رأي ومقالات

إسحق فضل الله: والتحول يبدأ العمل

ووزير خارجية مصر ومدير مخابرات مصر أمس في الخرطوم..

( وشخصية ثالثة جاءت وذهبت)..

و( مدير مخابرات) كلمة تعني أن إعادة تكوين مخابرات الخرطوم هي المبتدأ الذي خبره هو زيارة مخابرات مصر..

وكلمة( وزير خارجية مصر) كلمة تعني أن مصر كلها تتحدث مخابراتياً مع السودان..

والجملة هذه والجملة تلك كلاهما يعني أن مصر تريد شيئاً… حاسماً وضخماً..

فمصر تريد حسم الدمل الإثيوبي..

ومصر تعرف أن السودان ( جهاز مخابراته) هو الخبير الأول بالشأن الإثيوبي..

……..

ومصر يهمها الشأن السوداني..

والشأن السوداني جملة تعني أن

مصر تعرف أن قادة المخابرات السوداني الآن هم خبراء يعرفون جيداً صلة الداخل بالخارج..

ويعرفون ( من) يستطيع أن يفعل( ماذا)..

وهذه جملة لا يمكن تفسيرها..

وعن صلة الداخل بالخارج وعن …من… يستطيع أن يفعل… ماذا تقول قراءة الدرب أن

(١)… مصر والشأن الأفريقي درب دليله هو الجهاز السوداني..

وليس بعيداً أن إعادة تكوين جهاز المخابرات السوداني أمر ينظر ويجد أن

قادة دول أفريقيا وقادة مخابراتها كلهم كانوا طلاباً في جامعات السودان..

وأن السيسا… ( مؤتمر قادة مخابرات أفريقيا قبل أربع سنوات كان يعقد في الخرطوم بقيادة قوش الذي أسس السيسا هذه..

وممتع الإشارة إلى أن صحيفة (الأخبار) كان مانشيتها عن الخبر( أصحاب النظارات السوداء اليوم في الخرطوم)..

أصحاب النظارات إذن ورؤساء دولهم كلهم يفهمون حديث جهاز مخابرات السودان فقط..

وأن العسكريين مثلهم يفهمون لغة بعضهم..

والسيسي والبرهان كلاهما يفهم لغة الآخر..

وجهة أخرى أيضاً تفهم…

أمريكا…

فقبل أسابيع نحدث هنا عن أن دولة عربية تحارب الإسلام تقول لقحت

:- سلمناكم السودان لإبادة الإسلام والإسلاميين في السودان في عامين أو ثلاثة… لكنكم أردتم الإبادة هذه في شهرين ففقدتم كل شيء..

وكأن المسؤول الأمريكي كان يشرح الحديث هذا لما قال لبعضهم

:- الإسلاميون في السودان أذكياء…. فهم لم يصنعوا( رابعة) يجتمعون فيها ليسهل ضربهم… الإسلاميون تفرقوا وهكذا أصبح ضربهم مستحيلاً ( كما تشتتهم هذا يجعلهم أقدر الناس في حالة المواجهة)..

والرجل العسكري الخبير بالسودانيين قال

: والإسلاميون في السودان لا يهاجمون لكنهم يعرفون الرد فحن حاصرناهم فجاءوا ببن لادن..

ولما اضطرهم قرنق للقتال فوجئ بهم يقدمون نصف مليون متطوع..

……..

والصفات هذه عند السودانيين كانت تصنع نوعاً آخر من الرد..

فالدولة تلك المتلهفة على ضرب الإسلام في السودان تقيم عدداً من السجون المعزولة في خمس دول تخصصها للإسلاميين السودانيين..

وتبلغ درجة أنها طلبت من أحد كبار العسكريين (السياسيين) في السودان اعتقال الإسلاميين… كلهم!!

والرجل الساخر يقول لهم

المؤتمر الوطني عضويته ليست أقل من سبعة ملايين… نعتقلهم كيف؟.

……

لكن التحول ابتداءً من الأسبوع الماضي له وجوه أخرى..

فالسيد حمدوك يلوح مجدداً بالاستقالة..

الاستقالة ما لم تنفذ شروطه

وشروطه منها..

(١) عودة لجنة التمكين و..

(٢) عودة وزير الشؤون الدينية ووزير العدل و

(٣) إبعاد جبريل..

بينما إبعاد جبريل يعني إكمال نقض اتفاق السلام

وعودة الوزيرين هذين تعني عودة قحت و

(٣) وشرط ثالث

وقالوا إن إبعاد جبريل مطلوب لإكمال عودة التمكين فالسيد جبريل هو الذي يدير لجنة التمكين الآن حتى يعاد تكوينها..

والأمر كله الآن هو أن حمدوك والآخرين كلهم كلهم يعلم أنه يقوم ويقعد حول حكومة تحال إلى التقاعد قبل مايو القادم..

وأنها انتخابات.

وأن من يقول هذا هو أمريكا..

مما يعني أن الصراع كله هو شيء في حقيقته يجري بين جهة تريد إنقاذ السودان..

وجهة تسابق الزمن لتنجح في الهدم قبل مايو القادم

أو أن تنجح في منع الانتخابات ذاتها…

* يبقى أن الزيارة يبلغنا خبرها في الواحدة ظهراً..

* وفي السادسة مساءً يبلغنا أن الزيارة تؤجل..

* ولعل التأجيل يعني عدم الرضا المصري من البرهان..

* وسواءً كان هذا أم هذا فإن الحيثيات أعلاه التي تربط مخابرات مصر بالسودان وبالأحداث الآن هي أشياء لا تتبدل..

إسحق فضل الله
الانتباهة