عبد الله مسار يكتب : المعتقلون السياسيون في سجن الهدى
قامت ثورة في السودان، أمّها أهل السودان كلهم تراكمياً من يوليو ١٩٨٩م وحتى أبريل ٢٠١٩م، وقامت على شعار ركائزه ثلاث (حرية.. سلام وعدالة)، وكل الكلمات من الإسلام وهو شعار يحتاج الى تطبيقه على أرض الواقع وعلى كل بني آدم في السودان.
تمت اعتقالات لعدد كبير من السياسيين ومن النظام السابق، بعضهم فتحت ضدهم بلاغات، ووسط هجمة إعلامية وتجريمية شديدة ومُسبقة، وبعضهم اُعتقل دون جريمة وظل في الحبس يُجدّد له بعد كل حين، وظلّ كل الخلق من أصحاب المروءة والضمير يُطالبون بإطلاق سراح هؤلاء أو تَقديمهم لمُحاكمة، ولكن ظلّت السُّلطات التي تعتقلهم تُماطل في ذلك وتعد صحائف وعرائض تجديد الحبس من حينٍ لآخر حتى تجاوزوا السنون، وظلّ الكُل يُنادي بتطبيق القانون عليهم، يُجرّم من له جريرة، ويُطلق سراح من لا جرم له، ولكن كل هذه الصيحات لم تجد أذناً صاغية، وظل هؤلاء وراء القضبان محابيس ويُطالبون العدل والعدالة وتطبيق حكم القانون عليهم، طالت واستطالت مُدد حبسهم، ورأي القضاء أن لا سبب لتجديد الحبس. وقالت سلطات السجن إنّها لا تستطيع أن تحبس أي شخص بدون تجديد من أمر قضائي، وطلبت حسب المعلومات من الجهة التي أودعتهم السودان استلامهم وهي الشرطة الأمنية.
وعلم أخيراً أن تجديداً تمّ من الجهاز القضائي، وعندها قِيل إنّهم دخلوا في إضراب عن الطعام.
هذه قضية ذات أكثر من بُعد
١/ عدل وعدالة.
٢/ قضية رأي.
٣/ قضية إنسانية.
٤/ حبس خارج القانون.
٥/ اعتقالٌ سياسيٌّ بدون مشروعية ومسوغ.
٦/ اعتقالٌ يُخالف حقاً طبيعياً للإنسان.
عليه رسالة الى كل من:
– الفريق أول البرهان.
– السيد رئيس القضاء.
– السيد النائب العام.
– السيد مدير الشرطة.
– أي شخص له علاقة بموضوع هؤلاء المعتقلين.
أطلقوا سراح سجناء الضمير، هؤلاء، قبل أن يشتكوكم إلى من لا يُظلم عنده أحدٌ ويرفعوا أكفهم للسماء لرب ليس بينه وعبده حجاب وخاصة المظلوم.. أو قدِّموهم إلى المحاكمة وفوراً لتصدر المحكمة حكمها لهم أو عليهم.
أيها السادة العدل لا يتجزّأ.. والظلم ظلماتٌ!
أطلقتم سراح مُعتقلين في نيف وعشرين يوماً وأبقيتم هؤلاء سنين عددا، إنّ الله سائلكم عندما تجتمع الخُصُوم، وأنا هنا أناشدكم أمرين:
١/ إطلاق سراح هؤلاء
أو
تقديمهم لمُحاكمة عادلة.
وقديماً قِيل (الحكم أوله سكراتٌ وآخره فكراتٌ).
كما قِيل الظلم ظلماتٌ.
وكذلك قِيل الدرب الذي تأتي فيه راكباً تأتي عليه راجلاً.!!
صحيفة السوداني