أحمد يوسف التاي يكتب: ليس الساسة وحدهم
(1)
قبل 65 عاماً خرج المستعمر وترك لنا وطناً يملك كل مقومات النهضة والتقدم، جهاز خدمة مدنية فاعل، تعليم جيد، شبكة من السكك الحديدية، أكبر مشروع زراعي في أفريقيا، أفضل خزان لتوليد الكهرباء في أفريقيا والشرق الأوسط آنذاك…. بعد خروج المستعمر غرقت بلادنا في الصراع السياسي، وهذا الأخير بدوره أنتج كل الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي ما زالت تُكبل البلاد بسلاسل من حديد، وفي كل عام تُرزأ البلاد بحكام تجُر خيولهم عربة السودان إلى الخلف… لكن السؤال الأهم : هل سبب التراجع ناتج عن الحكومات، وصراعات النخب السياسية وحدهما؟..
(2)
عندما تمر بشارع رئيس في عاصمة البلاد ويلفت انتباهك وجود نفرٍ من الناس يلعبون الورق (الكوتشينة) أو (الضمنة) ، أو حتى (السيجة) في أول الصباح أو منتصف النهار على جانب الطريق، حينها سيُنبيك هذا المشهد إجابة السؤال أعلاه..!!!.
(3)
وعندما تتوقف السيارة التي تقلك عند كل (استوب) وترى بعينيك شُباناً هم مستودع القوة والشباب و”الفتونة” والنضارة يعرضون “المسابح”، و”المساويك” والمناديل الورقية، والماء البارد وبعض الملابس الداخلية للبيع، بينما مناطق الزراعة تسد النقص المريع في الأيدي العاملة بعمالة الأطفال والنساء والفتيات وهو أمر يضاعف تكلفة العمالة على نحو لا يطاق لقلة الأيدي العاملة، حينها سيُنبيك هذا المشهد إجابة السؤال أعلاه…
(4)
عندما ترى أن العاصمة الخرطوم تحولت بكاملها شوارعها، ازقتها مساجدها ، اسواقها ، أحيائها ومستشفياتها إلى مراتع خصبة للمتسولين الأجانب من كل الفئات العمرية، النساء والشيوخ والأطفال والفتيات، بينما كل بلاد العالم تمنع التسول بالقانون والطرد ونتساهل معه بسذاجة غريبة للدرجة التي جذبت الكثيرين وأقعدتهم عن الإنتاج ، عندما ترى ذلك، حينها سيُنبيك هذا المشهد إجابة السؤال أعلاه.
(5)
حينما تجد الكثير من الشباب والرجال يقضون سحابة يومهم بين الجلوس مع ستات الشاى ، وآخرون بالمئات يجوسون مواقف السيارات والسمسرة بـ “ركاب الحافلات”، والجلوس على الأرصفة، حينها سيُنبيك هذا المشهد إجابة السؤال أعلاه.
(6)
لا أحد يصدق أن بائع “المساويك”، و”المسابح” بـ(الاستوبات) يستطيع أن يسد رمق نفسه ناهيك عن إعالة أسرة ، أخشى أن تكون مثل هذه الأنشطة التي يقوم بها شباب أقوياء غطاء لترويج المخدرات والبلاوي…….اللهم هذا قسمي فيما املك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة