احمد يوسف التاي يكتب: الدولة ضد الدولة
(1)
(تنامي التهريب عبر الموانئ والمطار بمستندات رسمية)…(مكافحة التهريب: نظاميون وحركات غير موقعة تمرر بضائع مهربة)… (أكثر من ١١ مليار فاقد التهريب عبر المستندات الرسمية)… عناوين لأخبار جاءت في سياق
تقارير رسمية كشفت عن حصيلة خطيرة ومخيفة لعمليات التهريب خاصة الذهب والسلع، وأوضحت التقارير التي أعدتها الإدارة العامة لمكافحة التهريب، أن جملة عمليات التهريب خلال عام واحد بلغت 86477 عملية…
(2)
الإدارة العامة لمكافحة التهريب أقرت بتزايد معدلات التهريب عبر الموانئ والمطار والتهريب بالمستندات، وكل ذلك يحدث بمساعدت جهات رسمية في مؤسسات الدولة ومن محترفين داخل هذه الأجهزة الرسمية…
ذات الإدارة أيضاً كشفت عن استغلال نظاميين ومنسوبين لحركات مسلحة غير موقعة في تمرير البضائع المهربة، وقالت إن “هناك دولاً محسوبة علينا وتعتمد في معيشتها اليومية على السودان”…
(3)
ليس ببعيد عن كل ذلك الغم ما جاء على لسان عضو اتحاد مصدري الماشية خالد محمد خير الذي أكد أن هناك أكثر من ١١ مليار فاقد التهريب عبر المستندات الرسمية.
وشكا مصدرو الماشية من إشكالية التهريب عبر المستندات وتداخل الجهات خاصةً وزارة التجارة فيما يخص البيع بالطن والرأس، مؤكدين أن هنالك مشكلة كبيرة عبر البواخر تتم بعمليات مستندية إضافةً إلى الزيادات على البواخر دون إجراءات واضحة الأمر الذي يشجع الكثيرين على عمليات التهريب …عدد من الخبراء والمختصين حين تحدثوا أثناء ندوة (تنمية وترقية الصادرات السودانية الزراعية والحيوانية) ببنك السودان الأسبوع الماضي ، أشاروا إلى أن سياسية الدولة محفزة جداً للتهريب.
(4)
ما هذا الغم؟!!! الدولة بسياساتها الخرقاء تشجع التهريب وتساعد عليه، وتحفز المهربين وتضع المعاول في أيديهم لهدم الاقتصاد وتدمير الأمة… ومن هنا لا بد من طرح سؤال جوهري من هم الذين يمسكون بخطام الدولة ويقودونها إلى الهلاك المحتوم…؟؟… والإجابة عن السؤال المطروح أعلاه ليست صعبة وليس فيها لغز…
المسؤولون الذين يحررون المستندات الرسمية لتسهيل عملية التهريب عبر المطارات والموانئ وبعض النظاميين ومنسوبين للحركات المسلحة ممن ورد ذكرهم من جانب إدارة مكافحة التهريب هؤلاء هم رأس جبل الجليد في العملية التدميرية للاقتصاد السوداني، وهم أيضاً رأس الخيط، وماخفي أعظم ، لكن من يريد رأس جبل الجليد ومن يريد رأس الخيط؟ لا أحد يريد أن يحاسب أحداً، فالعسكر وكبار الساسة منشغولون بالصراع على الكراسي والمناصب، وكل جهة تصنع المؤامرات ضد الأخرى، وكل آخر ينشغل بالتحصين من كيد الآخر، وهكذا يُساق السودان إلى حتفه ولا أحد يوقف هذا الانحدار نحو الهاوية…. اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة