محجوب عروة يكتب ورغم ذلك لا زلت متفائلا
انا لا أتفق مع من يتشاءم ويقول إن وطننا السودان قد انتهى وانه لا (فايدا منو) فليس من شيمة الشعوب العظيمة التي لها تاريخ عريق وحضارات راسخة قدمت للعالم الكثير آخرها ثورة سلمية أدهشت العالم أن يتشاءموا بل لازلت متفائلا بأننا يمكن أن نصنع المعجزات ودليلي على ذلك أن حياتنا اليوم تسير بشكل طبيعي رغم ما فيها من منغصات بل نحن والحمد لله ثم الفضل لتراثنا الممتد لقرون أفضل من شعوب أخرى ظلت بعد ثوراتها مثالا للفوضى والصراعات العبثية والتدخلات الأجنبية.
إن ما يحدث من ردود أفعال في الشارع من مظاهرات مليونية حدثت فيها فوضى أمنية وعنف لدرجة احراق بعض مواقع الشرطة واقتتال بين بعض المكونات القبلية في دارفور وغيرها مات بسبب كل ذلك العشرات هي متوقعة حدثت في كل ثورات العالم قتل فيها عشرات الآلاف ووقعت دولها في حروب عبثية.. فكل المطلوب منا كسودانيين ان نحب وطننا ومواطنينا ونحترم ونبادل شهداء وجرحى ومفقودي الثورة وفاءً بوفاء وهذا لا ولن يحدث الا بأن نترك التطرف ونتجاوز ونتسامح ونتسامى مثلما فعل ذلك الرجل العظيم والراقي والنبيل الذي استشهد ابنه ورغم ذلك عفا عن قاتله.. هذا يدعونى ان نحقق العدالة الانتقالية مثل (رواندا أبرزها) قتل فيها ما يقرب من مليون مواطن بسبب الصراع القبلي ولكنها تسامت فنجحت.. دعونا نتفاءل فهذا أفضل من البكاء على اللبن المسكوب أو نجعل ما حدث كقميص عثمان.. الصلح خير.
لا تجعلوا السودان دولة مغلفة
اذا استمر التهديد باغلاق ميناء بورتسودان عبر الضغوط والابتزاز السياسي فلن اندهش اذا صار السودان دولة مغلقة عمليا محروم من ميزة الاطلال على البحر.. فبسبب ذلك التهديد أعلنت شركات الملاحة البحرية انها ستتوقف عن الحضور لميناء بورتسودان حتى لا يسبب لها الاغلاق خسارات كبيرة.. ولعل الأسوأ من ذلك التأثير الواضح على الاقتصاد السوداني فمن المؤكد سيصيب صادراتنا ووارداتنا في مقتل وسيفقد كثيرا من أبناء الشرق خاصة فرص العمل ويؤثر على الموازنة العامة حين يتوقف عائد الرسوم الجمركية، وستتأثر هيئة الموانئ البحرية وقد تصل الى الانهيار الكامل. يحدث كل ذلك لساحل طوله 800 كيلو متر يقع في أحد اهم الممرات التجارية العالمية الذى لو فكر صناع السياسات الاقتصادية وجعلوا ساحله ومن حوله منطقة حرة بالكامل لازدهر الاقتصاد السوداني وتحول لأعظم واحة اقتصادية إقليمية وعالمية تعود عليه بمئات المليارات من العملات الحرة لا هذه الحفنة من الدولارات يخدعنا بها من يهدف للسيطرة علينا سياسيا واقتصاديا يهدف لجعلنا دولة متسولة ترضى بالقليل تظن أن ذلك سيقوى اقتصادها وليس مواردها العظيمة وطاقات أبنائها!!
المزيد من المشاركات
لم يعد معسكر دولي واحد أو معسكران يظنان انهما ما زالا المسيطرين الوحيدين على العالم كما حدث في اعقاب الحرب العالمية الثانية، فما يحدث اليوم هو تعدد الأقطاب وصحوة دول وشعوب كان يتجاذبها قطبان صارا اليوم يتصارعان من اجل النفوذ آخرها فى أوكرانيا وخلافات عميقة حول قضايا الطاقة وحلف الأطلنطي وحول الفضاء والأمن السيبراني. وهناك الخلاف حول الإنتاج النووي بين أمريكا وايران تاركين إسرائيل دون مساءلة وهى لم توقع على عدم الانتشار النووي .. ثم هناك الخلافات والصراعات الاقتصادية والتكنولوجية بين أمريكا والصين وغير ذلك من خلافات في العديد من القضايا على المستوى العالمي والاقليمي وعودة الحروب بالوكالة في دولنا العربية والإسلامية. وهناك التطرف الديني والعرقي والاحتلالي للدولة الصهيونية التي تواجه انقسامات ومشاكل عديدة داخلها كل ذلك يشير الى مستقبل خطر على البشرية سيما اذا استخدم السلاح النووي.
صحيفة السوداني