الرحلة 113 القاهرة-الخرطوم.. مشاهدات، ملاحظات وحقائق
الرحلة ١١٣..مشاهدات، ملاحظات وحقائق
عند التاسعة مساء أمس الأحد وصلنا مطار القاهرة الدولي في طريق عودتنا إلى السودان وعند الرابعة من صباح اليوم الإثنين كنا بمطار الخرطوم، وقد حفلت الرحلة بالعديد من الملاحظات والمشاهد والحقائق التي تستحق إلقاء الضوء عليه من واقع أهميتها.
ونبدأ بلحظة دخولنا إلى مطار القاهرة وهنا لسنا في مقام عقد مقارنه بينه ومطار الخرطوم لأن البون شاسعا رغم عدم وجود أسباب موضوعية لتخلفنا عن ركب التطور لجهة أن السودان عرف الطيران قبل مائة عام، عموماً فإن الملاحظة الأولى تكمن في حيوية الخط الجوى الرابط بين الخرطوم والقاهرة ووضح لنا عدم تأثر تاركو وبدر بدخول شركتي النيل والعربية وهو أمر جيد بطبيعة الحال يصب في مصلحة الطيران السوداني الذي نجح في خلق أرضية جيدة، فرحلتي بدر وتاركو أمس كانتا ناجحتين من واقع إقبال الركاب عليهما ولم يكن بهما مقعد شاغر.
الملاحظة الثانية أن الركاب السودانيين يحملون كميات كبيرة من الحقائب، بعضهم تجار وآخرين مسافرون يحملون هدايا، وهنا فإن هذا لايعد مؤشر إيجابي بل يجسد عمق الأزمة الإقتصادية التي عصفت بالصناعة في البلاد حيث باتت الأسواق الخارجية هي الملاذ للتبضع والمصدر الذي تذهب ناحيته العملة الحرة التي تبدو خزانة البلاد الأخوية في أمس الحوجة إليها.
وأكثر مايؤسف له عند إجراءات الشحن فإن عدد من النساء السودانيات تحديداً يحملن عدد كبير من الحقائب يفوق الوزن المسموح به والذي يبلغ ٤٧ كيلو وعند مطالبتهن بدفع ٦٠ جنيه مصري مقابل كل كيلو إضافي فانهن يتوسلن يصورة مذله للموظفين المصريين الذين يتعاملون بمهنية ويرفضون التنازل عن القيمة المطلوبة للوزن الزائد وهذا أيضا أمر إيجابي يحسب لشركات المناولة الأرضية المصرية.
بصفة عامة فإن الإجراءات في مطار القاهرة سريعه ولا تختلف عن إيقاع الإنسان المصري، ولكن صالة السلامة التي يغادر عبرها ركاب الشركات السودانية تبدو ضيقة ولا تسع مقاعدها لكل المسافرين حيث يضطر بعضهم للوقوف لأكثر من ساعة إلى حين وصول البص الذي يقلهم إلى الطائرة.
بعد وصولنا الصالة فإن إقلاع الرحلة تأخر عن وقته بنصف ساعة ولم نعرف أسباب ذلك، لكن مايحسب للمدير الإقليمي لشركة تاركو بمصر “عوض علنتو” متابعته لكل صغيرة وكبيرة وتذليله كافة العقبات التي تواجه الركاب حيث ظل معهم حتى وصولهم الطائرة وعلنتو أيضاً يعد من الشباب السوداني الذي اثبت نجاح منقطع النظير في قطاع الطيران ويتمتع هذا الشاب بقبول كبير وسط الجالية السودانية لحسن تعامله.
بعد أن أقلعت الطائرة بكل صدق استمتعنا برحلة فريدة في كل شئ، قائد الطائرة الكابتن “علاء الدين أحمد” وبما يمتلكه من خبرات وبراعة يجعل الراكب أكثر اطمئنان أنه في أيد أمينة،فهو يعد من ضمن الطيارون النخبة في السودان، وكم كان رائع أن يجلس إلى جواره مساعد الكابتن الشاب “أحمد عبدالعاطي” في تأكيد على أن كلمة السر في تميز الطيران في السودان عملية تواصل الأجيال التي ظلت تسهم في نقل وتبادل الخبرات من المخضرمين إلى الواعدين الذين يمضون على خطى الكبار في التميز والإجادة.
اما طاقم الضيافة فإن الإشادة به لا تمثل أمراً جديدا من واقع تميز تاركو في هذا الجانب، ولكن كم هو جميل ورائع رؤية شابات سودانيات يتمتعن بالاحترافية الممزوجه بسعة الصدر والحرص على توفير أقصى درجات السلامة والراحة للراكب بالإضافة إلى وجود شباب على درجة عالية من الهمة والبشاشة والوعي ، وقادت المحترمة ميساء فيصل فريقها بنجاح والذي ضم ريان عمر، مني صلاح، هناء عبد الله، والشاب عادل مصطفى.
بعد وصولنا مطار الخرطوم عند الرابعة صباحاً كانت الأجواء هادئة ورائعة، وهنا نبدأ أولى ملاحظاتنا التي تتمثل في توفير سلم واحد لنزول الركاب رغم أن المضيفة أعلنت عن الخروج عبر الباب الأمامي والآخر الخلفي، بعد ذلك ذهبت الدفعة الأولى في البص غير أن حضوره لنقل الدفعة الثانية تأخر لنحو ربع ساعة، وقلنا ربما هبوط أربعة رحلات في توقيت متقارب هو السبب في التأخير.
بعد دخولنا ممر ضيق تم تخصيصه لعبور الركاب القادمين لاجراءات كورونا،وهو بخلاف ضيق مساحته فإن عدد الموظفين فيه كان قليلاً بالمقارنة مع عدد ركاب أكثر من رحلة ، ورغم أن موظفين إثنين اجتهدا كثيراً لتسريع الإجراء إلا أن وجود عدد قليل من الموظفين يحتاج إلى إعادة نظر لجهة أن الراكب يأت مرهقا ولا قبل له بالوقوف لفترة من الزمن.
بعد ذلك دلفنا إلى صالة الإستقبال الرئيسة التي وللامانة شهدت تغيير إيجابي كبير رغم قلة الحمامات وانقطاع المياه عنها صباح اليوم، و مجدداً واجهتنا أزمة قلة عدد موظفي الجوازات، فرغم وجود ثمانية كاونترات تسع لست عشر موظفا إلا أن ثلاثة فقط كانوا يتولون تكملة إجراءات ركاب أربعة رحلات قادمة من الرياض، القاهرة، اسطنبول والدمام لشركتي تاركو وبدر، وهذا أسهم في تأخير الركاب أكثر من نصف ساعة ولولا حضور موظف رابع لزاد وقت الوقوف في صفوف الإنتظار، وهنا نتمنى من إدارة الجوازات بالمطار توفير أكبر عدد من الموظفين عند تزامن وصول عدد من الرحلات في توقيت متقارب لان من حق المسافر وهو يعاني الإرهاق أن يحظى بقضاء إجراءاته في وقت محدود ومعروف.
عقب إكتمال إجراءات الجوازات توجهنا إلى سير العفش، وهنا لابد من الإشارة إلى توفر عربات الترلو بعدد كبير وكاف وكانت موجودة داخل الصالة ومتاحه أمام المسافرين، كما أن الأمتعة لم يتأخر وصولها ولم يشتكي مسافر من تعرضها للسرقة.
عموماً قضينا ساعتين بالتمام والكمال في مطار الخرطوم الذي خرجنا منه عند السادسة صباحاً وكان يفترض أن نخرج قبل هذا الوقت ان كانت هناك معايير زمنية للاجراءات والخدمات، وبصفة عامة فإن كل عمل بشري يشوبه أحياناً الاخفاق ويبقى التحدي الدائم هو تحويل السلبيات إلى إيجابيات عطفا على تدعيم الجوانب المشرقة والحفاظ عليها.
القاهرة،الخرطوم:طيران بلدنا
طيران مزعج والهبوط مزعج فالسودان كل يوم جايبنها لينا في فوق بيوتنا مرعبين الكبار والصغار
كل الحكاية تجميل الوجه القبيح لشركة بدر عميل السيسي الجديد في السودان قال طيران بلدنا قال ..
نفس السجم ونفس معاناة الركاب من موظفين كاونتر غير مؤهلين
وغير مهندمين ونفس الصالة ونفس وساخة الحمامات وانقطاع المياه بس الجديد هنا توفر (الدرداقات) بعد إيقاف جزء كبير من العمال واستبدالهم بمستجدين جهاز الأمن والمخابرات الجدد