عثمان جلال يكتب.. الأزمة الوطنية وغياب القائد
الأصل في الحوار الوطني حول الأزمة السياسية الحالية أن يكون شاملاً لا يستثني جماعةً فكرية أو سياسية وأن يكون حول قضايا المرحلة الإنتقالية والتحول الديمقراطي والإنتخابات والأصل أن تثمر نتائج الحوار، تشكيل مؤسسات مرحلة إنتقالية محايدة وتقف على مسافة متساوية من كل القوى السياسية.
إسناد إدارة الحكومة الإنتقالية لكفاءات وطنية مستقلة ذات مهام إنتقالية محددة وفي طليعتها تهيئة المسرح العام لإنتخابات حرة ونزيهة وشفافة توافق القوى السياسية على اسناد ودعم حكومة المرحلة الإنتقالية ، وإدارة حوار مع تيارات الشباب والثوار وتحويل طاقاتهم السالبة إلى طاقات إيجابية وبناءة ومؤسسة داخل الأحزاب السياسية ومؤسسات الإعلام وساحات النشاط الطلابي الجامعي.
ان تكون الجماعات المسلحة الموقعة على إتفاق جوبا جزء أصيل من مؤسسات إدارة المرحلة الإنتقالية لإكمال السلام المستدام ، وأن تتداعى الأحزاب السياسية للبناء التنظيمي والفكري والسياسي والاستعداد للإنتخابات ، بناء إتفاق استراتيجي بين كل الأحزاب السياسية على إدارة الإنتخابات القادمة توافقياً، واستمرار التمييز الإيجابي للجماعات المسلحة وأن يستمر هذا التوافق الاستراتيجي بين الأحزاب السياسية حتى يصمد مشروع البناء الوطني الديمقراطي، والسلام المستدام، والإندماج القومي.
في رأيي هذه معادلة حوار وطني لا تستدعي تدخل وساطة إقليمية أو دولية بل تستدعي عزم رجال وقادة في قامة السودان بكل ميراثه الثقافي والحضاري والتاريخي والسياسي ولعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق.
وهذه الحلقة المفقودة في إدارة الأزمة الوطنية المستحكمة غياب العقل القائد.
القادة الكبار في السودان تفاعلوا مع منحنيات الأزمة الوطنية منذ الاستقلال وعندما تجمروا بالحكمة والعقلانية ونضجت الحلول ماتوا لهم الرحمة.
ستظل الأزمة الوطنية دائرية حتى يسمو عقل الناشطين إلى عقل القادة الكبار أو بروز قادة جدد، واللحظة التاريخية الوطنية لا تسعف على التباطؤ والسودان تتساوى فيه حالة الصمود والبقاء والإنهيار والتفكك.
صحيفة الانتباهة