صديق رمضان: يا مدير مطار الخرطوم.. “إحترم عقولنا عشان نحترمك”
في إطار سعي مجلة “طيران بلدنا” تقديم مادة صحفية تحترم القراء وتتصف بالتنوع والشمول وتتسم بالمهنية والمصداقية، وضعنا منضدة المدير العام لشركة مطار الخرطوم “سعد” طلب للحصول على تصريح تصوير داخل المطار،وكان ذلك في ٢٩ نوفمبر، وذهبنا اليوم الثلاثاء لاستلام الرد علي الخطاب، ورغم قناعتي بعدم موافقته استناداً على الكثير من الحقائق والشواهد،إلا إنني استبعدت رفضه من واقع أن حرية الإعلام من أكبر مكاسب ثورة ديسمبر المجيدة، عطفا على أن العقلية المتخلفة التي كانت سائدة وتتعامل مع السلطة الرابعة بتوجس وخيفة قد ذهبت إلى مزبلة التاريخ _ أو هكذا يفترض أن يكون قياسا على التغيير الذي شهدته البلاد _.
وبالفعل لم يخيب المدير العام لشركة مطار الخرطوم “سعد” ظني وأكد منطقية قناعاتي، فقد اطلعتني السكرتارية على التعليق المكتوب الذي كان عنوانه البارز حفظ الخطاب، وليته أعتذر بشجاعة من السماح لنا بالتصوير حتى دون إبداء أسباب، وإذا فعل ذلك لاحترمناه، ولكنه تعامل معنا بسذاجة غريبة لاتتسق مع من يتولى منصب حكومي رفيع وذلك حينما أرجع حفظ الملف إلى جائحة كورونا.
هكذا وبكل بساطة أختار أن يعلق رفضه السماح لنا بالتصوير على مشجب كورونا وهي منه براءة،وتبريره الفطير هذا يكشف جهله التعامل مع الإعلام، لأن هذا الإدعاء إن كنا نبحث عن الإثارة الصحفية الرخيصة لصنعنا منه خبرا ولاوضحنا أن مدير شركة مطار الخرطوم يحذر من إنتشار جائحة كورونا بالمطار وذلك لأن رده يمكن فهمه في هذا السياق، ولكننا لم نفعل ولن نفعل لأن سمعة السودان هي التي تهمنا وليس منصب أو مصالح ولا تصفية حسابات شخصية.
كما أن تعليقه البائس على الخطاب يمكن قراءته من زاوية أخرى تتعلق بخوفه على مرتادي مطار الخرطوم من أن نصيبهم بالعدوى، وهذا يعني أنه قد اخضعنا للفحص واكتشف إننا نحمل في أجسادنا الفايروس، وهذا بطبيعة الحال لم يحدث مع العلم أننا تلقينا جرعات الكورونا، إذا فإن هذه الفرضية أيضاً تبدو غير منطقية.
ربما أراد الرجل التأكيد على تشدده في تطبيق إجراءات كورونا، ولكن هذه الفرضية أيضاً لاوجود لها فقد دخلت اليوم المطار ولم الحظ وجود أي تدابير استثنائية بل حتى الموظفين في شركة مطار الخرطوم لايرتدي الكثير منهم كمامات ولم نجد معقمات في كل الأبواب التي دلفنا عبرها إلى المكتب التنفيذي.
إذن فإن هذا يوضح أن تبرير المدير سعد ماهو إلا جهل برسالة الإعلام أو خوف من صورة سوداء داخل المطار يخشى أن تبرزها العدسة، أو أن مجرد وجود إسم شخصي الضعيف يعد كافياً لرفض الموافقة على التصوير من واقع العلاقة الأسرية التي تربطه بصاحب شركة بدر للطيران ابوشعيرة الذي دون بلاغ ضدي تنظره المحكمة حالياً بسبب تناولي لضبطيات الذهب في مطار الخرطوم، وحسب ظني فإن هذه الفرضية هي الأقرب، وإذا كانت صحيحة فعلى المناصب الحكومية السلام.
وتوجس سعد من التصريح لنا بالتصوير لايختلف عن توجسه من أصحاب الخبرة والتخصصية من الكفاءات بالمطار، لأنه يدرك جيداً أن الأقدار وحدها هي التي قزفت به إلى هذا المنصب دون أن يمتلك متطلباته وادناها التدرج في العمل بالمطار، وهو يمكن القول بأنه من الذين صعدوا على قطار الثورة وذلك لأنه كان يعمل في مطار الخرطوم الجديد الذي كان من الصعب الإقتراب منه لغير الكيزان، وهنا نسأل بهذه المناسبة عن شهادة الهندسة التي يحملها سعد، فماهو التخصص الذي درسه.
وإن كان يعتقد بأنه يمكنه وضع العراقيل في طريقنا للحيلولة دون أداء رسالتنا _مثلما يفعل أحدهم _ فهو واهم لأننا صحفيين متمرسين ونعرف جيداً كيف نؤدي مهامنا، ومثلما ناهضنا تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم بكل شجاعة نستطع انتزاع حق التصوير داخل مطار الخرطوم عبر المؤسسية والقانون.
خارج النص
لن يتقدم السودان في ظل إستمرار سياسة وضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب.
أسوأ شئ أن يكون السيف عند جبانه والمال عند بخيله
الخرطوم :صديق رمضان
طيران بلدنا