رأي ومقالات

رشان اوشي تكتب: علينا ان نكون واقعيين!

مبدئيا: لا احد ينكر ان للثوار في الشوارع مطالب موضوعية ومشروعة، هذه المطالب قديمة متجددة، منذ ثورة ديسمبر المجيدة على نظام “البشير” يطالب الشباب ، بالحرية وهي بالطبع لا تعني المفاهيم المضللة التي يحاول إيهامنا بها معارضو الحراك الثوري، شباب السودان عاشوا سنواتهم الاولى تحت قيود نظام “البشير” الايدولوجية، وعاصروا تجربة الإستبداد والفساد،لم يستمع لهم احد، بعد الثورة حلموا بأن تصبح شعاراتهم ومطالبهم هدفا رئيسيا لمن فوضوهم، ولكن كما نعلم جميعنا اوصدت امامهم الابواب ، وصمت الاذان، وتنكر لهم قادتهم ، والدليل على ذلك ان التظاهرات لم تتوقف منذ توقيع الوثيقة الدستورية وحتى إنقلاب 25\اكتوبر\2020م.

ثانيا: دعونا نطرح سؤالا موضوعيا:(هل الاوضاع في البلاد تسمح بإبتعاد الجيش والعودة لثكناته كما تطالب الاحزاب؟)، الاجابة عليه واضحة، تتجلى في شرق السودان مثلا، حيث القتال في الحدود مع إثيوبيا، والنزاعات القبلية في المدن الشرقية، في دارفور لم يتوقف الإقتتال القبلي ولا شهر واحد في الفترة من 2019-2021م، وكذلك الحال في المدن البعيدة، القرى والفرقان، الاضطراب الامني في العاصمة الخرطوم، اغلب سكانها تعرضوا للنهب في الشوارع من عصابات (9 طويلة) وغيرها، الفضاء السياسي متشظي، قوى الكفاح المسلح لا تتفق مع الاحزاب، والشارع يرفض احزاب الوثيقة الدستورية، والدليل ضرب وطرد قيادات بارزة من المواكب، نشاط اجهزة المخابرات المعادية في السودان بات واضحا لا تغفله عين ولا ينكره الا مكابر، هل تسطيع القوى السياسية التي فشلت في إدارة الدولة لعامين مواجهة كل تلك المخاطر منفردة، بدون الجيش واجهزته الأمنية؟.

ثالثا: لن يتنحى “البرهان” وفقا لرغائبية الاحزاب ، لأن وجوده في الساحة يحفظ توازن القوى ، وهو الامر الذي تتعمد القوى السياسية في خطابها للشارع إغفاله، اذا هدفنا الشفافية علينا مناقشة اوضاع ماثلة امامنا ، الدعم السريع مثلا ، كقوات مسلحة وتمتلك عتاد لا يستهان به، كيف سيتم تصريفها عندما يتنحى “البرهان ” والجميع يعلم ان “حميدتي” لايثق في قادة الجيش، وبعدها جيوش حركات الكفاح المسلح التي وقعت إتفاقية سلام مع حكومة السودان ، ما الذي سيحدث بشأنها هل سنطالب الدولة بقتالها للتخلص منها ام ماذا؟.

من يسعى للتغيير وبناء الوطن عليه ان يفكر جيدا في واقع الحال ، وحالنا في السودان قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار، اذا لم يعمل على تفكيكها فريق خبراء متجانس ، بلا شك ستؤدي بنا الى الجحيم.

اخيرا:

دائما حاضرة في ذهني ، جملة ذكرها لي الوسيط الإفريقي “ولد لباد” في لقاء جمعني به بمطعم فندق كورنثيا ايام التفاوض ، قال لي “ولد لباد” ان الزعيم الخالد “مانديلا” برر لوفاقه مع خصومهم في جنوب إفريقيا بأن رجل الدولة والوطنيون الشرفاء هم من يتسامون فوق الجراح ، وقال “مانديلا” :” اذا استطعت مصافحة من قتل إبنك، وقتل إبنتك وقطع ثدييها فإنت رجل دولة”، شهداء ثورتنا قدموا ارواحهم فداء لنهضة السودان وليس دماره.

محبتي وإحترامي

رشان اوشي
سودان مورنينغ

‫13 تعليقات

  1. يا استادة يا كريمة البرهان مطلوب منه تسليم قيادة مجلس السيادة للمدنيين والتفرغ بشكل كامل لاصلاح مؤسسة الجيش والامن من دمج وتسريح بما فيها الدعم السريع . ليس الحزكات الدافورية فقط يعد له انجازا مدي الحياة . التنحي المطلوب هو هكدا وليس كما يسوق له الفلول

  2. كتبت رشان أوشي :
    (ثانيا: دعونا نطرح سؤالا موضوعيا:(هل الاوضاع في البلاد تسمح بإبتعاد الجيش والعودة لثكناته كما تطالب الاحزاب؟)،
    …….
    ابتعاد الجيش عن ماذا ؟
    لا أحد يطالب بابتعاد الجيش عن أماكنه المعتادة التي يجب أن يكون متواجدا فيها .. في قياداته .. في حامياته .. وفي اماكن القتال دفاعا عن حدود الوطن من أي عدوان خارجي وفي أماكن النزاع المسلح داخل الوطن للسيطرة على ذلك النزاع وبسط الامن حفاظا على أرواح المواطنين وممتاكاتهم . هذه هي الواجبات
    التي أنشيء الجيس من أجلها والتي مقابل القيام بها يتقاضى أفراده رواتبهم
    .. حالهم في ذلك حال كل العاملين في مرافق الدولة المختلفة .
    وعندما يقوم الجيش بهذه الواجبات على الوجه الأكمل فهو سيحقق الأمن والسلام والاستقرار في الدولة وبهذا يكون قد وفر الشرط الأساسي لنهوض الدولة .
    فليس من واجب الجيش أبدا التدخل في الشأن السياسي .. ناهيك عن الحكم الفعلي للبلاد .

    1. شكرا ياالفاروق ونصير علي تعليق غاية في الروعة والموضوعية ولا أزيد.

  3. مقالك في الصميم وما قلتيه علي لسان مانديلا لن يعجب الشيوعيين الذين يسيرون عكس التيار برفع شعارات الدم والانتقام والفتنة دايما تاتي من قبلهم رغم بؤس افكارهم فهم اهل شر ولن يعجبهم اتفاق الناس ولن يقبلوا بالهم العام وصالح البلد.
    وجب علي الجميع التصالح والجلوس مع الجيش والحوار وليس هنالك سبيل اخر يا هؤلاء

  4. لا أحد يوافق على إبعاد الجيش عن السلطه لأن الأحزاب والجهات التي تدعي الثورة لا يؤمن جانبها وقد رأينا ما فعلته بالبلاد خلال العامين المنصرمين.

  5. مقال سياسى واقعي من شابةثورية واعدة
    .. علي الجميع تدارك الوطن بالاتفاق والصلح او الاستعداد للاسؤا

  6. ليس من واجب الاحزاب كذلك او اي قوى شبابية ان تفرض رؤيتها على السودان. والسودان ليس شوارع بري والأربعين وجبرا.

    وهؤلا لا يمثلوا ولا ربع الشعب السوداني. اذن ليس من حق الجيش ان يرهن نفسه أو يتبع أهواء احزاب ولجان لأنها فقط تخرج للشوارع فهناك ٣٩ مليون لم يخرجوا ضد البرهان واجراءته مقابل بضعة ألف تخرج وجلهم أطفال مسيوقين سوق كما رأيناهم في القنوات

  7. نعم ليس على الجيش المشاركة في الشأن السياسي في أوروبا وأمريكا واليابان ولكن ليس في هذا السودان، والله لو انسحب الجيش يوما واحدا لطالبه الشعب بالعودة في اليوم التالي لما ستفعله الأحزاب بالدولة والعصابات بالناس. يسلم العقل الراجح للكاتبة الأصيلة.

  8. كفيتي ووفيتي. وهل هنالك فترة انتقالية بدون مكون عسكري. ومن من المدنيين مفوض للحكم. فليتفق المدنيين فيما بينهم. نلاحظ الحزب الواحد لايتفق افراده على رؤية واحدة فكيف يكون اتفاق احزاب من اقصى اليمين لاقصى اليسار.

  9. من لا يريد الحوار مع الجيش فقط هو الحزب الشيوعي بواجهاته قحت ومهنيين ونقابة اطباء ولجان زمقاومة .. بقية المكونات والشعب لا يريدون الا المصالحات والحوار هو الطريق الوحيد سواء مع الجيش او غيره… اعزلوا تيار لا تفاوض لا خوار لان هذا سبب الدمار

  10. لاحول ولا قوة الا بالله هذه كيسها فاضي:-
    1/يعني استمرار برهان مرتبط بالدعم السريع او حمدتي بالتحديد لايثق في القيادات العليا في الجيش يعني يا برهان وحميدتي سوا يا مافي استقرار في السودان راجعي كلامك هذا .

    2/ ومن طالب بابعاد الجيش من السودان؟؟؟قالوا من السياسه وليحافظ علي ما تبقي من السودان في حدوده الشرقيه والشماليه.

    3/الحركات المسلحه الذكرتيها من اسباب استمرار المظاهرات وماحدث من انقلاب البرهان هو المطلب بدمجها في جيش موحد وعدم دمجها يعني ان البرهان هو ايضا لايثق في الجش وعايز يستعملها فزاعه للشعب السوداني وحماية له مع الدعم السريع هو وعساكره الخمسه.
    4/ي بنتي استهدي بالله وراجعي فهمك.

  11. تسلم ايدك يا رشوية ايوه فهمي لينا الشباب الما عارفين الف با تا ثا السياسة ديل والما فاهمين يعني شنو جيش ويعني شنو شرعية ويعني شنو انتخابات ويعني شنو استقرار بس شغالين سواطة في البلد لانو الجاهل عدو نفسو.