صبري محمد علي (العيكورة) يكتب: طرق البحرين تكرم السيدة (هُدي فخرو)
أمسية الجمعة الماضية وصلني مقطع (فيديو) توثيقي من الأستاذة فاطمة ملك أبو الفتح مديرة مكتب المهندسة هدي عبد الله فخرو الوكيل المساعد للطرق بوزارة الأشغال بمملكة البحرين وبالمقطع خبر إن (أم خالد) قد تقاعدت بعد (40) عاماً من العطاء والسؤال الذي قد يتبادر لذهن القارئ الكريم هو وما علاقة الكاتب بهذا الحدث؟
فالعلاقة هي ما رسمتها الأقدار بلا ترتيب ولا شطارة منّا يوم أن زارتنا سعادة الوكيلة بالشركة التي يعمل بها الكاتب (شركة التقنيون السعوديون للاستشارات الجيلوجية والهندسية) بالسعودية ، والزيارة أتاحت فرصة للتعرف عن قرب بالسيدة (هدي) والوفد المرافق لها . ثم رد لنا أهل البحرين التحية بأحسن منها يوم أن تمت دعوتنا لزيارة البحرين في إطار زيارة عمل لم تخل من تبادل الأفكار و ورش العمل كما لم تخل من برنامج ترفيهي والكرم وحلوى (الشويطر) الأشهر فى البحرين .
وحقيقة سبق أن كتبت ثلاثة مقالات سابقة نشرت بهذ الصحيفة عن (حورية البحرين) هُدي وكان مبعث الإلهام هو شخصية السيدة وغرابة المجال على العنصر النسائي ! ولم إختارت السيدة مجال هندسة الطرق وهي تعلم ما به من مشاق وتحديات وقساوة . والداعي الآخر هو كيف نجحت هذه السيدة وهذا ما لمسته وزملائي عند زيارتنا للبحرين . السيدة هدى شخصية متميزة جمعت بين التأهيل العلمي والخبرة وبراعة الإدارة وحسن الخلق والنفس الأنثوي الجاذب الذى يلطف توترات العمل ويحل الطلاسم بعقل هادئ وصوت خفيض .
السيدة هدى عندما زرناها بمكتبها وجدناها غير(هدى) التي استضافتنا (بفيلتها) الرائعة بمعية زوجها المهندس محمود ! و كان برفقتنا ذات الطاقم العامل معها من المهندسين ! تساءلت أين تلاشت الرسميات والإنضباط الذي لمسناه بالمكتب ! وجدنا الجميع يتشاركون إعداد الطعام والترحاب المهندس كاظم علي عبد اللطيف الذى أعد صينية سمك بالفرن هو من يجلس اليوم على كرسي وكالة الطرق بمملكة البحرين خلفاً للسيدة هدى ! والأستاذه فاطمة وزميلة لها إنشغلتا بعمل المحاشي و المهندس أحمد الغربال أصطحبنى في رياضة مشي على رمال الخليج الرائعة حتى تهدج صوتنا من التعب ، المهندس محمد جعفر و المهندس محمد عبد الحسين والمهندس محمد هيات وغيرهم من سقطوا من الذاكرة لهم التحية . كانوا جميعاً في خدمتنا والترحاب بنا بلا قيود . جمعتنا جلسة رائعة فى حديقة (الفيلا) حدثتهم عن السودان و عن سماحة أهلنا واسمعتهم قصيدة الشاعر الدكتور محمد بادي (حورية البحرين) التي إخترتها عنواناً لمقال سابق فى حق السيدة (هدى) . فأصغوا إليها أيما إصغاء ولم يخفوا إعجابهم .
المقطع التوثيقي الذي وصلني من مديرة المكتب (الجميلة) فاطمة أبو الفتح حوى إشادات بالسيدة هدى من معالي وزير الأشغال بالمملكة وزملائها وزميلاتها ومرؤسيها وصديقاتها حملت بين طياتها الطموح بلا حدود للسيدة (هدى) إبتدأته من دبلوم الهندسة المدنية بالبحرين ثم البكالوريوس بالولايات المتحدة الأمريكية ثم الماجستير من المملكة المتحدة بعدها إلتحقت بوزارة الأشغال وظلت بها حتى تقاعدها قبل أيام ترجلت لتفسح المجال للمهندس كاظم علي عبد اللطيف خلفاً لها وكيلاً مساعداً للطرق ! هاتفته قبل يومين مهنئاً فلم يخفِ عظم المسؤولية التي أوكلت إليه وأثنى خيراً على سعادة الوكيلة السابقة وكأنه كان محزوناً من نبرة صوته حين قال (سنفتقد أم خالد) ! وتمنى لها حياة هانئة وسعيدة .
قبل ما أنسى : ـــ
التحية لكل الرائعين من أهل البحرين الذين جمعتنا بهم ظروف العمل بلا سابق ميعاد والتحية لحورية البحرين (هدى) وهى تقود بعقلها طرق البحرين لمدة أربعين عاماً بآلياتها ومصاعبها وصبرها وإخلاصها لوطنها . والتحية لخلفها المهندس كاظم رجل مناسب وضع في المكان مناسب في الوقت مناسب و التحية للجمال وللحياء والنشاط والحضور الذهني الخلاق للأستاذة فاطمة أبو الفتح وهي تواصل ذات المسيرة مع المهندس كاظم . وإن قلت لكم يا أهل البحرين قد تركتم فينا جرحٌاً من الحُب لن يندمل ! فما كذبتكم القول .
صحيفة الانتباهة