حسن الجزولي يكتب.. مليونيات
حكايات قصيرة
حسن الجزولي
تربص:
(إلى جموع الشفاتة على طرقات الوطن)
بقال الحي يتمعن في دفتر ديوني المتوالية، وماسح الأحذية لأرجلي المعفرة بمشاوير الهتافات، الحلاق لذقني النابت كدبيب النمل، والنشال لجيوب بنطالي المتآكلة، طبيب الأسنان لأضراسي المصطكة، وطبيب العيون لداخل بؤبؤ نظاراتي السميكة المثبتة بدبارة على مقدمة وجهي، الترزي لجلبابي الممزق وصاحب المطعم لحاسة الشم عند أنفي الشامخ، صالات المطارات العتيقة لأوبتي، وتلك المرأة لشبقي، بينما الجندي المدجج يركز ملياً على منتصف جبهتي!.
مسيرة مليونية:ـ
عندما بتروا كفه اليمنى أمام جمع
أحس وكأن إلهاً منه قد سقط
ذبلت روحه الصغيرة
وضمر قوام ابن الخمس عشرة
بعد هذا أوصدوا عليه ثواقل الأبواب
في حسرة انزوى بركن قصي من كسر الخاطر..
وكأن إلهاً منه قد سقط!.
………………………
جاءت جموع أكثر عتاداً
ودكت ثواقل الحديد فأزاحتها
ثم خرج مع من خرج.
وسط الجموع امتشق قوامه،
وثب بروحه نافذاً للشمس والحياة.
…………………….
رغم أن اليمنى قد غابت تلك اللحظة
إلا أنه استطاع أن يضغط بغضب على اليسرى
فيرفعها عالياً.. عالياً.. مجارياً الجموع
التي أزاحت ثواقل الحديد وهدرت..
حينها أحس ابن الخمسة عشر
وكأن إلهاً إليه قد عاد!.
***
فأس كنداكة:ـ
حملت فتاة نضرة منعتها ودخلت غابة كثيفة، حاصرتها بعد فترة وجيزة مجموعة ذئاب مستهدفة جسدها النضر، اعتقدوا أنها لا تستطيع شق قوتهم الكاسرة ـ كما حدثهم بذلك الأجداد من بني آوى القدماء ـ بعد أن شجت رؤوسهم جميعاً وانجلت المعركة، تابعت الفتاة سيرها بين جماجمهم المتناثرة، فتناقلت أجيالهم اللاحقة الخبر جيلاً بعد جيل من بني آوى، حيث كانوا لا يدركون أن خلف هاتك من منعة وقوة!.
صحيفة اليوم التالي