هاجر سليمان تكتب: نادى الرابطة وصراع الأفيال
ولعل ما حدث بنادي الرابطة شمبات مساء الجمعة أكبر دليل على أن الشعب إنقسم لثلاثة فرق بينها فريق يناصر العسكر وفريق يناصر قوى الحرية والتغيير ولكن السواد الأعظم هو الفريق الثالث الذي بات لايريد لا العسكر ولا قوى الحرية والتغيير ولا الأحزاب ويكفر بها تماماً وهذا الفريق يمثل غالبية الشعب حتى أنهم هم الذين ظلوا يدعون للخروج في تظاهرات سلمية مناهضة للطرفين وهؤلاء هم الذين تابعوا بعين الحقيقة ما يدور فأنكروا أفعال الطرفين ونبذوهما وأحسب أن الذين ينضوون وراء الحرية والتغيير أو العسكر ليسوا سوى فئة قليلة لا تمثل الشعب وحقيقة حالة الرفض لجميع الأطراف هي الآن المسيطرة على الموقف .
الغريب أن بعض قادة الحرية والتغيير لازالوا يمارسون عادتهم السيئة في إلقاء اللوم على الآخرين وهم يعلمون تمام العلم من هو خصمهم ومن هو الذي يعاديهم ويرفض الاستماع إليهم، هؤلاء القادة الذين أطاح بهم البرهان في قرارات ٢٥ أكتوبر قرروا الإنخراط والإنضمام إلى الشارع فهم منه وإليه وحينما كانوا في السلطة كانوا يرفضون التظاهرات المستمرة ولايكلفون أنفسهم عناء الخروج والاستماع لمطالب المتظاهرين ولكنهم الآن يطالبون بالاستماع إليهم وهم يخطبون في الناس ويطرحون وجهات نظرهم للعامة ولكنهم لا يعلمون أن الشعب بسواده الأعظم سيعاملهم بالمثل .
فكم من التظاهرات التي شهدتها الساحة إبان فترات توليهم السلطة والتي تم قمعها دون أن يكلفوا خاطرهم عناء الدفاع عن المتظاهرين أو المطالبة بعدم قمعهم وذلك لأنهم كانوا في السلطة وسعوا بشتى الطرق للحفاظ على كراسيهم ولكنهم الآن فارقوا تلك الكراسي الوثيرة فماذا هم فاعلون الآن ؟ لم يبق أمامهم سوى اللجوء إلى صدر الشعب ليستمدوا القوة منه .
الشعب لن يساعدهم على الثأر لأنفسهم فللشعب قضايا محورية خرج من أجلها وسيخرج إلى أن يحقق مطالبه التي غفل عنها الجميع حينما كانوا في السلطة والذين لازالوا يتمرغون في نعمائها ، لذلك ما حدث بميدان الرابطة لم يكن سوى صراع أفيال فيما بينها مواجهة بين مواطنين لا علاقة لهم بالعسكر ولا القحاتة، مواطنون شرفاء واجهوا مواطنين لفظتهم كراسي السلطة، فقصفوهم بالبمبان ولولا تدخل الشرطة للتفرقة بين المواطنين الغاضبين الرافضين لقوى الحرية والتغيير وأحزابها والعسكر والقادة السابقين وأنصارهم لحدث ما لا يحمد عقباه ولكان الطرفان قد إشتبكا بأسلحة أكثر فتكاً والبركة في الشرطة التي تمكن المتحدثون من الإحتماء بثوبها فلولاها ((لانكشف المغطى ستار)) .
هكذا هو حال قادة قحت كل من لايناصرهم هو كوز مندس وأي مواطن يرفض الإنصياع لهم هو إنقلابي مع العلم بأن الشعب كله بات رافضاً للعسكر وهذه مؤكدة ولكن الجديد أن الشعب أصبح العدو الأول لقوى الحرية والتغيير وسدنتها وأحزابها بل وحمدوك نفسه، بإختصار الشعب بات يريد إسقاط النظام بأكمله ويريد كفاءات لا كفوات كالذين أطاحت بهم قرارات ٢٥ اكتوبر وأبدت سواءتهم للشعب الصابر المحتسب .
ما حدث بميدان الرابطة لا علاقة للعسكر به فقط هو مواطنون شرفاء رافضين لما يجري وينادون بشدة للخروج في ١٩ ديسمبر لإسقاط الجمل بما حمل ولا داعي للصراخ والعويل وحركات نسوان بيوت البكاء البتعملوا فيها دي .
صحيفة الانتباهة