التسامح والحب وسعة الصدر في المصريين وخاصة أهل الاسكندرية
قبل يومين حدثني صديقي من الاسكندرية عن مدى تسامح المصريين وسعة صدرهم، قائلاً نزلت إلى صلاة الفجر بأحد المساجد القريبة من سكني كعادتي، فأمنا إمام مصري مجوداً للقرآن، أبطأ في القراءة إلى حدٍ ما!.
عقب فراغنا من الصلاة، فوجئت بسوداني رافعاً صوته بالمسجد، وقد شق هدوء الفجر، موبخاً له على الإطالة في الصلاة، وقد يكون بين المصلين مرضى وكبار سن وما إلى ذلك!.
قال نظرت إلى الإمام وهو يستمع إليه بابتسامة رغم طريقة انتقاده، و بعد أن فرغ من “زعيقه”، ناداه الإمام ليدنو منه في المحراب، إلا أن السوداني أدبر عنه غاضباً متذمراً وانصرف غير مكترثٍ إلى مناداته.
يوم أمس التقى الإمام وبعض المصلين بالسوداني، واعتذروا له، ففاجأهم بأنه حافظاً لكتاب الله وكان إماما بالسودان، فقدموه إلى صلاة الفجر، يقول صلى بنا بصوت رائع أقرب إلى إمام الحرم حتى أدمعنا.
بعدها انتظرته حتى خرج فقلت له يا أخي انت رجل بهذا الجمال وحفظ القرآن وتلاوته الندية، لماذا كان أسلوبك بالأمس فج لايشبهك قال أجابني (لقد نزغ بي الشيطان) ولومت نفسي بعدها!.
الشاهد في الأمر الذي قاله لي صديقي، مدى هذا التسامح والحب و سعة الصدر في المصريين وخاصة أهل الاسكندرية، وأخذهم للرجل بالحُسنى، فكسبوا قلبه و جمال ترتيله، ومدى عجز بعض أبناء جلدتنا للأسف عن عكس جمال دواخلهم وبياض قلوبهم في مواقف كهذه.
ابومهند العيسابي