هاجر سليمان تكتب: للجمارك يوم
يجيء اليوم العالمى للجمارك هذا العام والبلاد تمر بمرحلة عصيبة من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والامنية، وتغييرات متسارعة تحول دون بسط الأمن والاستقرار، حيث حالت التغيرات السياسية والامنية بالبلاد دون اعلان الاحتفال الرسمى باليوم العالمى للجمارك الذى يأتى فى 26 يناير من كل عام، ولكن هذا العام لم يتسن للجمارك ان تحتفل به مع الجمهور.
ويأتى يوم الجمارك هذا العام تحت شعار (توسيع نطاق التحول الرقمى للجمارك من خلال تبني ثقافة البيانات وبناء نظام بيئى للبيانات)، والذى يعنى انه بات من الضرورة بمكان ان تعمل الجمارك فى بيئة رقمية متكاملة تقوم على انشاء أنموذج تشغيلى قادر على التقاط واستغلال البيانات من الانظمة التجارية المحيطة، مع الاستفادة من بيانات المؤسسات الحكومية الاخرى ذات الصلة، والاستفادة ايضاً من منصات المعلومات ومصادر الاخبار.
وستسعى الجمارك خلال العام الجارى لانشاء حوكمة رسمية للبيانات لضمان ملاءمة البيانات ودقتها مع الاحتفاظ بالسرية التامة وتأمينها، بجانب الاستفادة من المعايير التى وضعتها منظمة الجمارك العالمية، مع ضرورة اعتماد مناهج تقدمية كتحليل البيانات واستصحاب النتائج فى عمليات صنع القرار.
والجمارك اصبحت هى المورد الاول لتغذية خزانة وزارة المالية، وهى الجهة الوحيدة بالسودان التى تحقق الربط بنسب مضاعفة مقارنة بنظيراتها من الجهات الحكومية الاخرى، ولعل النظام والتراتبية والدقة وغزارة الواردات تعزى الى ان الجمارك جهة نظامية شرطية، والحقيقة ان النظاميين هم الاكثر انضباطاً فى السودان، ومن الصعب اهدار الاموال فى مؤسساتهم الا عبر قنواتها، اضف الى ذلك ان الجمارك جهة تتعامل مع الجمهور بصورة مباشرة، لذلك لا تجد اية ثغرات فى عملها.
مع العلم بأن الجمارك ايضاً اصبحت حائط الصد الاول ضد عمليات التهريب ومكافحتها وحماية الثغور ومنع تسرب المواد غير المطابقة للمواصفات والمقاييس.. وباختصار فقد اصبحت الجمارك الحامى الاول لاقتصاد الوطن والمواطن، لذلك اصبح من الضرورى ان تتنبه الدولة لهذا الأمر، خاصة فى ظل المهددات التى تهدد البلاد عبر اطرافها وحدودها المترامية، لذلك لا بد من تطوير جهاز مكافحة التهريب بالجمارك ومده بالمعينات اللوجستية والبشرية والاسلحة والعتاد والتقنيات المتطورة، حتى يضطلع بدوره فى محاربة عمليات التهريب فى الحدود السودانية، مع ضرورة تخصيص (جعل) من واردات الجمارك لها حتى تتمكن من تطوير اداراتها المختلفة لمزيد من الضبط ومزيد من الايرادات، ومواكبة العالم من خلال امتلاك اجهزة كشف حديثة تكون بديلاً لعمليات التفتيش اليدوى، وحقيقة كل الضبطيات التى ضبطتها الجمارك أخيراً يرجع الفضل فيها لفطنة العنصر البشرى، لذلك لا بد من المزيد من آليات الضبط والرقابة والبوابات الاشعاعية (آرش) حتى يتسنى للجمارك القيام بعملها.
ولا بد من اشراك الجمارك فى وضع السياسات واشراكها فى اتخاذ القرار السياسي، باعتبارها صاحبة قاعدة بيانات ضخمة فى مجال العمل التجارى والاقتصادى، وان تتم مشاركة جزء من البيانات والمعلومة لدى الجمارك مع المجتمع من باب الشفافية واشراك المجتمع فى صنع القرار الخاص بالمجموعات والافراد.
ولا ننسى ان الجمارك رغم دورها الناعم، الا انها مارست اعمالاً قتالية شاقة فى سبيل حماية الاقتصاد القومى ومكافحة عمليات التهريب وتهريب السلاح والمخدرات، وقدمت ارتالاً من الشهداء يجب ان تقام لهم أنصبة تذكارية تخليداً لذكراهم.
صحيفة الانتباهة