بكري المدني: الصدمة في اللقمة والخدمة !
من الأخبار التى تداولتها مواقع التواصل الإجتماعي أمس على سبيل الاستغراب والتهكم ان صاحب عربة مواصلات عامة (كريز)أخذ قطعة خبز (رغيفة)من مواطنة (راكبة)لتكملة تعرفة المواصلات بعد ان عجز المبلغ الذي كان معها وبالأمس ايضا تم إقرار زيادة 50 جنيه لكل خطوط المواصلات العامة بالخرطوم وهى زيادة تقارب سعر قطعة الخبز وربما تساويها في بعض المناطق !
ان كثير من الناس لم يستوعبوا بعد النقلة الكبيرة في أسعار الخدمات والسلع في الفترة الأخيرة وهو ما يدفع بعضهم للمشاجرة مع أصحاب المحال التجارية والمركبات العامة ونوافذ بيع الكهرباء وغيرها ولو استمر الحال هكذا فلن تكون تلك المواطنة الكريمة التى اضطرت لإكمال تعرفة المواصلات بقطعة خبز عزيزة حصلت عليها هى الأخرى بشق الأنفس -لن تكون تلك السيدة هى الوحيدة ولا حالتها هي الغريبة وحدها وقد نشهد ونسمع بأحوال مماثلة ربما بتقديم الموبايلات وساعات اليد وغيرها من المتعلقات الشخصية لأصحاب المتاجر او المواصلات بدلا او رهنا!
يحتاج كل المواطنين السودانيين في تقديري لمواجهة الواقع والحقائق في الراهن كما هي وكما هو متوقع لها من تعقيد أكثر في ظل كثرة المشاكل وقلة الحلول واول ما يحتاجه الناس تصديق ان ما يعيشونه اليوم واقعا وليس هاجسا وحقيقة وليس خيالا وان معايشة هذا الحال تتطلب التعامل معه بشكل جدى يحتم تدابير وترتيبات جديدة وثاني شيء يحتاجه الناس هو اليقين بأن ما مضى من وضع على مستوى الخدمات والسلع لن يعود كما كان لا بعمل الحكومة القائمة ولا القادمة ولا حتى ان عاد النظام السابق نفسه بقادر على إعادة أوضاع اليوم الى ما كانت عليه في 11ابريل العام 2019مع بداية تدهورها ناهيك ان يعيدها الى ما قبل ذلك !
ان التدابير والترتيبات المطلوبة على مستوى الأفراد والأسر تبدأ بترشيد الصرف من خلال ضبط المنصرفات وحصرها على الضروريات بشدة مع محاولة زيادة الدخل بأية أعمال إضافية وفي ذلك فإن اي فرد قادر على العمل في كل أسرة عليه ان يضطلع بواجبه واسهامه المطلوب أما على مستوى المجتمع فأعتقد أن كثير من العادات السودانية الجميلة انتهت مع الزمن الجميل ويجب على المجتمع ككل مراجعتها وهذه تبدأ بالمناسبات الخاصة في الأفراح والأتراح ولا تنتهي بالتعاملات المفتوحه في العلاقات الاجتماعية !
أخيرا -اظن ان من المفيد أيضا قيام جهة متخصصة لمساعدة الناس لتقبل الواقع الجديد والتعامل معه بطريقة علمية وواقعية حتى يحافظون على كرامتهم ولا يفقدونها هي الأخرى مع ما فقد و(ذهب مع الريح )ولن يعود !
بكري المدني
نظامك الساقط لو حينزل علينا مائدة من السماء لن يسمح له شباب السودان بالعودة…