مقالات متنوعة

بلَّه.. في الثورة!!

نبيل غالي
* إنه (بلَّه) الغائب..
* الغائب في ركائب الجن..
* هل تذكرونه، أم غادر الذاكرة ولا يشكِّل أي حضور الآن؟
* ربما إنه غادر متردم (الجن) بما فيه من مسلمين ووثنيين؟
* كما غادر البشير (السلطة) بقوة (الإنس)!!
* مع أن بلَّه هتف له في مقابلة باحدى الصحف (سير.. سير يا بشير في (الطريق) الشاقيهو ترام (الكيزان)..
* و.. حتى لو أنزلوا له قوات بريطانية وأمريكية لاقتلاعه من جذوره..
* وفي ثقة أكد بلَّه لـ(البشير) أنه سوف يسلط جن النحل عليهم.
* (يخبط دا في عينو وأخر في أضانو)..
* ومن ثم سوف تحيق الهزيمة بالجنود البريطانيين والامريكيين!!
* هل خذل الجن العلوي والسفلي (بلَّه) في تنجيمه؟
* لعل (جن) الثوار تغلب على جن (بلّه)!
* بالرغم من أن بلَّه ذكر أن لديه ثمانية أصدقاء من ملوك الجن ينفذون ما يريده..
* هل قام (ثوار الجن) بثورة اطاحت بملوكهم الثمانية؟!
* من ثم فقد بلَّه أصدقاءه من (الملوك) الذين كانوا سنده وعضده..
* ربما يكون بله قد اختار له أصدقاء أخرين من (عامة) الجن أياديهم (لاحقة) أيضاً..
* وسلَّطهم على رقاب السُلطة الانتقالية للثورة..
* ومن المؤكد أنه اختار (الجن السفلي) من عامة الجن..
* لأنه جن مراوغ فأصاب السُلطة الانتقالية منذ ميلادها بـ(متحور) المراوغة!!
* وحدث ما حدث وإن كان الحال ليس بالمفاجأة..
* ولكنه شكَّل صدمة لـ(قحت)..
* وكانت ضربة موجعة حينما أصبحت قحت خارج سور (الحكومة الانتقالية) العظيم..
* وانهالت الطعنات على جسد (الثورة) حتى لم يبق فيها موضع لطعنة أخرى!!
* وتجرعت طوائف (الثورة المضادة) نخب (الإنقلاب) وأكلوا ما لذ وطاب على مائدة محاولات (اجهاض الثورة)..
* أزعم أن تلك المائدة كانت تحتوي على (سمك)!
* نعم.. سمك فرايد وبلطي، يحيط به البصل والليمون والشطة..
* شطة لا تضاهيها إلا شطة المياه التي تطلق على الثوار إثر كل تظاهرة!!
* ما الذي جعلني أميل إلى زعم أن (السمك) كان سيد تلك المائدة؟
* قبل عقدين من الزمان تقريباً كنت أشغل وظيفة (سكرتير تحرير) باحدى الصحف السياسية السيارة والتي كانت تحتل مقعداً في مقدمة الصحف..
* حينها وفي يوم ما دخلت على رئيس التحرير وهو بمكتبه..
* وفوجئت به يتحلق حول (مائدة) ضمت العديد من قيادات الإدارة الصحفية.. وكان يجلس في وسطها (بلَّه الغائَب)..
* وأصَّر وألحَّ رئيس التحرير أن أجلس معهم لاتناول السمك الذي يغطي المائدة..
* وزاد على ذلك بأن يشير إلى أن هذا (السمك) أتى به (جن بلَّه الغائب)!!
* كانت تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها بلَّه الغائب..
* وبالطبع (جرى ما جرى) وإن كنت لم أتناول تلك الوجبة من (السمك)..
* خشيت أن يكون (سمكاً سفلياً)!!
* رحم الله رئيس التحرير ذاك ومدَّ الله في عمر (الغائب) بلَّه..
* أما مبعوث الأمم المتحدة الخاص (فولكر) الذي يقوم بدور (المسِّهل) للأزمة السودانية..
* المشتعل فيها الصراع حول السٌلطة الانتقالية..
* من جانبنا ننصح (فولكر) أن يستعين بـ(الجن الكلكلي)..
* وهو جن سوداني مائة في المائة، وعلى فولكر أن ينخرط في الحوار معه حول كيفية الخروج بالوطن إلى بر الأمان..
* ولكن المعضلة : أين يجد (الجن الكلكي) هذا؟!
* فليبحث عن بلَّه..
* ولكن ليس (بلَّه الغائب) بل (بلَّه الحاضر)!!

نبيل غالي
صحيفة اليوم التالي