهدناه، وأن التضحية هي قوام الزواج، وأنه بجب استبعاد الكرامة الشخصية عند الخلافات، وأنه من الأفضل أن يتعود الشريكان على طبائع بعضهما بدلاً من التفكير في أن يغير بعضهما الآخر فواقع الحال يقول إن الطبع يغلب التطبيع..
عشرون عاماً.. كان كل يوم فيها يزيد في رصيدك عندي تقديراً ومحبة، كنت سنداً على الدوام، وبالرغم من طبيعتي الرومانسية التي تميل إلى إظهار المشاعر والحب وطبيعتك الجادة الضنينة في التعبير عن إحساسك، إلا أنك كنت تؤكد لي دوماً بتصرفاتك كم أنا غالية عندك،،
الزواج رحلة يحمل الزوجان فيها مؤونتهما من التحمل والتفاني ليصلا دائماً إلى بر الأمان.
صحيفة اليوم التالي