مقالات متنوعة

فولكر.. النقاط على الحروف !

عبدالله كرم الله
التقرير الذي خلص إليه رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية فولكر بيرنس، كان بمثابة (روشته) الدواء الذي يعالج ما خلفه فساد حكم (الكيزان) من أنواء، وذلك بعد أن وقف على الجزء السليم من جسد الوطن الهميم، وتحسس جزءه السقيم الذي في حاجة لعلاج قويم.
ومما خلص إليه بأمانة التشخيص قوله: (ان البعثة عقدت أكثر من (110) اجتماعات ، وتلقت (80) أطروحة مكتوبة، من جهات ومبادرات وطنية متعددة ومتنوعة خلال المرحلة الأولى من المشاورات، مضيفاً أن الرؤى والأطروحات التي تلقتها البعثة ستسهم في تحديد الخطوات القادمة من العملية السياسية التي يسهلونها، ولعل أهم ما قاله أو توصل إليه بقوله: (لقد شجعتني الجهود التي بذلتها (لجان المقاومة) في مختلف الولايات لصياغة رؤى للتحول الديمقراطي، من خلال عملية قاعدية في صياغة مواثيقها، وقمنا باستعراض وجهات النظر الرئيسية الواردة في المواثيق المنشورة في تقريرنا الموجز).
فلله درها من لجان وطنية تبنت الهم الوطني الحقيقي والسليم من قاعدته الشعبية وإلى الرأس المفكر بإيجابية، ولعل أهم مافي التشخيص عله المعلول أن حدد داء (أربعة طويلة)، بل هي وفقاً للتشخيص (قصيرة) إن كانت طائفة بادعاءات زائفة أو إن كانت أيديولوجية متطرفة، وقد أشار اليهم بقوله : (قد يخيب هذا التقرير أمل البعض الذين كانوا يتوقعون أن تقدم الأمم المتحدة صيغة للحل النهائي، ولكن الحل يجب أن يأتي من السودانيين أنفسهم).
فلله درك من نطاس بارع فصلت ما بين المخ والطايوق وملين الكوارع، لذا ليت الذين أودعوا (الطايوق) محل المخ في الرأس أن يخضعوا أنفسهم لعملية جراحية لإصلاح البقية، للتفكير الوطني السليم بعيداً عن الفكر المتطرف بحدث وإحداث، وهو الذي نجني في ثماره اليوم بكل إبخاس.
اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون، وانتم يا شباب المقاومة الوطنية الأعلون إن كنتم تعلمون.
* من أين أتى هؤلاء؟
فأنا لا أدري من أين وكيف ولماذا أتى هؤلاء؟ وهؤلاء هم جدد بعض الوزراء، فتجد أحدهم أو إحداهن قد لا يصلح بعد معاينة أن يعين حتى خفيراً على وزارة، وإذ به أو بها يتحكر على الكرسي الهزاز وزيراً، وهو ذات نفسه لا يقتنع ذاتياً بأنه أهل أو مؤهل للجلوس على الكرسي، دع عنك المواطن الذي في حاجة لأن يرسي، قد يقول قائل بأنه كان يوماً ينظف سلاح مقاومة الكيزان، لذا انتقل من ميدان لميدان، أو أنه كان في خدمة الحركة المتمردة كراعٍ للضان، فلما نضن عليه بوزارة انتقالية البعدها ما مضمون ليعين راعياً لغنم ابليس من توهان، فصبر شعب العباقرة لفجر الحكم السليم للناظره.

صحيفة اليوم التالي