هل إلى خروجٍ مِن سبيل ؟
بقلم: مزمل عجب
” الحُلُم” عملٌ دراميٌّ رائع وهادف للأستاذ “جمال حسن سعيد” ملخص أحداثه ، “نُومَة” عميقة نتاج عَشوة ” كوارِع” كاربة ؛ فيها حَلُمَ بعودة السودان لعهده الأول وتعافي الجنيه لدرجة وصول كيلو ” اللحمة” لجنيه واحد فقط ، كما و ذهب لأبعد مِن ذلك لتساوي عشر دولاراتٍ جنيهًا سودانيًا ، المبدع جمال غاص وغرق حتى النخاع في” حُلٌمِه” ولم يوقظه شيءٌ إلأ صياح زوجته ،” يا راجل هوي قل بسم الله ، مالك ..!”
قَصَّ عليها ذلكم الحُلم الجميل وهو يزرف دموع الحسرة لحالٍ مأساويٍ يعيشه إنسانٌ صابرٌ في بلدٍ معطاء،
لم تستبعد الزوجة عودة الحياة إلى هذا المستوى مِن الرخاء والرغد فقد كان السودان بذات التوصيف بيدَ أنها تمنت عودة “الضمير” وصحوة ” القلب”.
لقد أصابت كبد الحقيقة بقولها “عودة الضمير” ؛ الضمير الغائب في حياة كل منا دون عُذرٍ أو تمييز حاكمًا كان أو محكوما، وزيرًا أم غفيرا، ” . الكل مسؤول..!!
نعم يا سادتي بضياع ذلكم” الضمير” ضاعت منا الشهامة والمروءة وكل الأشياء الجميلة حتى صرنا مضرب المثل في “العَوز” رغم ما نمتلكه مِن موارد وثروات، والمحصلة ضاقت بنا البلاد بما رحُبت فلم يَعُد مَنْ بخارجها أفضل حالاً حاله مِمَنْ بداخلها، والله المستعان .
السؤال، هل إلى خروجٍ مِن سبيل والعود إلى ذلكم الزمن الجميل ؟
الإجابة بالمختصر، بالرجوع إلى الحق ومحاسبة النفس على ما مضى وتغليب المصلحة العامة على مصلحة الذات والإستعداد للأفضل بمشيئة الله.
وفي الختام لا ننسَ تقديم كلمة شكر للأستاذ جمال الذي أعادنا لزمن كانت فيه “الرغِيفة” ب” تَعَرِيفة’ بس وبدون صَف.
دمتم.
صحيفة اليوم التالي