عبدالله كرم الله يكتب الى الرئيس البرهان ببيانه الأخير كإعلان
جريدة اليوم التالي – بقلم – عبدالله كرم الله
الى رجل الحل والعقد، والذي بيده الآن البناء أو الهدم.. الى سيادة المواطن البرهان وهو يخاطب الأمه بذكرى استقلالها السادس والستون من ماضي السنون، مذكراً لهم بشرفاء ضحوا بكل مكنون من أجل سيادة وطن ليكون أو لا يكون، ما قبل ود حبوبة وما بعده الى مهيرة والى آخر شهيد في السيرة.
سيادة المواطن البرهان فقط من أجل الوطن استقال الرجل الوطني المخلص د. عبدالباقي عبدالقادر عضو مجلس السيادة، وبدافع نفس الهدف استقال وكيل وزارة الصحة كي لا يسمع صوت بحة، وأخشى ما أخشاه أن يتبعهم كل وطني مخلص حتى لا يسمع من وطنه كحة.
سيادة البرهان قد أتفق معك بأن قوى الأمن النظامية بريئة من قطرة دم سالت من مواطن شريف، لكن هنالك ديدان غطست في الطين من سطحه لتتحول الى (صارقيل) لتحول كل صالح الى عراقيل، لذا فالرجال مواقف ولك الشكر من الوطن إن حللت مجلس السيادة ليته حلاً يفضي الى إسناده الى شباب قادة الأفرع الستة في الجيش الذي كان الحاضنة الغريزية للشعب واجتاز الصعب، على أن يشكل مجلس السيادة الجديد كمجلس ملكة بريطانيا يسود ولا يحكم تاركاً الحكم (للتكنوقراط) الحقيقيون والكامنون في رحم الوسط الوطني العريض لا التطرفات الأربع القريض، وذلك للعمل سوياً لتجهيز الشعب ليوم الانتخاب الحقيقي لانتخاب ممثل يرضيها، ومن ثم يرضي الرب.
الحرق من مستصغر الشرر؟
من ذا الذي كان يتصور بعد فساد عهد الكيزان في كل ميدان، أن ينشأ في شمال السودان الذي كان يعده الشرق والغرب والجنوب (أعقل) الأقاليم في الحرص على وحدة وطن سليم، أن يطفح على السطح ما سمي (بكيان الشمال) كشرارة إن لم تطفأ ستحرق وطن تاريخي له عماره.
فالتخلف عام ولا خروج عنه إلا بالوحدة الوطنية وبالتخطيط العلمي السليم للتطور بالمناهج (العلمية) وإن كنتم في شك من ذلك فاسألوا الدول الإسلامية كتركيا وماليزيا وإندونيسيا وغيرهم؟ فمن عظيم جهلنا أن صدقنا ربط الكفر والإلحاد بالعلمانية المفترى عليها وإلا ماذا نقول عن الماركسية اللينينية التي تدعو صراحة للإلحاد يا عالم العلمانية مشتقة من العلم الذي لم يأتنا ربنا سبحانه منه إلا القليل!!
3- ناس أربعة طويلة؟
ألا وهم أهل (اليسار) الذين استولوا على دست الحكم سنوات ثلاث ليعاني فيها الشعب كما عانى من أهل (اليمين) طوال الثلاثين من السنين لذا فقد آن الأوان للوسط الوطني العريض والذي ظل مهمشاً من قبل حزبي الطائفتين، أن يكون حزباً جديداً لإعادة البناء الوطني بما يرضي الله ورسوله.
حكمة المجنون؟
يقولون دائماً إن الحكمة تأتي على لسان مجنون لا عاقل يحسبها بالمتون!
كما قال مجنون ليبيا كما وصفه السادات: الشعب السوداني عبقري، لكن بلا قائد! وأنا قائد عبقري ولكن بلا شعب؟ حقاً هذا الشعب في حاجة لزعيم جديد عبقري كالزعيم الذي انحدر من أقصى الشمال لإعدال حال وكذلك الذي انحدر من أقصى الجنوب ولم يمكنه أعضاء الخارج من الإصلاح المطلوب!
والله قادر على أمرهم ما بين غالب ومغلوب.
الى هؤلاء؟
يا هؤلاء الى متى هذا الكر والفر جالب كل بلاء ليذهب بخيرة أبنا الوطن كضحايا لم يهب الشعب ويثور إلا مطالباً بما تطالب به الشعوب الحية في الحضور فتنازلوا لأهل الحكم الوطني الصحيح قبل النشور!
والله سبحانه وحده العالم بما بين السطور، فحرام أن يظل الشعب تحت رحمة حكومة (افتراضية) حتى الشبكة معطلة كي نأخذ بها العيش والطعمية؟ فأدركوا السودان الذي بالمليون ميل مربع كان!
عظة وعبرة
هل تأخذون عظة من قارون الذي نأت كل ذات حمل عن حمل مفاتيح خزن المال والذهب دعك عن كل ما يملك؟ فما مصير ذلك غير أن يهلك؟ فارجعوا الى براءة من الله تسلموا.
صحيفة السوداني