ماتوا الف ؛ ماتوا مليون ؛ ده ما بيغير من الواقع
ماتوا الف ؛ ماتوا مليون ؛ ده ما بيغير من الواقع
عندك سلطة مركزية محتكرة للقوة ومصادرها ومواردها كانت تسيطر عليها اقلية مركزية ترحب بمن ينضم اليها من اقليات اخرى
هذه الاقلية المركزية ليست بالضرورة عرقية او فكرية فروابط السلطة ومصالحها اقوى من رابطتها العرقية او الفكرية
وهي ليست طبقية وليست مهنية
– تجربة نيفاشا وتحالف الجنوبيين والشماليين وتعاون ( الاسلاميين) وعتاة اليساريين على تقسيم قضايا البلد وتبعيضها وتسليمها الاجنبي في دارفور وابيي وجبال النوبة والنيل الازرق وتفرغ هذا الخليط المتجانس بخليط النفط لعمل لا شيء سوى اكل خرائف وعائدات الذهب والثروة الحيوانية الحية واناث الابل وتبديدها على ( الترتيبات الامنية ) و اجراءات ( فصل القوات) واختراعات العقل السياسي العاجز باستخدام صراعات الحواكير ومظلمات التغير المناخي لدفن الاثار الكارثية لنفايات سياسات العزل التنموي لمناطق الارث السلطاني وقوانين المناطق المقفولة لبوابات الوطن الجنوبية. هذه التجربة والتي امتدت خلال العشرية الاولى من هذا القرن ولم تنتهي بفصل الجنوب ، تقف شاهدا على خطل وكذب فكرة صراع اليسار واليمين او العسكر والمدنيين .
– الصراع الحقيقي بين فكرتين :
الاولى تؤمن بافكار ( الكتلة الحرجة) ( اهل الحل والعقد ) ( نواة الثورة الاشتراكية) ومبلغ التجديد فيها ان يعيد اصحابها تسمياتها الى ( مؤتمر الخريجين) او ( جبهة الهيئات ) او ( التجمع الوطني ) او ( الكيان الخاص) او ( قحت).
والثانية تؤمن بان اي مجتمع هو امة على من سواه يسعى بذمته ادناه وان النبي ( ص) نفسه ليس مفوضا تفويضا مطلقا حتى في شئون ادارة الحرب والتعامل مع الاسرى ناهيك عن تأيير النخيل او تنظيم السوق، فالامر كله لمبادرات المجتمع من كلمات اذان الصلاة الى تشريع ضرب اعناق مقاتلي قريش.
الصراع بين القبض والبسط
– الصراع بين فكرتين واحدة تقسم المجتمع الى نحن وهم وتطلق هتافات خرقاء بان ( هم) ( ما بيشبهونا ) او هم ( قرود الموز )
وفكرة تدرك بان المعضلة ليست في شخص من يحتكر القوة ولا لونه ولا عقيدته ولا عنصره ولا شكل انفه او لون عينيه او شعره، وانما المعضلة في احتكار القوة للسلطة ايا كان من يتولاها
– والقوة ليست البندقية كلا فالبندقية قوة غشيمة يهزمها العقل ، لكن القوة في صلاحيات السلطة التي تمنحها حق اخراج سورة الزلزلة من عقول الصغار وصدورهم بحجة الخوف عليهم من زلزال الدين او اسقاط غطاء المراة عن راسها وجسدها بحجة الخوف عليها من ( العقد النفسية ).
– وما اكذب من دموع الامويين على دماء عثمان بن عفان الا هتافات شعارات الحرية والسلام والعدالة الخارجة من ذات الاقلام والحناجر التي صادرت واممت ذات يوم البنوك والصحف ومصانع الحلويات وكونت فيها ( نقابات) ثم سلحتها بكل مصطلحات الصراع ضد (راس المال الجشع ).
– ذات الاقلام والحناجر التي كانت تحلم بتحويل الخرطوم الى ميدان احمر يخاطبه الرفاق من شرفة الكرملين فلما تحولت شهادة بحث الكرملين باسم رومان ابراموفيتش لم تجد اي صعوبة في القفز من الميدان الاحمر الى برودواي وميدان الطرف الاغر ولف النيوليبراليزيم قلادة عنق حريرية زرقاء حول عنقها وتعليق غليون تشرشل من زاوية فمها واستخدام ذات ادوات التحليل الماركسية في تبرير قبضة ( الدولة ) على منابت الشعر ومداخل الافكار ومخارج حروف الحرية ومراقبة ترانيم الصلوات ودعوات المستضعفين!!
– سقط الكرملين وهاهو البيت الابيض يترنح يشتريه في ( المزاد الديمقراطي ) ملياردير مجنون فلا ينقذه من قبضته الا عجوز خرف ينام ويده على ازرار الحقيبة النووية ويصحو ليسب صحفيا بالفاظ الحواري والشوارع.
– وبرلمان ويستمنستر يطلب من الشعب الذي ظلت رواتبه مجمدة منذ العام ٢٠١٠ بحجة الكساد الاقتصادي وانهيار البنوك، تمويل ترميم مبناه بمبلغ ٢١ مليار جنيه استرليني ويجيز ميزانية خط سكك حديدية من بروكسل الى مانشيستر تبلغ ٩٨ مليار جنيه في الوقت الذي يقود قادته حملات الخروج من الاتحاد الاوروبي ويسبون بروكسل بكل ما هو قبيح.
نعم سقط القسم الاول من ذات الفكرة التي حكمت العالم تحت اسماء مختلفة
– الفكرة التي مكنت الاقليات من فرض سيطرتها على موارد العالم واستخدمتها في صراعاتها العبثية وتاسيس (نظام دولي) لا يصلح لادارة قرية
سقط القسم الاول من الفكرة الواحدة فكرة الجماعة الملهمة التي تلتف حول زعيم قايد او مشهور ( سليبريتي) وتنشيء ناديا حصريا يلهث الاخرون للانضمام اليه لانه يتيح فرص بناء شبكات العلاقات التي تغني عن المساهمة الفكرية والمبادرة والنصب على درب الاستقامة والكدح الى الله لكسب الرزق الحلال الذي يجعل في ( بضع احدكم صدقة ) وفي ( تبسمك في وجه اخيك صدقة).
Siddigmohamed Osman