تحقيقات وتقارير

معاش الناس .. شركات استثمارية أجنبية تستغل أسماء سودانية وهمية في الصادر

مصادر مطلعة: شركات بترولية وراء زيادة أسعار الوقود


معاش الناس
* شركات استثمارية أجنبية تستغل أسماء سودانية وهمية في الصادر

* وفرة في السلع الغذائية وتراجع في القوة الشرائية وزيادة في الأسعار

* ارتفاع الشكاوى من تعدد الجبايات ورسوم العبور

* الجنيه يواصل رحلة التراجع أمام العملات الأجنبية

* مصادر مطلعة: شركات بترولية وراء زيادة أسعار الوقود

عصف ذهني خطير ظل يمارسه المواطن السوداني من اجل التوافق مع الظروف الاقتصادية القاهرة ، وبين توفير احتياجات قفة الملاح، وصرف الحد الادني من مستلزمات التعليم والصحة، سقطت الكثير من الاسر السودانية في مادة الاقتصاد رغم اجتهادات البعض بامتهان مهن هامشية لرفع حالة الحرج ، شرائح واسعة من الموظفين لجأت الى المراوغة عبر (امتطاء عربة الترحال) لتوسعة الرزق غير ان الزيادة التي طرأت على المحروقات هزمت الفكرة ، اخرين في الضفة الاخرى اضطروا لترك الوظيفة بفعل إختلال الهيكل الراتبي .. وفي زروة تلك الضغوط يظل معاش الناس مؤشرا لقياس درجة نجاح او فشل الحكومات .

كشفت عنها غرفة الصادر
شركات استثمارية أجنبية تستغل أسماء سودانية وهمية في الصادر
كشفت غرفة صادر الثروة الزراعية والحيوانية عن عودة ظاهرة الوريقة بشكل مكثف الى الواجهة من جديد عقب إنقلاب ال25 من أكتوبر الماضي، وأوضح عضو الغرفة ادم سقدي لـ”الجريدة” امس ان مجموعة لم يسمها قال انها ظلت تكتظ بها وزارة التجارة الخارجية في محاولة منهم لاستخراج أوراق لممارسة التجارة باسماء وهمية لا وجود لها في أرض الواقع ،وأردف مئات المستندات والأوراق المزورة تم ضبطها في الفترة الاخيرة وقال سقدي إن تلك المجموعات ظلت تلعب دور الوسيط لمجموعة من المستثمرين الاجانب وان دورها لا ينحصر في استخراج الأوراق لتلك الشركات الاجنبية الوهمية بل انهم في الحقيقة يقومون بالتجول في كل اسواق المحاصيل والماشية ثم يشرعون في الشراء من مناطق الإنتاج بأموال ومبالغ طائلة، منوهاً الى ان الغرفة ومن خلال عملها في بورصة المحاصيل بام درمان رصدت العديد من المخالفات التي سيتم تمليكها لجهات الإختصاص من اجل وقف التلاعب بثروات البلاد، وتابع: خطورة القضية تكمن في إهدار ملايين الدولارات التي يرفض المستثمرون الأجانب رفدها للخزانة العامة من خلال التلاعب بالاوراق التي تحمل اسماء سودانية وهمية.

الجنيه يواصل رحلة التراجع أمام العملات الأجنبية
واصل الجنيه رحلة التراجع أمام سلة العملات الأجنبية متزامنة مع تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية وفي محاولة للسيطرة على سعر الصرف كشف بنك السودان المركزي عن تخصيص أكثر من 16 مليون دولار لصالح استيراد السلع الضرورية ومنذ أسابيع تشهد العملة المحلية تدهوراً مريعاً يهدد الإصلاحات الاقتصادية التي أقرتها الحكومة العام الماضي على رأسها تخفيض قيمة الجنيه بنحو 7 أضعاف، وأرجع المتعاملون انخفاض قيمة الجنيه إلى زيادة الطلب على الدولار في الأسواق الموازية وضعف التحويلات الخارجية بعد زيادة أسعار العملات الأجنبية خلال الفترة الماضية إلى جانب اتساع حدة المضاربات متوقعين مزيداً من التراجع خلال الأيام المقبلة ، وقال احد المتعاملين مفضلاً عدم ذكر اسمه لـ “سودان تربيون” ان الأسواق الموازية تشهد نشاطاً كبيراً هذه الأيام وان هناك زيادة في الطلب على الدولار، في الأثناء أعلن بنك السودان المركزي عن تخصيص 16,453,692.42 دولار لعدد 44 طلباً مستوفياً لشروط مزاد النقد الأجنبي السادس للعام 2022م الذي أقامه البنك المركزي الاثنين بقيمة 60 مليون دولار أمريكي ، ونوه إلى مشاركة 19 بنكاً في المزاد بينما بلغ عدد الطلبات المستلمة 72 طلباً، وإجمالي قيمة الطلبات المستلمة 26,340,949.61 دولار ،كما تم استبعاد عدد 28 طلباً لعدم استيفائها لشروط المزاد المطروح ، ووصل أعلى سعر صرف تم التنفيذ به 461.4719 جنيهاً للدولار ، وأدنى سعر صرف تم التنفيذ به 440.7000 جنيهاً للدولار، كما أعلن المركزي عن قيام مزاد النقد الأجنبي السابع للعام 2022م الاثنين القادم بقيمة 60 مليون دولار، و تأتي مزادات النقد الأجنبي التي ينظمها البنك المركزي إنفاذاً لسياساته الرامية لتطبيق سياسة سعر الصرف المرن المدار وفي إطار الجهود المبذولة لاستقرار سعر صرف الجنيه السوداني، ووفقاً لمتعاملين في تجارة العملة ان سعر الدولار استقر في 495 طيلة الثلاثة أسابيع الماضية ،وارجع التجار استقرار الدولار بعد ارتفاعه في منتصف يناير الماضي الى شح النقد الاجنبي وتزايد الطلب عليه من قبل بعض الشركات الاستثمارية.

شركات بترولية وراء زيادة أسعار الوقود
تباينت الآراء حول الزيادات الجديدة التي طرأت على أسعار الوقود دون ان تعلن أية جهة مسؤوليتها بشأن القرار، ففي الوقت الذي نفضت فيه وزارة المالية يدها من قرار الزيادة، أكدت مصادر موثوقة باللجنة المعنية بتسعير الوقود، خروج الحكومة من تسعير المشتقات النفطية بصورة نهائية وتحميل الشركات مسؤولية استيراد الوقود وإبرام العقودات، وقالت المصادر، “ليس هناك لجنة أو أي طرف حكومي يتدخل في تحديد الأسعار، وإنما الشركات وحدها هي التي تستورد وتضع السعر مُباشرةً”، وأوضح أن التسعير للمنتجات البترولية حر وفقاً لآلية السوق والطلب ،ووفقاً لوكلاء شركات توزيع ان عدداً من الشركات البترولية عقد اجتماعات مع قيادات نافذة بالدولة تم بموجبها زيادة الوقود دون التشاور مع جهات الإختصاص مطالبات بوقف رسوم التحصيل وجبايات المعابر والجسور.

إرتفاع الشكاوى من تعدد الجبايات ورسوم العبور
أطلت ظاهرة تعدد الجبايات ورسوم عبور الطريق بشكل مكثف خلال الفترة التي أعقبت إنقلاب ال25 من أكتوبر ،وعبر عدد من اصحاب الشاحنات عن امتعاضهم من استمرار جبايات المرور على الطرقات ومداخل المحليات ، ووصف اصحاب الشاحنات والبصات السفرية استمرار تحصيل تلك الرسوم بأنه استمرار لعقلية االنظام المباد، وقال علي حسن صاحب شاحنة (جامبو) ان رسوم العبور التي تم تحصيلها منه منذ تحركه من منطقة لقاوة الى وصوله الى كوستي تساوي ضعف راتبة، وقال حسن ان عائد هذه الرسوم كانت تكون مقبولة ان تم توظيفها في صيانة الطرق ولكن الملاحظ ان نسبة االحوادث المميتة في ارتفاع مستمر نتيجة لسوء الطرق، مشدد على ضرورة اعادة النظر في تحصيل الرسوم خاصة عند مدخل وبوابة كل محلية.


وفرة في السلع الغذائية وتراجع في القوة الشرائية وزيادة في الأسعار
اشتكى تجار من تراجع القوة الشرائية للسلع الغذائية الاستهلاكية، وبالمقابل كشفت جولة لـ”الجريدة” عن تكدس المحال التجارية جملة ـ قطاعي باصناف متعددة من السلع الغذائية الاستهلاكية ،كما كشفت “الجريدة” عن زيادة في بعض السلع شملت الدقيق والألبان المجففة وبعض السلع الغذائية المستورة، وأرجع تجار تجزئة ضعف القوة الشرائية الى ارتفاع بعض أسعار السعر مقارنة بالفترة الماضية وقال تاجر التجزئة ابراهيم رضوان ان عدداً من المستهلكين تراجعت قوتهم الشرائية الى النصف جراء الحالة الاقتصادية المتأزمة التي يعاني منها المستهلك السوداني، وأوضح ان بعض الاسر كانت تشتري مستلزماتها من السلع لفترة اسبوع او شهر (جملة) وتدفع مبالغ كبيرة ، ولكن صارت مع تراجع العملة الوطنية درجت على شراء مستلزماتها بـ (القطاعي رزق اليوم باليوم)، ومضى: هذه المتغيرات انعكست سلباً على القوة الشرائية هذا عطفاً على قلة الطلب رغم وفرة كافة اصناف السلع ،وتابع، صحيح هنالك زيادات جديدة ظلت تطرأ على بعض السلع ولكن هذا لا يخرج عن اطار المعادلة العامة في الزيادة الكلية على كافة السلع وضروريات الحياة من أدوية وتعليم وتعرفة مواصلات.

تراجع في أسعار البيض واللحوم واستقرار في الألبان المجففة
تراجعت بشكل ملحوظ أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء ،كما شهدت أسعار الألبان استقراراً، حيث تراجع سعر كيلو العجالي الى 1600 بدلاً عن 2000 وتراجع كيلو الدجاج ل 900 جنيه بدلاً عن 1300، كما استقر سعر طبق البيض في 800 جنيه، وحسب افادات بعض تجار التجزئة ان أسعار الألبان المجففة والحليب هي الأخرى شهدت استقراراً، واستقر رطل اللبن الحليب في 200 جنيه طوال الستة أشهر الماضية، وتوقع مراقبون أن تستمر أسعار الخضروات والفاكهة في التراجع طوال الفترة القادمة وذلك بعد وصول وارد الولايات ودخول أطنان منتجات العروة الزراعية الشتوية الى الاسواق المركزية بالخرطوم.

إعداد وإشراف /عبدالرحمن حنين
صحيفة الجريدة