مقالات متنوعة

محمد المبروك يكتب.. ضحايا لعبة الأمم


• في لعبة الأمم، وبقصد تمهيد الساحة للفوضى الخلاقة وهي فوضى خلاقة – بكسر الخاء – في الواقع، يلجأ اللاعبون الكبار للعبة القذرة والقاتلة.. تصفية الرجال الأقوياء في الدول المستهدفة، وفتح المسرح السياسي ليتقدم بدلاء جاهزون ومصنوعون في المختبرات المخابراتية.. الخونة والضعفاء.
• أحياناً تتشابه العمليات وكأنما نفذها فريق واحد.. وتحضرني هنا بعض الأمثلة. العملية الأولى : تصفية القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود والمعروف ب”اسد بانشير” قبل فترة قليلة من الغزو الأمريكي لأفغانستان، والعملية الثانية : تصفية رئيس أركان الجيش الليبي عبد الفتاح يونس أثناء مجريات ما عرف ب” ثورة 17 فبراير الليبية “.
• يجمع بين العملتين غموض شامل يحيط بوقائعهما قبل وأثناء وبعد حادث الاغتيال، إذ سبقهما هجوم إعلامي مكثف ضد الضحية تمهيداً.. ثم دربكة في الملعب.. مسرح الجريمة.. تسيل الدماء .. وبعدها يضيع دم القتيل متوزعاً بين الجماعات التي تحرك خيوطها أجهزة المخابرات المحلية والإقليمية والعالمية.
• ربما هناك حالة ثالثة سبقت ولا أملك عنها معلومات كافية.. أعني حادثة مقتل الجنرال عدنان خير الله قائد الجيش العراقي في حرب الخليج الأولى ضد إيران في حادث تحطم طائرة فوق صحراء مخمور العراقية. وقيل – حينها – إن طرفاً من المخابرات العراقية يقف خلفها. كان عدنان خير الله أحد الأبطال العراقيين في حرب الخليج الأولى، وكان نجمه قد سطع فوق المشهد العراقي ولكن سرعان ما غاب أو تم تغييبه.
• حينما تتم إزاحة الأقوياء وتغييبهم عن المسرح يسهل تنفيذ المخططات القادمة من الخارج بسهولة، وهذا ما حدث فعلاً في افغانستان وليبيا والعراق.. تمزيق الدولة وتقسيمها غنيمة بين الأمم الكبيرة.. تلك هي لعبة الأمم

صحيفة اليوم النالي