تحقيقات وتقارير

يوم 3 يناير تقاعد عن العمل.. عبدالحافظ عبدالرحيم.. رائد مدرسة إعلام الطيران بالسودان


بكل ثقة يمكننا التأكيد على أنه أحد أبرز الصحفيين المختصين في الطيران بأفريقيا والوطن العربي، ولا نبالغ أن قلنا أنه الأفضل وهذه الحقيقة اكدها عدد من أصحاب الشأن من دول مختلفة، أما في السودان فهو الصحفي الوحيد الذي نجح في الوصول إلى درجة خبير في إعلام الطيران، و مسيرته تكشف عن رجل استثنائي تمكن بفضل عشقه الكبير للتعليم والتدريب من تطوير مقدراته،لذا فإنه يعد مرجعاً لقبيلة الصحفيين في السودان لان عنده القول الفصل في أي معلومة يبحثون عنها، ورغم أن اليوم الثالث من يناير كان موعد تقاعده عن العمل لبلوغ السن القانونية، إلا أنه مايزال يملك طاقة جبارة للعطاء، وتقديراً لعشرون عاما قضاها مسؤولاً عن الإعلام والعلاقات العامة بسلطة الطيران المدني كان لابد من استعراض جزء من ملامح مشواره الأكاديمي والمهني الذي يعد ملهما ونموذج لكل من يبحث عن التطور وملامسة ثريا النجاح.
على صعيد صفاته الشخصية، هو رجل هادي،مهذب،متدين، نهل من معين وسطية أهل الجزيرة الخضراء، يجيد التعامل باحترام وتواضع مع الجميع، الإبتسامة لاتفارق محياه، اما مهنياً فهو على درجة عالية من العلم ويمكن تصنيفه في مرتبة خبراء إعلام الطيران بامتياز.
تشير السيرة الذاتية لمدير العام للإعلام والعلاقات العامة بسلطة الطيران المدني الذي تقاعد اليوم الثلاثاء عن العمل “عبدالحافظ عبدالرحيم” انه ظل لأربعة عقود كاملة في المجال الإعلامي والصحفي فقد بدأت مسيرته فعلياً في العام ١٩٨١، ولأن البدايات الصحيحة تقود إلى النهايات السليمة فإن عبدالحافظ بدأ مترجم صحفى بوكالة السودان للأنباء (سونا) في أوج فترة تطورها في بداية عقد الثمانينيات من القرن الماضي وقد امتلك فيها ناصية إجادة كافة أشكال العمل الصحفي من خبر وتقرير وحوار ورأى.
بعد أن نهل من معين سونا اتجه للعمل في منصب ضابط العلاقات العامة والاعلام ببنك فيصل الإسلامى السودانى،وفي ذات الفترة فإن الخبير عبدالحافظ لم يركن للوظيفة ولم يعتبرها منتهى مشروعه في الحياة فقد عمل أيضاً بجد ومثابرة مساعد تدريس ومحاضر جامعي بكلية الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية ومتعاون بجامعتي السودان وأفريقيا وكان ذلك حتى نهاية عقد التسعينيات من القرن الماضي، وفي تلك الفترة أيضاً كان مستشارا صحفيا لصحيفة( الشارع السياسي) ( ١٩٩٦_حتى٢٠٠٠__) وكان يحرر عمود صحفى باسم ( صور ذهنية)، بالإضافة إلى تحرير صفحة باللغة النجليزية بذات الصحيفة.
وحينما بحثت الهيئة العامة للطيران المدني عن إعلامي بمواصفات خاصة وجدت ضالتها في الخبير عبدالحافظ عبدالرحيم فاوكلت إليه في عام ٢٠٠٠ منصب مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام وظل في هذا المنصب حتى تقاعده اليوم.
وبخلاف اجادته العمل الصحفي واللغة الإنجليزية فقد كان شغوفا بتطوير مقدراته فكان أن شارك في الكثير من المؤتمرات والدورات التدريبية والمنتديات داخل وخارج السودان، أبرزها المؤتمر الدولى لبناء الصورة الذهنية للشعوب بالقاهرة ، إستراتيجيات العلاقات العامة والإعلام بالبحرين، إدارة المؤسسات الإعلامية بقطر، بالإضافة إلى دورات أخرى مثل التعامل مع وسائل الإعلام بمركز قناة الجزيرة القطرية للتطوير الاعلامى، إدارة الأزمات واستمرار الأعمال، الدور الاستشاري للعلاقات العامة(القاهرة )، هذا بخلاف تنظيم وإدارة المؤتمرات والمناسبات.
ورجل بهذه الإمكانيات والتأهيل طبيعي أن يلامس ثريا النجاح ويحقق إنجازات فى الطيران المدنى وابرزها إعادة تأهيل إدارة العلاقات العامة وتنظيم الهيكل الإدارى لها، إصدار مجلة الطيران، إصدار نشرة أنباء الطيران، إنتاج أكثر من ١٠ أفلام وثائقية حول الطيران المدنى ومسيرتة منذ العام ١٩٣٦ وحتى الآن، تأسيس برامج تلفزيونية واذاعية وصفحات ورقية للطيران المدنى منها صفحة متخصصة تنشر أسبوعياً
(مطارات ومهابط )، برنامج تلفزيونى يبث نصف شهري ياسم (عالم الطيران ) ثم أخذ اسم ( دنيا الطيران)، برنامج إذاعي يبث باذاعة أمدرمان باسم(أجواء و مطارات )، وكلها تم نشرها وبثها خلال الفترة العشر سنوات الأخيرة.
ولأنه مؤهل فقد تم اختياره في العام ٢٠٠٤ بقرار من مدير الهيئة العامة للطيران المدنى ناطقاً رسمياً واستمر بشكل منتظم بموافقة كل المديرين الذين عمل معهم وهم ستة، وظل المصدر الأول للإعلاميين السودانيين والمراسلين والاذاعات والقنوات الفضائية، وقد تم نشر وبث عدد من الحوارات مع هذه الوسائل مباشرة تارة وعن طريق المراسلين تارة أخرى منها بقنوات الجزيرة الفضائية، سكاي نيوز عربية، هيئة الإذاعة البريطانية، وكالة رويترز، وكالة الاسوشيتد برس، وكالة الصحافة الفرنسية، وكالة انترفاكس الروسية، وكالة الأناضول، وكالة DBAالالمانية، وتلفزيون الصين.
والخبير عبدالحافظ عبدالرحيم ولما يستند عليه من علم ولمجهوده الوافر “ماشاء الله” فقد عمل أيضاً مع عدد من مراكز التدريب الاعلامى واهمها؛مركز تطوير الإدارة، أكاديمية السودان للعلوم الإدارية، أكاديمية السودان لعلوم الإتصال، أكاديميات خاصة، بالإضافة إلى التعاون مع كلية العلوم والتكنولوجيا.
واليوم فإن الرجل انتهت فترة عمله القانونية بسلطة الطيران المدني ولكن قياسا على خبراته فإن الراجح عدم التفريط فيه لانه مايزال يملك الكثير من السهام في كنانته ليرمي بها المزيد من النجاحات.

الخرطوم:طيران بلدنا