مقالات متنوعة

سمية سيد تكتب.. عن دال وزين مرة أخرى


ظل بريدي يستقبل عدداً من الرسائل والردود على ما كتبته على هذه الزاوية فيما يختص بالعرض المقدم من شركة دال لشراء زين سودان.
اليوم أنشر تعليقاً لأحد الخبراء في قطاع الاتصالات عمل في وظائف قيادية في كبريات شركات الاتصال تواصل معي أمس لكنه أشار لي بعدم الإفصاح عن هويته.
أستاذة سمية
أثارت صفقة دال – زين – الكويت القابضة – كثيراً من اللغط، وخاض المشفق والمحب والشامت والمتشكك، والحالم يدلي كلٍ بدلوه وحتى يتضح الأمر أُلخص معالم الصفقة مسارها ومآلاتها في الآتي:
١. تقدمت شركة دال عبر واحدة من شركاتها بعرض غير ملزم (على النحو الذي تم شرحه) لمجموعة زين (شركة الاتصالات الكويتية المتنقلة) لشراء شركة زين السودان والشركة الكويتية القابضة التابعة لها بمبلغ 1.3 مليار دولار.
٢. وافق مجلس إدارة مجموعة زين على الصفقة.
٣. أفصحت المجموعة (زين) عن الصفقة المحتملة جهةٍ أنها مدرجة في الأسواق المالية العالمية (البورصة) والتي تحتم قوانينها مثل هذا الإفصاح.
٤. يتم إخطار أصحاب المصلحة والجهات ذات الصلة وبالذات الجهة المنظمة للاتصالات في السودان (الهيئة القومية للاتصالات) والوزارات المختصة (الاتصالات والمالية) يجب إخطارها بالصفقة المحتملة.
٥. تشرع مجموعة دال في إجراء الفحص النافي للجهالة على النحو المشار اليه آنفاً.
٦. يتم تقديم العرض بصورته النهائية على ضوء نتائج الفحص النافي للجهالة.
٧. يتم الحصول على الموافقات اللازمة لإتمام الصفقة داخلياً وخارجياً.
٨. يتم استيفاء الرسوم والضرائب حسب ما تتضمنه اتفاقية الترخيص وحسب لوائح الهيئة القومية للاتصالات وقوانين الضرائب وغيرها من الرسوم مطلوبات إتمام الصفقة.
أشفق البعض على مصير العاملين وهنا نقول:
فيما يختص بالعاملين، في عالم (علم الاتصالات وإدارة الأعمال إذا صح التعبير) مصطلح FTE وهي اختصار لـ Full Time Employees وهي إشارة الى الموظفين بعقود مستديمة، ويقاس العدد المطلوب من الموظفين لتشغيل أي شركة اتصالات منسوباً الى عدد المشتركين وفق معادلات محددة يعرفها جيداً.
ثانياً: تم طرح العديد من التساؤلات حول جدوى الاستثمار في السودان في هذا التوقيت وهنا نقول إن قياس جدوى الاستثمار لا يتم إلا وفق معايير ومعادلات دقيقة ليس بينها (الصبر) لأن الصبر ذاته تتم ترجمته الى عامل زمن يدخل ضمن معادلة التقييم هذه، بل إإنه قد يكون واحداً من معادلات القياس إذا تم اعتماده وهو Time Value of Money وهو مقياس لجدوى الاستثمار استناداً على المال المستثمر وقيمته الحالية مستخلصة من قيمته المتوقعة مستقبلاً. أهم من ذلك كله أن تقييم الشركة يتم بتقييم كل جزئية فيها تقييم دقيق من النواحي التجارية والتشغيلية الفنية والموارد البشرية والقانونية والمالية (قوائم الدخل والتدفق النقدي.. الخ.. الخ من سجلات مالية إضافة الى تقييم الأصول المحسوسة وغير المحسوسة وتقييم سمعة الشركة أو ما يعرف بالـ Good Will ودي برااااها عندها قيمة وقيمة كبيرة جداً، أضف اليه الـ Brand Name وكل الأسلوقان والشعارات بالإضافة الى الرخص والإعفاءات وغيرها من القيم غير المحسوسة، كل هذه الأشياء لابد من تقييمها بصورة دقيقة وبواسطة مختصين.
ثالثاً: من المهم كذلك أن نشير الى العرض الذي تقدمت به دال اسمه المصطلحي (عرض غير ملزم) وهو غير ملزم لأي طرف لـ:
١. دال حتى تستوثق من عدالة الثمن بعد إجراء الفحص النافي للجهالة لكل ما يتعلق بالشركة.
٢. لمجموعة زين حتى تستكمل إجراءاتها كونها مدرجة في أسواق مالية عالمية ويستلزم الأمر الإفصاح عن الصفقة والحصول على الأذونات والتصاديق المطلوبة من الجهات ذات الصلة.
٣. السلطات السودانية ذات الصلة تظل الصفقة غير ملزمة والعرض المقدم غير ملزم قبل الحصول على كل الموافقات والتصاديق المطلوبة.
رابعاً: تساءل البعض عن إمكانية نجاح شركة غير متخصصة في الاتصالات بالاستحواذ على شركة مثل زين ونقول إن استحواذ شركات ليست لديها خبرة في مجال محدد أنه ليس بالضرورة ولا المطلوب أن يكون الملاك لأي شركة أو اسم عمل متخصصين في مجال عمل الشركة لأن الصحيح يجب الفصل تماماً بين الملاك والإدارة، الإدارة يجب أن تكون متخصصة في مجالاتها لأجل إنجاح عمليات الشركة، وليس بالضرورة أن يكون الملاك كذلك، فليس مشكلة أن يكون من يعمل في مجال أو قطاع معين أن يكون متخصصاً فيه، والشواهد على ذلك في السودان كثيرة.
خامساً: وهذا هو المهم إن جدوى الاستثمار في أي مجال لا يكون عامل الربح والخسارة سوى عنصر واحد بين بضع عشرات من العناصر الأخرى التي تحدد جدوى الاستثمار، وربما تكون الشركة تحقق أرباحاً جيدة ولا تكون مغرية للاستحواذ عليها وربما تكون خاسرة (لأسباب عديدة) ومع ذلك تمثل فرصة جيدة يرى فيها المستثمر والراغب في شرائها (بعد إجراء الفحص النافي للجهالة) ربما يرى فيها فرصة وفرصة كبيرة جداً.

صحيفة اليوم التالي