محمد عبد الماجد يكتب: الخطورة على السودانيين في السودان وليس في أوكرانيا!
(1)
مشاهد الفر والكر التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بين المحتجين والثوار والقوات النظامية وما يتم فيها من ملاحقات في الاحياء وإطلاق للذخيرة الحية ، هي لا تحدث ولا نشاهدها حتى في الغزو الروسي لأوكرانيا.
لا اعتقد ان القوات الروسية مهما بلغت وحشيتها في العاصمة الاوكرانية كييف او خاركيف يمكن ان تقتحم المستشفيات وتعرض حياة المرضى للخطر.
لا يمكن ان تطلق الغاز المسيل للدموع في عنبر الطوارئ او غرفة العمليات، ثم تقول بعد ذلك ان الشرطة استعملت الحد الادنى من القوة..
يدخل المصاب للمستشفى وهو في حاجة للأوكسجين وهو بين الحياة والموت، كيف لكم ان تغرقوه في الغاز المسيل للدموع؟
حصيلة الشهداء بعد انقلاب 25 اكتوبر تجاوز عددهم الثمانين شهيداً ..لا اظن ان تصل حصيلة الحرب التي تشهدها اوكرانيا الآن الى هذا العدد الذي وصلت اليه في احتجاجات سلمية يرفع فيها المحتجون شعارات الحرية والسلام والعدالة ويطالبون بالحكومة المدنية.
ما حدث في مجزرة فض الاعتصام في اخر ليالي رمضان ..لا يمكن ان يحدث من الروس ولا حتى اليهود الذين شرعت السلطات السودانية للتطبيع معهم.
حتى الغاز المسيل للدموع في الاحتجاجات الاخيرة في السودان يبدو انه من اجود الانواع العالمية (غاز معتق) ..اذ يبقى اثره في الاحياء والطرقات والأسواق لأكثر من اسبوع.
لو اتبعوا المعايير والمقاييس والمواصفات التي يختارون بها (البمبان) الذي يطلق على ابناء هذا الوطن وعلى رهان مستقبله في (التقاوي والأدوية) المستوردة لأصبح السودان في مكان اخر.
يغشون في تقاوى القمح ومحاور القطن .. ويطبقون كل شروط الجودة في الغاز المسيل للدموع.
(2)
بحمد الله ان اوضاع السودانيين في اوكرانيا بخير.. حفظهم الله وابقى عليهم بعافية وسلامة.
رئيس الجالية السودانية في اوكرانيا امير حسين قال ان السودانيين بخير ولم يصبهم أي مكروه وقال امس للانتباهة ان الجالية قامت بحصر عدد السودانيين الموجودين هناك واطمأنت على سلامتهم.
الحقيقة التي لا نريد ان نستوعبها ان السودانيين هنا في السودان ليسوا بخير.
غلاء ومعاناة وغاز مسيل للدموع واعتقالات وضرب وذخيرة حية وحكم عسكري.
نعم ان السودانيين في وطنهم لم يعودوا بخير منذ 25 اكتوبر وهم يحتجون في الشوارع ويقدمون حياة ابنائهم مهراً للمدنية ورفضاً للحكم العسكري.
المفارقة ومع كل الذي تشهده البلاد من ضرب وقمع وارتفاع في عدد الشهداء والمصابين وعد النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو بتوفير ما يلزم لإجلاء السودانيين من اوكرانيا.
ومن يجلي عن البلاد هذه السلطة المرفوضة من الشعب؟
جاء في صحيفة (الصيحة) وشر البلية ما يضحك : (اطمأن نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو على احوال الجالية السودانية بدولة اوكرانيا في اعقاب المواجهات العسكرية الاخيرة، واستفسر سيادته خلال اتصال هاتفي من موسكو بالقائم بأعمال سفارة السودان بأوكرانيا، السفير عكاشة الضو محمد عن اوضاع افراد الجالية السودانية وطاقم السفارة وجهود عمليات الاجلاء. وأكد القائم بأعمال سفارة السودان بكييف السفير عكاشة الضو محمد ان نائب رئيس مجلس السيادة استفسر حول امكانية اجلاء السودانيين العالقين بتخصص جسر جوي لنقلهم الى السودان او الى مناطق آمنة، حسبما تقتضى الظروف على الارض).
ليتهم استعملوا هذا (الرفق) وذلك (اللطف) في اجلاء الذين كانوا يعتصمون في محيط القيادة العامة قبل وقوع المجزرة.
(3)
بغم /
عناوين الصحف في الايام الماضية :
فرض زيادة جديدة على الادوية المستوردة.
تجمع المخابز : لا نستبعد زيادات في اسعار الخبز.
الغرفة الصناعية : مصانع السّكر تعمل بـ (10%).
غضب عارم بسبب زيادة تعرفة المواصلات.
السودانيون في حاجة الى اجلاء من السودان بسبب هذا القصف المتواصل على المواطنين.
صحيفة الانتباهة