حواريّة القلب الأبيض

لا بدّ أنه كان يوم خميس؛ حين خطر لي طرح هذا السؤال على منضدة الفايسبوك، وهو ليس من نوع أسئلة آن سكستون التي زعمتْ ألا إجابة لها:
“الأسئلة التي لم تطرح من قبل، ليست جديرة بالإجابة”- قالت الشاعرة الأمريكية المنتحرة ذات مرة.
في جلسة افتراضية بين أصدقاء من ذوي الذوق الفني الرفيع، طرحت السؤال:
مِن أين استمدَّ شاعرنا القدير السر دوليب كل هذه الثقة وهو يقول بلسان الفنان عثمان حسين:
“بترجع لي تاني،
وتسأل عن مكاني،
تجدني زي ما كنتَ،
زايد في حناني.” ..؟
هذا ..
وكان الشاعر سبق ذلك بنفي أن يكون غيّره طول البعاد:
“ظلموني، القالو عني غيرني البعاد!”
تدخل المهندس عبد الله جعفر قائلاً:
الثقة الأكبر كانت حين تحدّاها وقال:
“لو قدرت غيب عليّ،
وابقي بي وصلك ضنين،
يا حياتي ونور عينيّ،
وين تروح من حبّي وين!” هذا في مقام آخر لا بد.
ثم انبرى المهندس فهد عنان للإجابة على السؤل المطروح(مال المهندسين والغناء؟) فقال : إنّ حتمية العودة، أو سمّها طول الأمل اتجاه باين جداً عند السر دوليب تأملها وتأمل تفسيرها في أغنية (لو قدرت تغيب)
“لو غبت صديت يا حنون،
وبعدتَ تابعت الظنون،
للقلوب إحساس يقرِب،
حتى للأرواح عيون.”
وفي مقطع ثان يقول:
“وجهك الناير جميل،
نورو زي أملي في غيابك ..”
وعلى الرغم من استغرابه لعودة المحبوب في مطلع قصيدته (من فكرك يا حبيب) إلا انه عادَ، بذات الاحتفاء، ليؤكد أنّه واظب على ترقب العودة بإيمان راسخ:
“كانت مشاعري تقول أبداً فراقنا محال،
ما لي غيرك شريك ما ليك غيري مآل ..”
تلك حَسَوات، قدر قليل، كالعسل من بحر السر دوليب الطامي ولا زال صوت أبو عفان يشدد على التمسك بالأمل الأخضر:
“أملي في هواك نامي ولسة أخضر.”
محمد المبروك
صحيفة اليوم التالي