رأي ومقالات

عيساوي: أساتذة الجامعات


أساتذة الجامعات شريحة مناط بها قيادة الإصلاح المجتمعي. وبناء الدولة العصرية. وللأسف لقد وضعهم الحمادكة في وضع لا يحسدون عليه. ونكتب لكم اليوم من داخل خيمة عزاء التعليم العالي قائلين: (إن راتب البروفيسور في سودان حمدوك “٥٠٠٠٠” أي ما يعادل اليوم “١.٧” جنيه.

بربكم هل من المعقول بتلك (المليمات) أن تستمر الدراسة بالجامعات؟ وهل… وهل… إلخ؟). ومن هنا يجب توضيح حقيقة أن عشرين ألف طالب في هذا العام هاجروا من أجل مواصلة تعليمهم بالخارج. وأكثر من ذلك العدد تركوا مقاعد الدراسة لمواجهة حالة الفقر والعوز التي اطبقت على الجميع. بالإضافة لهجرة الأساتذة للعمل بالجامعات الخارجية. وترك كثير من الأساتذة لمهنة التدريس. وهناك دراسة علمية لحال وواقع الأستاذ الجامعي الأسري يخجل الإنسان عن ذكرها. ويكفي أنموذج لذلك بأن ثمانين من جامعة واحدة من حملة الدكتوراه أخذوا إجازة بدون مرتب وهم يعملون الآن في أعمال هامشية (فريشة بصل ودكوة وعجور). ومن هنا نضع رسائل في بريد كل من:
أولا: الإعلاميون: إن مستقبل التعليم في خطر في ظل حكومة اليسار. لأنهم أصحاب أجندة خارجية. لذا معاقبة هؤلاء واجب يمليه الضمير الوطني قبل الإنساني. ويجب كشف حقيقة مشروعهم الخبيث عن التعليم بصورة عامة وتمليك الشارع المعلومات الصادمة.

ثانيا: القحاتة: لم نطالبكم بفتح جامعات جديدة بقدر ما كان مطلبنا في المحافظة على بقية مما ترك (آل كوز) الحرامية الذين كذبوا على الشعب بإنشاء أكثر من مائة جامعة حكومية وخاصة (فقط). وليت مال العمالة من السفارات تم تسخيره للتعليم. بإدخال المراجع العلمية والمعامل وتبادل الخبرات وقيام المؤتمرات.. و… و… إلخ. بدلا من تدمير الشباب بالخرشة والمخدرات والدفع بهم في فوضى المظاهرات.

ثالثا: الشباب: أبحثوا عن المستقبل وابتعدوا عن صراع الأحزاب السياسية التي لم ولن تصل لنقطة مشتركة من أجل الوطن.

رابعا: الأحزاب السياسية: الوضع كما ترون في التعليم. أين خارطة طريقكم للخروج مما نحن فيه من تعطيل للدراسة والأقبال على الأمية والجهل بمنهج قحتاوي مدروس بعناية فائقة. ونحن في عصر العولمة والتقنية الحديثة؟. علما بأن اليسار ومنذ ثلاث سنوات يصرخ بشعاره الكذوب (ثورة وعي).

وخلاصة الأمر ومن باب (مجبر أخاك لا بطل) سوف يدخل الأساتذة في إضراب مفتوح يبدأ من اليوم حتى يتم تحسين الوضع بإيجازة الهيكل الراتبي. علما بأن طيلة سنين حمدوك العجاف تمسك الأساتذة بالصبر الجميل واضعين مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. ولكن لا حياة لمن تنادي.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي (٠١٢١٠٨٠٠٩٩)
الأحد ٢٠٢٢/١/٢