سمية سيد تكتب.. ريان معسكر كلمة
العالم كله حبس أنفاسه طيلة وجود الطفل المغربي ريان داخل البئر إلى إعلان الخبر الحزين بوفاته له الرحمة.
في جزء آخر من بقاع الله بلعت حفرة عميقة 4 طفلات أكبرهن لم تتجاوز 13 عاماً لم يعلم عنهم إلا في نطاق ضيق جداً.. وسط أسرهن وخبر من 10 كلمات في صفحة داخلية من الصحف المحلية.
إنها أقدار الله أن تكون الصغيرات من النازحين في معسكر كلمة بولاية جنوب دارفور حيث يعيش الإنسان هنا على هامش اهتمامات السياسيين والمنظمات الدولية.
الكل يدعي أنه مع قضية النازحين.. حاملو السلاح يحاولون إقناع العالم أنهم يقاتلون من أجلهم.. والحكومة تبرر شن الحرب للدفاع عنهم.. والمنظمات تتاجر في الغذاء بذات الدوافع، وفي الواقع لا أحد من هؤلاء يرغب في حل قضية النازحين بطريقة عادلة.
حكومتنا التي قدمت العزاء لملك المغرب في الطفل ريان لم تتخذ أي إجراء أو مساءلة في كيفية إزهاق (4) أطفال داخل حفرة تستغل في صناعة الطوب بمعسكر كلمة.. وقد تكون لم تسمع بالفجيعة وهو الأرجح.
حتى الحركات الحاملة للسلاح والتي تشارك في الحكم الآن بموجب اتفاق جوبا قد ل اتكون قد سمعت بالفاجعة، وكذلك الحال بالنسبة لحاكم إقليم دارفور مناوي.
هؤلاء قالوا إنهم وقعوا على اتفاق السلام من أجل وقف الحرب ومن أجل التنمية وعودة النازحين إلى ديارهم، لكنهم بعد وصولهم السلطة تنصلوا عن الوعود وأغرتهم الخرطوم فأصبحت لهم مقراً دائماً ويقومون بزيارات خاطفة للمدن الكبيرة في دارفور ونسوا تماماً المناطق التي جاءوا منها ومن أجلها حملوا السلاح.
الحقيقة المؤكدة أن اتفاق سلام جوبا لم يحقق سلاماً في دارفور، ولا استقراراً للسكان ولا تنمية ترغب سكان المعسكرات الرجوع طوعاً إلى قراهم.
في معسكر كلمة يعيش الناس في ظروف سيئة مع تدني خدمات الصحة والتعليم والمياه الصالحة، وبدلاً من إحداث تغيير ملموس يشجع الناس على العودة الطوعية. لا تجد الحكومة غير الخطاب الاستفزازي بمثل حديث والي جنوب دارفور موسى مهدي الذي قال إن معسكر كلمة أصبح دولة داخل دولة فاشعل فتيل الأزمة.
صحيفة اليوم التالي