منوعات

طبيب تشريح يروي قصة قبراً ينشق نصفين بين زوجين “نصف جنة والآخر نار”


يروي طبيب تشريح من مشرحة زينهم قصة مؤثرة لزوجين دفنا في قبر واحد بعد عملية دفن تحت ستار الظلام، رأى داخل القبر أهوالاً وعجائب، حيث انشق القبر لنصفين النصف الأول خاص بالزوجة المغدورة، تفوح منها رائحة طيبة، وزكية، درجة حرارته معتدلة، بوجه مشرق أبيض، ونصف آخر للزوج، تفوح منه رائحة نتنة، حرارته عالية وبعيون جاحظة.

ما بين هذا وذاك، يوجد شاهد عيان بحكم عمله في طب التشريح وهو الكتور محمد الشيخ يروي عجائب قدرة الله وتفسير آياته الكريمة، التي رآها أثناء تشريحه للجثث في مشرحة زينهم، وسجلها في كتابه “وللجثث رأي آخر”.

في أحد أيام شهر أغسطس 2012 كسرت إشارة قادمة لمرشحة زينهم رهبة الصمت المخيمة على المكان؛ حيث تحمل قرارا بضرورة استخراج جثتين لزوجين في مقابر بمدينة طنطا، وذكرت تحريات المباحث أن الزوج كان يتعاطى أكثر من نوع من المخدرات، ودائم الاعتداء على زوجته وفق أخبار اليوم المصرية.

الزوج من عائلة ثرية ومرموقة، أما عائلة الزوجة متوسطة بسيطة، مر على زواجهما عامين دون أن ينجبا أطفالا، فالزوجة تعمدت تعاطي موانع الحمل حتى ينصرف زوجها عن تعاطي المخدرات وينصلح حاله، وقالت لشقيقها إنها تخاف أن تنجب طفلا يشاهد أباه في موقف غير متزن فيسقط من نظره، فالأب كان دائم الهلاوس والكلام غير المفهوم، ويطلب من زوجته طلبات شاذة، حتى أنه طلب منها يومًا استقبال تاجر الهيروين بقميص نوم حتى يعطيه ما يريد.

وبالطبع رفضت الزوجة، فانهال عليها ضربًا، ولم تكن تلك المرة الأولى أو الأخيرة ولكنها كانت تقابل ما يفعله بالصبر والدعاء له بالهداية مرة، وبطلب الطلاق مرة والهجر مرة، ولكن كل محاولتها لم تجد معه نفعا فلا تركها بإحسان ولا عاش معها بمودة ورحمة.

وفي ليلة مشؤومة علم الزوج المدمن أن زوجته تتعاطى موانع للحمل، وهذا سبب تأخر الإنجاب، فدار بينهما شجار عنيف، وزاد غضبه عندما قالت له الزوجة: “لن أنجب منك حتى تنصرف عن طريق المخدرات، فأي ابن لا يتشرف بكون هذا المسطول أباه..اعتدى عليها بالضرب وصدم رأسها بالحائط فسقطت ميتة”.

لم يعرف القاتل ماذا يفعل فاتصل بأخوه وحكى له ما حدث وأخبره أنه سينتحر، وبالفعل تناول سم فئران ومات.. وهنا خاف الأخ صاحب النفوذ والمال على سمعة عائلته من انتشار قصة قتل أخيه لزوجته وانتحاره، واستخرج تصريح دفن وقام بدفن الجثتين ليلًا، وأخبر الجميع أن أخيه وزوجته سافرا فجأة للخارج.

بعد 5 أيام جاء شقيق الزوجة لزيارتها، وهو في حالة قلق لأنها لم تجب على هاتفها، وهذا على غير عادتها فقد كانت تحدثه كل يوم وتخبره بكل ما يحدث في بيتها، ولم يقتنع بما ادعاه شقيق زوجها بأنهما سافرا، فدخل شقة أخته بعد إلحاح ووجد آثار دماء في غرفة النوم.. فانقبض قلبه وعلم أن هناك مكروها أصابها فاتجه إلى قسم الشرطة وأبلغ عما حدث، وهناك انفضحت القصة واعترف الأخ بما سبق.

وأمام ذلك، أمرت النيابة باستخراج الجثتين للتأكد من سبب الوفاة وبالفعل وصل فريق من النيابة والمباحث وطبيب التشريح ومساعده إلى المقابر وقام “التربي” بفتح القبر، ولوحظ أن الجثتين دُفنا فوق الأرض على الطريقة المصرية، وتم وضعهما جنب بعض نائمين في أكفانهما.

ويقول طبيب التشريح: إن ما حدث داخل ذلك القبر لم أشهده من قبل، وكان من عجائب قدرة الله، فبمجرد دخول القبر لا يستطيع أحد أن يحدد هل المكان رائحته سيئة أم جميلة، هل هو مريح أم مُقبض ومثير للكآبة.. شعور غريب ينتاب طبيب التشريح لا يعرف هل هو يريد الخروج أم الوقوف قليلا داخل القبر بعد أن شاهد وشعُر بما لا تصدقه عين، فنصف القبر حر أغسطس، ونصفه الأخر برد يناير، نصفه رائحة لا تطاق ونصفه الآخر من روائح الجنة.. شي مذهل.

التربي بدأ في إخراج جثة الزوج.. ولوحظ أنها في حالة تعفن رمي متقدم ولكنها تفوق معدل الست أيام حتى في أيام الصيف والديدان منتشرة بعموم الجسد وملامحه تظهر عليها الغضب وزادها جحوظ العينين كآبة واشمئزازا، وتم التشريح وأخذ العينات وإعادة الجثمان كما كان.

وتحرك فريق التشريح للنصف الثاني من القبر ويصف الطبيب هذا الجزء قائلًا: “القبر كان كبيرا وعاليا بغير العادة وكأن أرض النصف الثاني مغطاة بأوراق شجر ليس لها مصدر، وجثة الزوجة في كفن أبيض تماما لم يتسخ إطلاقا عكس كفن الزوج، ومزيج من الروائح الذكية تفوح منها وحولها تمنحك الهدوء بشكل خرافي، بينما على بعد نصف متر يوجد النقيض تماما ودون وجود فواصل بينهما”.

وبفتح الكفن وجد الطبيب الزوجة نائمة بوجه ملائكي هادئ لم يزده الجرح في الرأس إلا جمالا ونورا ودماءها لم تجف، وتأكد من حدوث كسر في الجمجمة وطلب من مساعده أن يخرج من القبر.. وجلس في ركن على الأرض يتأمل ما يرى ويتساءل هل الحال التي عليه الزوجة هو جزاء صبرها.. وتذكر الآية الكريمة “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”.

هنا تحدث طبيب التشريح عن أنه شاهد خير مثال للجنة والنار داخل القبر بينهما نصف متر ولا يوجد حاجز ولا فاصل، فأعمال الرجل جعلت النصف الخاص به يمثل النار، وصبر الزوجة جعلها ترقد في سلام في نصف آخر يمثل الجنة.

صحيفة البيان