مقالات متنوعة

انهيار الدولة السودانية ما بين الحقيقة والواقع

د. عثمان أبو المجد
يكتب:
تعليقاً وتعقيباً على مقال الأستاذة أماني إيلا لا شك أن مقال الأستاذة أماني أيلا تحت عنوان: الثورة الشعبية المسلحة
أصاب كبد الحقيقة
التطورات السياسية والأمنية المتلاحقة والانهيار الاقتصادي والأمني والاجتماعي والثقافي مقرونة بالتدخلات الخارجية إقليمياً ودولياً جميعها ساهمت بشكل فعال في إضعاف مفاصل الدولة السودانية مما هيأ مناخاً ملائماً للانقضاض على ما تبقى منها وفقاً لعدة سيناريوهات بدأ بالأسباب التالية:
١/ اتفاق جوبا ما بين الحكومة والجبهة الثورية والخلافات حوله
٢/ تمركز قوات الحركات المسلحة في العاصمة القومية ووجودها داخل المدن الأخرى.
٣/ تكوين مليشيات مسلحة لبعض الأحزاب السياسية.
٤/ تجييش غالبية القبائل السودانية.
٥/ الاستنفار والاستعداد الكامل لقوات الحلو وعبدالواحد محمد نور، ووجود الطابور الخامس لهذه القوات داخل العاصمة والمدن السودانية الأخرى والمشاركة الفاعلة لعضوية هذه الحركات في الاحتجاجات والمظاهرات التي تسود المدن وتحديداً في العاصمة القومية.
٧/ جنوح المظاهرات من سلمية الى عنف.
٨/ العداء الممنهج من قبل بعض القوى السياسية تجاه القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى.
٩/ السعي لإضعاف المنظومة الأمنية من خلال الاستمرار في الاحتجاجات والتظاهرات المبرمجة المستمرة والتأثير المباشر على الدورة الاقتصادية والأمنية مما انعكس سلباً على معاش المواطن وأمنه واستقراره.
١٠/ تفشي ظاهرة النهب والسلب والاعتداء على أرواح وممتلكات المواطنين.
١١/ الحروبات في بعض دول الجوار وتدفق السلاح واللاجئين الى داخل السودان.
١٢/ العمل على إضعاف القوات المسلحة والقوات الأمنية الأخرى من خلال الشيطنة والدعوة الى التفكيك والهيكلة وتجريد الاستثمارات وحل جهاز الأمن والاستغناء والرفت لغالبية القيادات العليا والوسيطة لهذه القوات مما شكل تهديداً مباشراً لمهنية واحترافية هذه القوات.
١٣/ توفر السلاح لدى غالبية المواطنين نتيجة لهذه الأسباب والتداعيات نتوقع عدة سيناريوهات:
١/ على مستوى التدخلات الخارجية
يزداد الاختناق الاقتصادي وإلهاء القوات المسلحة بحروب منظمة ـو عصابات على عدة جبهات مع إثيوبيا الفشقة، جنوب السودان أبيي إرتيريا تشاد أفريقيا الوسطى ليبيا مما يشكل ضعفاً ووهناً على وهن وتشتيت قدرات وإمكانيات القوات السودانية ويسهل تقدم قوات عبدالعزيز الحلو وقوات عبدالواحد محمد نور وبعض الحركات التي وقعت اتفاق جوبا والطابور الخامس بالإضافة الى مليشيات بعض الأحزاب السياسية
التي تنادي بالعلمانية وهي القاسم المشترك ما بينها وبين الحركات المسلحة التي لم توقع على سلام جوبا.
٢/ الحروبات القبلية والأهلية واالخصومات والانانية وحب الذات ما بين المكونات السياسية السياسية والسياسية العسكرية.
3/ الضعف الاقتصادي والأمني والفقر والعوز سيكون له دور كبير داخل المجتمع السوداني وينداح في القرى والمدن مما يمهد ويسهل السلب والنهب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وأرواح الناس ويختلط الحابل بالنابل والكل يسعى لحماية نفسه وأسرته سواء كان بحمل السلاح أو اللجوء الى القبيلة أو العشيرة بعد فشل الجهات الأمنية لاحتواء الموقف.
ومن هنا يأتي دور التدخلات الخارجية المباشرة تحت البند السابع للأمم المتحدة ويصبح السودان تحت الانتداب وكل قرد يطلع شجرته.
لا شك كل الوقائع والدلائل تشير لذلك والسيناريوهات قد تتغير وفقاً للمتغيرات السياسات الداخلية والإقليمية والدولية
طالما لم يتفق الفرقاء السودانيون لإنقاذ الوطن من كبوته والانحدار والانهيار المريع الذي نشهده في الركائز الأساسية لمفاصل الدولة فأذنوا بحرب من الله عليكم.. والله يكذب الشينة.
أبو المجد
١٥ يناير/٢٠٢٢م
أماني ايلا
صحيفة اليوم التالي