طاهر المعتصم يكتب ديسمبر ساخن
– من الواضح اننا على موعد مع ديسمبر ساخن هذا العام، ليس لارتفاع درجة الحرارة، لكن لعدد المواكب الثورية المُعلنة خلاله رافضة اتفاق (البرهان – حمدوك) الاخير وقرارات 25 أكتوبر.
– مواكب امس اتسمت بالسمة المعتادة سمة السلمية التي اضحت ثقافة عامة للتعبير السلمي، لم يظهر طرف ثالث امس او يجد احد المعاشيين النظاميين فرصة في الفضائيات لبث هذه الفرية.
– تعاملت الشرطة كما يجب فلم يضطر الثوار الى وضع متاريس لغلق الطرقات حماية للناس من اي مخاطر محتملة تجعل قوافل الشهداء ترقى الى السماء مثل ما حدث في نوفمبر الماضي من ارتقاء اكثر من 40 شهيدا ستظل دماؤهم معلقة في رقاب من امر او نفذ ذلك القتل.
– القوى السياسية المؤيدة للثورة والتي اقصيت (قوى الحرية والتغيير)، ولجان المقاومة في الشارع، يدعمون هذا الشارع الثوري، لكن القوى السياسية عليها ان تجد الحلول السياسية عبر المفاوضات مع الخصوم، فالاعتماد على الشارع لتحقيق مكاسب سياسية وضع غير صحيح.
– مؤكد ان مطلب حكومة كفاءات مستقلة لا خلاف عليه من احد، على ان تكون مستقلة تماما حتى من أطراف السلام ومن سيطرة المكون العسكري في مجلس السيادة، فقد ثبت بالتجربة انه هو الفاعل وليس أطراف السلام في السيادي، اما الاضافات الاخيرة فهي مجرد ديكور.
– إضافة الى وجود ضمانات لمتلقي الانتقالية، وعودة الثقة للمضي قدما، إضافة الى الشفافية، فما يجري الآن من محاولات تدعيم الاتفاق السياسي الأخير بمعزل عن قوى الثورة يجعله محل خلاف ويعطل العمل به.
– عدم توفر بوادر حسن النية، والاصطدام بمنع سفر القيادات المدنية، او محاولة تزوير لجان مقاومة، لن يجدي ولن يثني الشارع الثوري عن الخروج مرات ومرات.
– لماذا لا نبدأ بقيام مؤتمر دستوري بعد تشكيل مفوضية الدستور من شخصيات قومية مستقلة تجد اجماعا نسبيا، وهذا المؤتمر تدعى له كل القوى السياسية والخبراء، وان يناقش ضمن ما يناقش علاقة المؤسسة العسكرية بأجهزة الحكم، في اعتقادي ان هذه هي البداية الصحيحة وليس تشكيل برلمان مُعين.
– هذا المؤتمر الدستوري يمكن ان يزيل حدة الاحتقان في المشهد السياسي بعد 25 اكتوبر، والذي لا يرغب عاقل في العودة لما قبله ولكن ليس عبر انقلاب، هل هناك فرصة لتغيير المعادلة بمؤتمر دستوري جامع يعصم البلاد والعباد من اي سيناريوهات خطرة، اسمعوا صوت هؤلاء الشباب خير لكم.
صحيفة السوداني