تحقيقات وتقارير

حزب الأمة القومي … من يصنع القرار؟


بعد وفاة المهدي حصل ضعف هيكلي في الحزب.
آل البيت لديهم تأثير في اتخاذ القرار وهو واقع لا ننكره.
العمل داخل الحزب قائم على العطاء والوفاء
حقهم الاعتراض لكن ليس من حقهم توقيف القرار

حزب الأمة القومي يعتبر من الأحزاب الكبيرة ذات القاعدة الجماهيرية الممتدة في أنحاء متفرقة في السودان، و يعتبر رمزاً من رموز الديمقراطية في البلاد، إلا أنه متهم – في ذات نفسه – بأنه لايمارس الديمقراطية، من يقولون بذلك يستشهدون بالانشطارات الكثيرة التي ضربت الحزب في عهد النظام البائد والتي يرجح أنها بسبب الانفراد بالرأي داخل الحزب وسيطرة ال المهدي على صناعة القرار.

حزب الأمة بعد وفاة الإمام الصادق المهدي واجه مشاكل كبيرة في اتخاذ القرارات، وتباينت الرؤى و المواقف فيه من قبل الأعضاء ، الأمر الذي قاد (اليوم التالي) لطرح القضية ومحاولة الإجابة على سؤال من يصنع القرار داخل حزب الأمة القومي؟

القرارات تخرج من داخل مؤسسات الحزب
القيادي بحزب الأمة، أكد عثمان آدم عثمان ل (اليوم التالي) أن حزب الأمة جزب مؤسسي ومتكامل، لافتاً إلى ان الإمام الصادق المهدي خلف مؤسسات الحزب بكامل قوتها، وجعل به دستوراً ينظم الحزب، مشيراً إلى أن القرار يخرج وفق مؤسسات الحزب التي ينظم عملها الدستور، نافياً باتخاذ القرارات بطريقة فردية اوشخصية، مضيفاً.. يوجد بالحزب رئيس وأمانة عامة ومكتب سياسي، هذه الدوائر الثلاث التي تشكل رؤية المكتب السياسي للحزب واتخاذ القرار، إضافة الى أن المكتب السياسي هو المرجعية لاتخاذ القرارات المفصلية، وزاد قائلا.. بأن هنالك بعض القرارت التي تأتي مستعجلة؛ يتخذها رئيس الحزب ويعرضها بعد ذلك على أعضاء المكتب السياسي، من بعد ذلك تتم إجازة هذه القرارات من قبل المكتب. ولفت إلى أنه لاتتم تدخلات من آل المهدي في قرارات الحزب، بدليل أن رئيس الحزب المكلف السيد برمة ناصر في القرارات الأخيرة التي اتخذها أغلب أبناء المهدي ضدها، مشيراً إلى أن من حقهم الاعتراض والمناهضة للقرارات؛ لكن ليس من حقهم توقيف القرار، وأضاف بأنه لايوجد أي اختلاف في اتخاذ القرار في فترة الحبيب الإمام الصادق، والآن في عهد برمة ناصر لأنهم محكومون بدستور الحزب، و الاختلاف ليس في الأشياء الجوهرية لكن يوجد تباين في وجهات النظر بالإضافة إلى أن القضايا القومية والوطنية لا يوجد حولها اختلاف نهائياً لأن حزب الأمة حزب كبير وقائد وصاحب مبادرات وطنية، لذا يعتبر هو قدوة في الممارسة الحزبية باعتباره حزباً قومياً وكبيراً .

وصف الحزب بأنه حزب أسرة غير صحيح
وبدوره قال القيادي من شباب الحزب المهندس محمد الفارس: إن حزب الأمة حزب معروف عنه حزب مؤسسات منذ رئاسة الحبيب الصادق، منوهاً إلى أن الحزب لديه دستور ومعظم القرارات تخرج من خلال المكتب السياسي الذي يشمل كل الفئات النوعية شباب ومرأة وطلاب لافتاً إلى أن المقترحات تأتي من لجان متخصصة بالمكتب السياسي وتوجد بالحزب لجنة اقتصادية وأمنية ولجنة علاقات خارجية، كل لجنة ترفع مقترحات القرارات، فيما يليها في القضية المحددة ، كل هذه القرارات تناقش بكل شفافية في المكتب السياسي بكل وضوح جازماً بأن الإجازة غالباً ماتتم بالتوافق مع ندرة في اللجوء إلى التصويت وتنفيذ هذه القرارات مسؤولية الأمانة العامة للحزب. ونفى أن آل المهدي مسيطرون على الحزب، عازياً ذلك إلى أن هنالك بعض الناس يطلقون أحاديث عير شريفة للتقليل من الحزب ومكانته بوصفه أنه حزب أسرة وقراراته تخرج منها، هذا الحديث غير صحيح، الحزب كبير ومؤسسي يحكمه دستور، ووفق لهذه المؤسسية والدستور والديمقراطية الحرة تصنع وتتخذ فيه القرارات، والتراتب التنظيمي داخل الحزب غير مربوط بأسرة، العمل داخل الحزب قائم على العطاء والوفاء . مشيراً إلى أنهم كشباب داخل حزب الأمة في فعاليات كثيرة أكدوا دعمهم التام لاتفاق البرهان وحمدوك الذي حددوا فيه بعض الملاحظات بأنه اتفاق ثنائي، ولابد من توسيعه لمشاركة الجميع فيه حتى يكون اتفاقاً قومياً بإشراك كافة القوى السياسية المهنية والشبابية الموقعة على إعلان الحرية والتغيير، إضافة إلى لجان المقاومة حتى يكون اتفاقاً قومياً يجمع كل أهل السودان بالإجماع .

حزب الأمة في عهد الإنقاذ شهد عدة انقسامات،
بالمقابل يرى المحلل السياسي يوسف علي آدم في حديثه ل (اليوم التالي) أن حزب الأمة القومي حزب كبير وقديم وقومي، في نفس الوقت يضم العديد من الكوادر المتعلمة التي تربت على السياسة في كنف الحزب، لافتاً إلى أن حزباً مثل حزب الأمة له باع في صنع السياسة السودانية منذ تكوينه، بالإضافة إلى أن الحزب فاز بالانتخابات السودانية في الديمقراطية الثانية والثالثة وصناعة القرار داخله لا تكون فردية ولا بالمزاجية؛ لأنه حزب يعتبر من الأحزاب التي تمارس الديمقراطية بشكلها المعروف داخل مؤسساته، هو حزب منظم وكبير قائم على دستور ينظمه في التعاطي مع مجمل القضايا الداخلية التي تخص شؤون الحزب، كذلك في القضايا القومية قد يكون هنالك عدم رضا في بعض القرارات إلا أنه لا يخرج من نطاق الممارسة الديمقراطية داخل أدراج الحزب. منوهاً إلى أن الحزب في عهد الإنقاذ شملته عدة انقاسامات وبعض التشظيات، وخرج منه الكثيرون إلا أنه استطاع التماسك والحفاظ على نفسه بحكمة الإمام الصادق المهدي، واستطاع أن يعبر من كل المطبات التي طالته بفعل نظام الإنقاذ، ولم تستطع أن تمحه من الخارطة السياسية في المشهد السوداني، وهذا يدل على أن الحزب قوي متماسك قي قراراته التي تخرج بديمقراطية وبتوافق على كل قرار يخرج من مكتبه السياسي، مشيراً إلى أن البعض يخلط الاحترام الذي تجده أسرة المهدي من جماهير الأنصار بأنه استغلال في قرارات الحزب والانفراد بها، وهذا غير صحيح، لأن هنالك فصل كامل مابين حب الأنصار لإمامة الأنصار، والعمل داخل حزب الأمة، وأكبر دليل على ذلك رئاسة برمة ناصر للحزب، هذا يعني أن الحزب يمارس ديمقراطية في القرارات وخاصة من آل المهدي .

لايزال آل المهدي يسيطرون على الحزب بشكل تام
بالمقابل؛ قال الكاتب والمحلل السياسي ابوبكر آدم ل (اليوم التاليل إن حزب الأمة بعد وفاة الصادق المهدي حصل فيه ضعف هيكلي وبنيوي في تنظيمه، بسبب عدم تنظيم قيام المؤتمر العام للحزب منذ فترة طويلة لتنظم أعمال الحزب، بالتالي انعكس ذلك على القرارات التي تؤخذ وتبنى بدون مؤسسية، مما جعل الحزب يتخبط في جميع القرارات الداخلية للحزب والخارجية، وما شهده من انشقاق في الرأي في الاتفاق السياسي مابين رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفاتح البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك؛ كان واضح التباين في المواقف المؤيدة والمعارضة للاتفاق السياسي، بالرغم من أن حزب الأمة كان اللاعب الأساسي والمحوري في الاتفاق الذي تم مابين البرهان وحمدوك، إلا أن الحزب قام – بعد الاتفاق – بلفت انتباه الواثق البرير ورئيس الحزب السيد برمة ناصر برفض الاتفاق السياسي، وهذا يدل على مدى التباعد في تكوين رأي مؤسسي داخل الحزب. لافتاً إلى أنه لازال البيت المهدوي يسيطر على الحزب سيطرة تامة، ومسيطر على كل مفاصل الحزب، و لا توجد فرص حقيقية للأعضاء الآخرين حتى الوظائف عندما تظهر الاختيارات في الحكومة يكون آل البيت هم الأكثر استفادة من الوظائف داخل الدولة.

كثير من الأعضاء تستميلهم آراء آل البيت
وقال الأستاذ عمر أحمد برشم، رئيس دائرة الشباب بحزب الأمة القومي حزب الأمة لـ (اليوم التالي ) إن القرارات تبنى على أساس المؤسسات وهي مؤسسات تشريعية مثل الهيئة المركزية أو المؤتمر العام او المكتب السياسي ومؤسسات تنفيذية مثل مؤسسة الرئاسة أو الأمانة العامة وهو الهيكل المؤسسي لحزب الأمة، لافتاً إلى أن القرار يختلف من مستوى لآخر، المكتب السياسي طبيعته تشريعية في وضع السياسات العامة التي تنفذها الأجهزة التنفيذية داخل الحزب، مشيراً إلى أن صناعة القرار في حزب الأمة ليست ببعيدة التباين الكبير الموجود؛ لأن الحزب به تنوع من جميع أقاليم السودان ومكونات الشعب السوداني، مضيفاً أن التباين في مثل هذه القضايا غير مزعج؛ خاصة وأن الناس يفسرونه في إطار الخلافات، معتبراً أنه مهم خاصة عند اتخاذ القرارات يكون هناك وجهات نظر مختلفة، وهذا ما نشهده في الوقت الراهن، صحيح توجد قضايا مفروض أن يتم اتخاذ قرارات فيها؛ خاصة مابعد الثورة وأدخلت الحزب في محك حقيقي، وهذا معروف ليس بعيداً عن الرأي العام، مؤكدًا أن اتخاذ القرار ليس بالمشكلة الصعبة؛ لكنها تأخذ وقتاً طويلاً بسبب التنوع الموجود بالحزب؛ لأن الناس تختلف بسبب الطموحات، مختلفة ومتفاوتة .الحديث عن سيطرة آل المهدي على القرار غير صحيح، آل البيت جزء من المؤسسات، منوهاً إلى أن كثيراً من أعضاء الحزب او القيادات تستميلهم آراء آل البيت ولكن لاننكر أن لديهم تأثير في عملية اتخاذ القرار، ولكن ليس على المطلق، وهو واقع لا ننكره.

الخواض عبد الفضيل
صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. الذي اعتقده وسمعته من كثيرين ان الحزب يتخذ قراراته بعد قراءة اراء اليسار لانه يعتقد ان اليسار يمكنه ان يشيطن الحزب بعناصره الاعلامية وسياسيين ماهرين في التشويه وأدواته المعروفة تماما كما كان يفعل مع الإسلاميين لمنذا ترهبه مواقف اليسار ويخافه تماما … من اراد التاكد عليه ان يتابع راي الامة يجد اولا مواقفه شعبية وصحيحة في الغالب ثم يدخل مرحلة التردد ومن ثم السير وراء اليسار.
    انظروا لاخر حدث وهو اشتراك الحزب في مصالحة البرهان حمدوك نجد ان الاشتراك تم بالتنسيق ثم عمل اخونا برمة مجهود جبار للحل وبعد ان تم كل شي وحضر القوم للتوقيع فاذا مريم تتصل بهم وترفض التوقيع بعد مشاورات وقد عرفت رفض اليسار ولو انها قرات الافكار لعرفت سلفا ان اليسار ضد كل تحالف هو ليس قائده وضد كل اجتماع لا يديره وضد كل اتفاق مطلقا سواء لمصلحة البلد او ضررها ما يهم الحزب ففط هو التشظي والشتات والفتن والمشاكل وهو بارع في خلق الأجواء المشحونة لانها بئة صالحة ليعيش عليها.