مقالات متنوعة

فهم معاني الحرية .. وواقع حياة ذرائع الشوق للهتافات ..!


صديق عبد القادر محمد

كم نحن بحاجة إلى فهم معنى الحرية والتعرف على معانيها في واقع الحياة دون خداع أو انسياق وراء أفكار تملأ القلوب الجوفاء بالخوف والوجل حال ضياع القراءات النفسية في بوتقة التدافع الاجتماعي الساعي نحو رغبات التحرر دون دلائل رشد تكشف ملامح ابتعاد الطريق عن جميل موروثات قيم العقائد والعادات والتقاليد ومنطق العقل ووعي نظر الحكمة التطبيقية لمفهوم الحرية التي تعدل وتساوي بين الطبقات الاجتماعية بما يجلب الأمن والسلام والاستقرار.

فالحرية تعني ملء الإرادة في الخيار والاختيار بما لا يتعارض مع حرية الآخر سوى كلمة الحق بغير باطل أو تحت ستار يؤكد النهي والبطلان والتحريم.

كما أن الحرية تؤكد سد باب الخطر في وجه حق التصرف وعياً لا يغيب عنه استغلال محدودية الخبرة وضعف الإدراك سداً لذرائع إثارة الفتن والإخلال بالاستقرار والأمن من خلال التمييز بين حالة الخطأ والصواب ومعرفة النفع من الضر وفق حسن التصرف والتروي عند اختيار الخطى وتحسس المظالم التي يمكن أن تصيب قوماً بظلم من باب الجهالة التي تؤدي إلى عض أصابع الحسرة والندم!

إذاً.. فإن الحرية تعني القدرة على التصرف بما هو مباح إقراراً للحق وما يمليه واجب العمل الذي يحقق كرامة العيش وسلامته وتأمينه بغير ضرر ولا ضرار يعيق تواصل شبكة العلاقات الاجتماعية أو التعدي عليها عبر رعناء الأفاعيل والرقص على إيقاعات الأباطيل رسماً على خيال الانتصار بالتخريب وندب حظ النيام بأنهم لا يستحقون السير في الطرقات وإخوتهم ساهرون!

ومن خلال هذا الإطار الذي بات سمة أساسية لضوائق الحياة التي تعكر الصفو الاجتماعي وتعيق حركته اليومية عبر صورة بالية ورسم مشين للممرات والطرق وسبل تيسير الحياة التي تشيع البغض والكراهية لحال المعاش وتضعف الإيمان بالقضاء والقدر وتسكت صوت الحق الذي أقعد المروءة لتحرس جذوة النار وترس الأحجار وأعاق حركتها عندما اختنقت بالدخان وأعدت من الشهداء وهي التي أقدمت على الانتحار!

فكان لها حرية الاختيار لتمضي بغير رغبة منها أن ترتاد المكان الذي سلبها روح الحياة ورسم لها الموت مضاءً إلى معاد الشقاء والحروف تصنع البكاء ولا عزاء للمدينة الزهراء وهي ذابلة البريق شاحبة تصطلي من لهب الحريق يكحل عينها الدخان وسواد ورماد!

فكم نحن بحاجة إلى البكاء لنخرج عصارة القلب المهترئ بفعل أنياب الذئاب ومخالب المكر الذي يعبث بألباب الشباب وقد تعذر النهوض بانتهاك عقود بناء الوطن الكبير وصار الحلم الذي يسع الجميع سراباً تراه العين نهراً وبحراً وجلباباً، فمن أثار الضجيج وأقلق مناماً تغطى بالضباب وتعدى على حرمة السلام بالنبال والحراب؟

وتدور العيون الشاحبات حول مطارحات واجتهادات السياسة وما بين مفاهيم تطلق في الهواء كأنها بالونات تحدث فرقعة ولا تؤدي إلى لم الشتات وصون حرمة وطن مات وشيعته المواكب باسم الحرية وسمات من إرادة استغلال الأزمات وذرائع الشوق للحرية الهتافات!

صحيفة اليوم التالي