هاجر سليمان تكتب: الدفاع المدني وجائحة (كورونا)
يأتى اليوم العالمى للدفاع المدنى هذا العام تحت شعار (الدفاع المدنى والمجتمع المدنى ضد جائحة كورونا)، وللامانة المهنية رافقنا الدفاع المدنى فى كثير من الحوادث، ووقفنا على الدور الكبير الذى ظل يبذله فى مجالات مختلفة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر اسهمت هيئة الدفاع المدنى اسهاماً فاعلاً ابان جائحة (كورونا) بتعقيم المؤسسات والمرافق العامة والصحية والبنوك والمرافق الخدمية وبيوتات المال والطرقات، واسهمت هيئة الدفاع المدنى كثيراً فى احتواء كثير من الظواهر الامنية التى مرت بها البلاد فى اوقات عصيبة، مثل ازمات المياه فى الاحياء، فكانت تناكر الدفاع المدنى هى المخرج الوحيد من الازمة، وكان جنودها يجوبون الاحياء ويقومون بتعبئة مياه الشرب النقية للمواطنين دون عناء ودون مقابل، فى وقت كانت فيه ولاية الخرطوم المسؤول الاول عن توفير المياه تقوم بتوفير تناكر برسوم مقابل الماء كان المواطن يقوم بدفعها رغم انه يقوم بدفع فاتورة المياه كاملة.
الدفاع المدنى السودانى فى اعتقادى الاكثر تطوراً بالمقارنة مع ذات القوات فى دول العالم، ولعمرى ان هيئة الدفاع المدنى السودانية لو شاركت منها فرقة واحدة فى انقاذ الطفل (ريان) لاخرجته فى غضون ثلاثة ايام، ونراهن على ذلك وليس الامر ببعيد، فحينما وقعت كارثة مصرع رجل وزوجته انهارت بهما باحة منزلهما بالثورة ام درمان، وقتها هب الدفاع المدنى لاستخراج الجثمانين حيث توفى الزوجان فور انهيار البئر، وكان عمقها (٤٠) متراً وليس (٣٢) متراً وهى بئر ريان.
ويومها عمل الدفاع المدنى ليل نهار ولثلاثة ايام فقط واخرج الجثمانين فى اليوم الثالث، وفى اكثر من عشر حوادث متتالية تمكن الدفاع المدنى من انتشال اطفال حديثي ولادة اسقطوا عمداً فى آبار يفوق عمقها ثلاثين متراً، وكان الدفاع المدنى يقوم بانتشال الاطفال واخراجهم وهم احياء رغم انعدام الاكسجين بالاسفل لدرجة يضطر معها المنقذ لحمل اسطوانة اكسجين، وكان الاطفال يخرجون احياءً من الآبار وعدد منهم مازالوا اخياءً بدار المايقوما.
ولا ننسى ايضاً دور الدفاع المدنى فى انقاذ ضحايا ساقية الملاهى، وطفل عربة النفايات، وطفل كانت والدته قد غفلت عنه فادخل رأسه داخل (حلة) طبخ واستطاع الدفاع المدنى ان ينقذه، والكثير من الحالات التى كنا شهوداً عليها، وهذا بالاضافة لعمل الدفاع المدنى فى انتشال الجثامين من المسطحات المائية وغيرها من جهود الدفاع المدنى.
والآن من اكثر الانماط تطوراً فى عمل الدفاع المدنى انها ربطت مؤسسات المال والبنوك ومؤسسات المعلومات والجهات السيادية، بجهاز انذار مبكر يطلق إشعاراً فى حالة محاولة اختراق سواء كان محاولة سرقة او حريق او اية محاولة اختراق، وهذا فى حد ذاته عمل متطور يجعلنا نقول وداعاً لسرقات البنوك ووداعاً لاية محاولات اختراق، اذ انه بات من السهل ضبط اى شخص يحاول اختراق اية مؤسسة سيادية كانت او بنكاً او اية جهة معروفة.
مازال الدفاع المدني يقدم الكثير، ومازلنا نعول عليه فى الكثير من المجالات، فمعاً لدعم الدفاع المدني ونشر التوعية حفاظاً على سلامة المجتمع.
صحيفة الانتباهة