بكري المدني: 19ديسمبر – من هو البديل ؟!
واضح ان لجان المقاومة قد حسمت أمرها وعدت عدتها للخروج الكبير في 19ديسمبر بشعارات لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية متجاوزة الشعارات السابقة للثورة حرية – سلام وعدالة وفق متطلبات المرحلة وواضح أيضا ان لجان المقاومة بالشعارات الجديدة قد تجاوزت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي تماما مما يعني تجاوز الوثيقة الدستورية ناهيك عن تجاوزها لقوى الحرية والتغيير – الميثاق الوطنى وقوى الإعلان السياسي فلجان المقاومة تسعى لقلب المشهد تماما دون عودة للوراء أيضا وتهدف من خلال هذا السعي الى إعلان سلطة مدنية كاملة ليس فيها شراكة مع العسكر ولا تتشكل من قوى حزبية في ذات الوقت!
* أن المسعي أعلاه و بافتراض نجاحه أي إسقاط السلطة الحالية للدكتور عبدالله حمدوك واجبار السلطة السيادية للعسكر بقيادة الفريق أول البرهان على التنحي وقفل الطريق أمام القوى السياسية يبقى السؤال المهم لمن تسلم السلطة ومن يشكلها ؟!
* ان ما أضعف حصاد ثورة ديسمبر العام2018 كان الشعار الحتمي(تسقط بس !)ولما سقطت لم يجد الثوار أمامهم غير قوى الحربة والتغيير التى كانت تعارض النظام السابق لتشكيل الحكومة ولم تجد الأخيرة بدءا من الشراكة مع العسكر فضاعت بين الإثنين مطالب الثوار وحدث ما حدث !
* مهما كانت صعوبة إسقاط السلطة الحالية فإن إسقاطها ليس مستحيلا تماما ففي لحظة معينة قد يضطر العسكر للتنحي وفقا لتقديرات كثيرة ومراجعة التطورات على أرض الواقع ولكن هذا بدوره يتطلب أن يكون لدى لجان المقاومة البديل المناسب والمقنع والذي يمكن ان يحفظ البلد من شر التمزق والانشطار
* في الحالة الراهنة لا تنفع(تسقط بس)ولا العودة لقوى الحرية والتغيير (قحت)وبما أن البديل العسكري مرفوض عند لجان المقاومة أيا كان فإن من المفترض ان يكون البديل المدني مقبولا لدى الجميع !
* إن ما نجحت 19ديسمبر فى إسقاط السلطة ولم تنحج في تقديم البديل المدني المقنع والمقبول للجميع فإن مرحلة أخرى من مراحل عدم الإستقرار سوف تبدأ وربما تعصف بالبلد كلها هذه المرة
* ما دام ان الشراكة مع العسكر مرفوضة لدى لجان المقاومة في المرحلة الإنتقالية وعودة قوى الحرية والتغيير للمشهد مستبعدة فإن ظهور أى قوى سياسية حزبية أخرى كبديل مدنى ستكون مرفوضة ومعروفة مهما تخفت خلف الواجهات الشبابية وان جرت محاولة كهذي فإن الرد سيأتي من الأقاليم حيث الثقل الأكبر للقوى التقليدية واليمينية عموما والخرطوم ليست السودان !
* المطلوب إذا في حال نجاح 19ديسمبر ان تكون لجان المقاومة جاهزة ببديلها المقبول والمقنع والقادر على حفظ البلاد وأرواح العباد والا فليستعد الجميع لنهايات مفتوحة على كل المآلات !
بكري المدني
الخرطوم بمدنها الثلاثة هي السودان المصغر ففشل الأنظمة السياسية الحاكمة في تكريس تنمية متوازنة واختلالات توزيع السلطة والثورة وما ارتبط بها من صراعات وحروب وقضايا التدهور جعل منها المبقى للهجزة والنزوح فهي تستوعب ربع سكان السودان ورغم ذلك فهي منارة الوعي والاستنارة وحركة التحديث الاجتماعي والسياسي مضافا إليها حواضر الولايات وكلها وبشبابها الذين يمثلون غالبية السكان ينشدون المدنية والتحول الديموقراطي.
المدنية و التحول الديمقراطي لا تعني ان يحكمنا اليسار من شيوعي و بعثي التحول الديمقراطي ياتي عبر صندوق الاقتراع فقط. اذا كانوا يعتقدون ان الشعب معهم فاليدعوا الى انتخابات مبكرة فاذا اختارهم الشعب فاهلا بهم و سهلا.
يا زول انت موهوم اصلا ما في اسقاط حكومة عن طريق جهات عبثية لا تقبل ان تتفاوض او تتشارك وهي اصلا ليست شرعية فالشعار نفسه لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية مضلل وغير واقعي ولن يتم القبول به من كل عاقل وهو شيوعي بحت لا صلة له بعالم السياسة .
خذ الجزء الذي يتعلق بالشرعية ونطرح سؤال علي لجان من الذي انتخبكم وكيف تكون شرعية بدون تغويض .
هذا استهبال وجهل سياسي بامتياز وانظر للعالم لا احد يتعامل مع جهات موغلة في الجهل والتخلف بشعارات مضحكة ومعيبة ومهينة لمن يرفعها … سبب بسيط يثير الضحك كيف تبني دولة دون ان تتفاوض او تتشارك لو اعطيت الشرعية بالهتاف والكواريك والرجالة التي تريدونها.
هؤلاء محض مارقون وتائهون ولا يعرفون ما يريدون وكل ما في الامر مزيد من التعقيد والمشاكل والرجعية.
منو الطالع عشان ديل اصلا … استولوا علي كل مناسبات الشعب السوداني واحتكروا الاعياد الوطنية ويلتفون وراء الاعلام المضلل.
كل عاقل لا يخرج مع مخرب وعايز يسقط حكومة ويحكم بدون انتخابات … ديل ناس ما عندهم برنامج
نفس كلامك ده قاله احمد هارون عندما استدعاه البشير من الابيض لكبح الثورة بان الخرطوم لبست وحدها تحدد مصير البلد لكن الشاهد ان الخرطوم مازالت هي التي تحدد مسار السودان والاسباب كثيرة منها التجريف الذي قامت به الانقاذ لمدن الاقاليم فهاجرت الالاف من نخب الاقاليم للخرطوم بسبب سوء الاوضاع في الاقاليم وفشل ادارة التعايش بين مكوناتها
اما القوى اليمينية التي تتحدث عنها فهي تبقى في حالة رد الفعل وفي اغلب الاحيان محكومة بتقاطعات داخل اقاليمها تمنع ظهور برنامج بديل يمكنها تقديمه لحل اشكال الحكم والتنمية في مستوى اقاليمها ناهيك عن البلد