محمد أحمد الكباشي يكتب: الادارة الاهلية.. مواقف
ظل تاريخ الإدارة الأهلية وعبر الحقب المختلفة التي مرت بها البلاد حافلاً بالتضحيات والإنجازات في مجالات مختلفة خاصةً الحفاظ على هوية البلاد وإمساكها بزمام المبادرة أثناء الخطوب والملمات ومن بينها الصراع القبلي والعمل على طي الخلافات بين المكونات المتصارعة من خلال لجان رأب الصدع بذلك ملفات الصلح المشهود في عدد من ولايات البلاد المختلفة والشاهد في ذلك أن الإدارة الأهلية تشكل تنظيماً متراص البنيان يجمع قيادات من عمد ومشايخ ونظار ومكوك وشراتي وغيرهم بل إن الإدارة الأهلية ظلت الداعم الحقيقي للأنظمة السياسية على إختلاف تكويناتها بين المدنية والعسكرية وقدمت في سبيل ذلك عدداً من القيادات التي تبوأت مناصب رفيعة في الدولة حققت من خلالها نجاحات على أرض الواقع وهذا أمر لا يمكن إنكاره رغم السهام التي ظل يوجهها البعض للإدارات الأهلية.
وكما أشرت فان أدوار الإدارة الأهلية لم تقف عن حد رتق النسيج الإجتماعي فلم تقف حيال الأزمة التي تمر بها البلاد مكتوفة الأيدي أو تلعب دور المتفرج وهي ترى وتسمع مع مرور كل يوم عن مبادرة خارجية تحمل ما تحمل من الأجندة لحل الصراع المأزوم وحالة التشظي التي تعيشها الساحة السياسية الراهنة فما بين مبادرة ومبادرة تأتي وفود وتغادر مثلها والوضع يزداد تأزماً. هنا جاء دور الإدارة الأهلية كدور أصيل لوضع مبادرة وطنية خالصة تعمل على إيجاد حل ناجع يرضي الأطراف ويجنب البلاد ويلات الصراع إن لم يكن انهيارها على النحو الذي يرسمه المشهد، حيث جاء مؤتمر الإدارة الأهلية والطرق الصوفية قبل يومين بقاعة الصداقة وسط حضور نوعي وكمي ضم أطياف الإدارة الأهلية من كل ولايات السودان إلى جانب عدد من قيادات الأحزاب السياسية جاءت أوراق المؤتمر للتأكيد على إيجاد مخرج داخلي للأزمة مع الدفع بدعم القوات المسلحة وعدم الزج بها في الصراع السياسي وإن الفترة التي تمر بها البلاد تتطلب تناسي الجراحات وتحكيم صوت العقل وصولاً إلى صناديق الإنتخابات.
هكذا جاءت مبادرة الإدارة الأهلية والتي نأمل أن تجد الدعم والمساندة من كافة القوى.
صحيفة الانتباهة