هاجر سليمان تكتب: انتبهوا للمعاقين قبل أن تُعاقوا
هناك خمسة واربعون الف معاق حركياً بولاية الخرطوم و (١٢) الف معاق بصرياً، وجميعهم يعانون من علات قد تكون عيوباً وتشوهات خلقية، او ربما ناجمة عن اصابات ادت الى اقعاد البعض وتعثر حركة السير لدى البعض الآخر، بجانب اصابة آخرين بالعمى او الطشاش، وتلك الفئة من المعاقين تتعرض لانتهاك الحقوق من حيث التعيين والتوظيف، حتى ان هنالك مهناً يمنعون من التقديم لها بحجة انها بحاجة الى شخص كامل الهيئة، فماذا لو اصيب كامل الهيئة ابان حادث اثر فى حركة سيره، فهل سيتم اعفاؤه من وظيفته .
وتابعنا الكثير من الانتهاكات التى يعانى منها ذوو الاعاقات، فبعضهم كان سوياً وحينما تعرض لحادث ادى للاصابة او بتر جزء منه فصل من عمله، وبعضهم ينقل الى وظيفة اخرى او ادارة اخرى بسبب تلك الاعاقات. ويتجاهل القائمون على امر الدولة ان المعاقين حركياً او بصرياً هم الاذكى والاكثر اجادة للعمل .
بعد غدٍ الاربعاء يحتفل اخواننا المعاقون باليوم العالمى للمعاقين حركياً بمدينة العملاق بشمبات.. هذا الاسم (العملاق) الذى يطابق المثل القائل (تمخض الجبل فولد فأرة). فهذا الصرح العظيم ضعيف الامكانات وينقصه الكثير من المقومات ابتداءً من الاجلاس والكثير من المتطلبات التي يحتاج اليها ذوو الاعاقة .
ونسمع كثيراً بأن المنظمات الطوعية ستفعل وستفعل، ولكنه ضجيج دون طحين، والمؤسف ان الكثير من المنظمات التطوعية فى بلادنا تسعى لتحقيق المكاسب الشخصية من خلال خطابات (شحدة) تستغلها فى استقطاب الدعم باسم المؤسسات الخيرية ولصالح المحتاجين، وفى الحقيقة لا يصلهم ذلك الدعم، بل ينحصر داخل المنظمات نفسها ولا يتخطاها الى عتبة الجهات المعنية. وسنفتح مستقبلاً ملف تلك المنظمات والفوائد التى تجنيها من البلاد دون عائد على وجه الارض .
والمتضرر الحقيقي فى النهاية هو صاحب الحاجة سواء كان مواطناً بسيطاً او من ذوى الاحتياجات الخاصة، فلا دعم يصل اليهم ولا تحسين لاوضاعهم، ولا اى اتجاه لاكمال النواقص فى مدينة احلامهم العملاقة الاسم (المتقزمة) من حيث مستوى الخدمة المقدمة .
وكان ينبغى للدولة ان تقدم خدماتها بصورة مباشرة لمستحقيها، وان تتجاوز الكبارى التى تستولي على الاموال لتحقيق المكاسب الشخصية، وتوجب الآن على المجلس السيادى ومجلس الوزراء مشاركة اخوتنا المعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة فى يومهم، وتقديم الدعم اللازم لهم وتوفير احتياجاتهم واستيعابهم فى الخدمة المدنية واعادة الذين فصلوا بسبب الاعاقات لوظائفهم.. فلا بد من قائد حكيم يضمد جراح اخوتنا الذين كانوا ومازالوا فئة عزيزة تساند الثورة وتقف جنباً الى جنب مع الثوار، وتعمل بجد من اجل رفعة البلاد .
ولن ننسى بعض اخوتنا المعاقين حركياً الذين كانوا يتهادون فى الطرقات ويهتفون بالحرية والسلام والعدالة والثورة خيار الشعب.. ويحملون عصيهم، وبعضهم كان يحرس الثغور ويؤمن ظهور رفاقه دون مبالاة، فهؤلاء الشباب الفتيان جاهدوا من اجل تحقيق العدالة التى طالما حلموا بها وحرموا منها.. فلماذا لا تحقق لهم مطالبهم .
وعلى الدولة ان تقوم بتقديم الدعومات مباشرةً لمستحقيها باشراف مسؤولين وتحت الكاميرات بدلاً من تسليمها لمن لا يستحقها، ولا تثقوا في من يطلقون على انفسهم لقب (خيرون)، فالخيرون هم الذين ينفقون وليس الذين يحررون خطابات باسماء آخرين بحجة دعمهم، ولا تثقوا في الكثير من المنظمات فما هى الا واجهات لبعض ضعاف النفوس الذين يسعون للتكسب والتنفع من ورائها .
صحيفة الانتباهة