مقالات متنوعة

فرح أمبدة يكتب : بدع جديدة للقتل


في غضون 3 أسابيع، من الآن، تُشكِّل الحكومة، قوات مشتركة من الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة لبسط الأمن في دارفور، للجم العُنف الأهلي الذي استشرى كما النار في الهشيم، وقد أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 300 شخصًا، و430.000 نازح خلال هذا العام، والأعداد بلا شك في تزايد، إذ لا يزال “الشحن” جارياً من جميع الأطراف، وبلا استثناء، حتى إنه لا يمر يومٌ دُون أن تتحفنا وسائل التواصل الاجتماعي، ببدعة جديدة مصدرها “نافخو الكير” الجُدد، تدعو لمزيدٍ من القتل والقتل المُضاد، والله المستعان، بالأمس تسلّمت تقريراً جديداً، صادماً هذه المرّة، من منظمة إنقاذ الطفولة، التي تعمل في دارفور منذ سنوات الجفاف التي ضربت الإقليم، بداية عقد الثمانينات، تحدث التقرير عن زيادة كبيرة في أعداد القتلى، وفي حالات النزوح الداخلي، مُقارنةً مع العام الماضي، ومعظم القتلى والفارين من النساء والأطفال، وقد حمّل تزايد القتل والنزوح الى عوامل مُتعدِّدة, منها الفقر وانتشار الأسلحة وعدم الاستقرار السياسي والأزمة الاقتصادية “الطويلة والخطيرة”، مثلاً في الفترة ما بين يناير ويوليو 2021، أسفرت أعمال العُنف في الجنينة وحدها، عن مقتل ما لا يقل عن 163 شخصًا، وإصابة 217 شخصًا، وتشريد 105 آلاف شخص، من بينهم حوالي 31500 طفل، في أكتوبر في منطقة جبل مون نزح حوالي 9600 شخص، وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، قُتل ما يقرب من 50 طفلاً وبالغاً، وشُرِّد ما لا يقل عن 2000 من بقي حياً منهم، من بين نحو 100 شخص قُتلوا على الإجمال “كباراً وصغاراً”، وفي الفترة ما بين يناير وسبتمبر نُزح ما لا يقل عن 430.000 شخص، مُقارنةً بـ100.000 من نفس الفترة من العام الماضي.

هذه هي الصورة، أمام القوات المشتركة، التي ينتظر أن يُعلن عنها خلال 3 أسابيع، هذه القوات تحتاج إسناداً إعلامياً ومجتمعياً ضخماً، وإلا ستجد نفسها “مُتورِّطة”.. أقولها هكذا دون تردُّد، في أتون صراع لا تحسمه البندقية وإن استخدمت، ولا أظُن أن هذه القوات تفعل!!! ستكون مهمتها في الأساس الفصلُ بين المتقاتِلين، إذ لايعقل ان تطارد افراد القبائل… ولابد من أن تعي قيادتها، أن البسطاء الذين يتدافعون من دون عقل لقتل بعضهم بعضاً، مدفوعون بقوات أخرى، وعدو آخر أكثر فتكاً، أشد تأثيراً، لا تجده القوات المُشتركة في ميدان المعركة، هذا العدو يرقد خلف منصّات التواصل الاجتماعي، ويبث سُمُومه، لذلك، على الحكومات المحلية أن تبدأ حملات مجتمعية مسبقة وسط الزعامات القبلية الحقيقية وليست “الكومبارس” التي صنعتها الإنقاذ، وأن يسبق نشر القوات عمل إعلامي وتوعوي ضخم، حتى يُنفِس السموم التي زرعها “العدو الآخر الأكثر فتكاً والأشد تأثيراً” وأن تسبقه تلك الحملة قبل أن!!!!

والله من وراء القصد،،،

صحيفة الصيحة