رأي ومقالاتأبرز العناوين

عزوف أبناء المغتربين عن الالتحاق بالجامعات السودانية وتحولهم الى مصر ودول اخرى


عزوف أبناء المغتربين عن الالتحاق بالجامعات السودانية وتراجع أعدادهم من 5 ألف طالب الى 1915 هذا العام:
كنتُ أعمل خلال أعوام سابقة في تسهيل إجراءات عملية التقديم للجامعات السودانية بحسب مسؤوليتي في الجالية، وكانت الأسر تستعين بالجالية وبعض الأستاذة الذين يتعاونون معها للقيام بهذا الواجب.
أما هذا العام فلا أكاد أعرف طالباً واحداً من الطلاب السودانيين الذين جلسوا لإمتحان الشهادة الثانوية السعودية تقدم للجامعات السودانية الحكومية هذا العام عبر مكتب القبول.
تقول الإحصائيات أن حوالي 70% من الطلاب من أبناء المغتربين قد إلتحقوا بالجامعات المصرية، وأن حوالي 10% قد إلتحقوا بجامعات أجنبية أخري، بينما تقدم للإلتحاق بالجامعات السودانية عبر التقديم العام حوالي 20% فقط من إجمالي الطلاب الممتحنين.
أما في السنوات الماضية فقد كنتُ شاهد عيان على حوالي 300 الى 500 طالب وطالبة من مدينة الدمام وحدها وان إجمالي عدد الطلاب من السعودية وحدها كانوا حوالي 3000 طالب وطالبة يتقدمون للالتحاق بالجامعات السودانية الحكومية عبر التقديم العام يضاف اليهم طلاب قطر والأمارات و باقي الدول العربية الأخرى.
من يصدق أن إجمالي طلاب الشهادة العربية الذين تقدموا عبر مكتب القبول – حسب المؤتمر الصحفي – من جميع الدول العربية بلغ عددهم هذا العام فقط 1915 طالب وطالبة!! أي حوالى 38٪ فقط مقارنة بالأعوام السابقة.
ترى ما هو السبب لهذا العزوف المخيف؟؟ للأسف الشديد، تردي الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية في السودان، وعدم إستقرار الدراسة في الجامعات خلال الثلاث سنوات الماضية ( ما يزال ثلاث دفعات من الطلاب تتراكم في فصل دراسي واحد حيث ضاعت ثلاث سنين من أعمارهم ).
كل ذلك أدى إلى عزوف أبناء المغتربين عن الجامعات الحكومية السودانية وسوف يكون ذلك له إنعكاسات سالبة كبيرة جداً على التعليم العالي في السودان !!..
إنّ الثورة الحقيقية هي التي تستطيع تقديم الخدمات إلى شعبها ويتم قياس ذلك بالأرقام، وليس مجرد الشعارات الزائفة، بينما الواقع يعج بخطاب الكراهية وتعطيل مصالح الناس
هشام عثمان مكي


‫5 تعليقات

  1. هذه البلاد أصبحت قمامة الحزب الشيوعي والجمهورى والبعثي والناصري يعيثون فيها كاذباب والطفيليات لذلك أصبحت بلد معفنة غير صالحة للمعيشة ولا التعليم .

  2. السَّبب في إحجام الكثير من أبناء المغتربين هو إنعدام الأمن والأمان والاستقرار وكذلك استمرار المظاهرات اليومية وبدون توقف في السُّودان . وهو انعكاس واااضح لظاهرة فوضي المظاهرات المُمَنهجة و المُدمرة التي دخلت سنتها الرابعة الآن ؛ وكذلك الظروف المعيشية الصعبة والرهيبة أضحت جحيماً لايطاق . النخب السياسية في السودان أدمنت الفشل ؛ وفقدت الحِس الوطني. لَكَ الله ياوطَنِي

    1. السبب هو دمار التعليم في السودان بواسطة ذمرة الكيزان الذين جعلوا من الجامعات وسيلة لترضية الادارات الاهلية و الجهوية، مفتقدة لكل المعايير العالمية.
      وكذلك الظلم الصريح علي ابناء المغتربين من حملة الشهادة الاجنبية و العربية و الذين يتم اخراجهم من المنافسة عمليا في الكليات المرغوبة بخصم ما يصل الي 30% من نسبتهم، ويتم هذا التقييم بناءا علي مقارنة الوضع الاكاديمي للشهادة السودنية و الاجنبية قبل حوالي اربعين عام خلت،

  3. هذا بالإضافة إلى آلاف من حملة الشهادة السودانية الذين يفضلون الدراسة في مصر الان نسبة للواقع البئيس جدا الان في الجامعات السودانية وبذلك تفقد البلاد ملايين الدولارات وبدل ان ينتبه المسؤولين لذلك ويعملوا على اصلاحه تظهر الميزانية الجديدة للدولة مزيد من الاهمال والتهميش للتعليم حيث لم يتجاوز الصرف على التعليم العالي 0.08٪ من ميزانية الدولة ولو اجيزت الميزانية بهذه الصورة ستكون نهاية التعليم في السودان حيث ان دخل عامل الاورنيش في اسبوع افضل من مرتب الاستاذ الجامعي في الشهر وستفقد البلاد ما تبقى من الاساتذة المؤهلين وحتى وان لم يسافروا الى الخارج … وما يبخل المسؤولين الا على انفسهم لو يعلمون.

  4. كثير من هؤلاء الطلاب تجد اهلهم ممن يؤيدون المظاهرات اليومية و التخريب و الحقد و الفوضى غير مدركين ان الامر لن يقتصر على التعليم فقط بل كل مناحي الحياة مع بداية الحرب الاهلية السودانية التي نشهدها الان.