أزمة أوكرانيا .. الحرب السيبرانية
#أزمة_أوكرانيا
الحرب السيبرانية (1)
قال:
كثر الحديث مع الهجوم الروسي على أوكرانيا عن الحرب السيبرانية أو الحرب الإليكترونية.
فماهي وما يقصد بها وماذا يراد منها؟
قلت :
سأردك للتعريفات الواردة في الموسوعات وهي تعرف الحرب السيبرانية أوالهجوم الإليكتروني بالقول:
Cyber warfare
ويعني بها “حرب الإلكترونية/السيبرانية” وهي تقنيات الدفاع عن شبكات المعلومات والحواسيب و كذلك تقنيات مهاجمتها في الفضاء الإلكتروني، ويحدث ذلك غالبًا من خلال حملة إلكترونية مستمرة أو سلسلة من الحملات مترابطة. وهي قد تسعي لشل قدرة الخصم على فعل الشيء نفسه، مع استخدام أدوات الحرب التكنولوجية لمهاجمة أنظمة الكمبيوتر للخصم. وهنالك إيضا ما يسمى الإرهاب السيبراني/الإلكتروني، من ناحية أخرى، وهو “استخدام أدوات شبكات الكمبيوتر لإغلاق البنى التحتية الوطنية الحيوية (مثل الطاقة أو النقل أو العمليات الحكومية) أو لإكراه أو تخويف حكومة أو سكان مدنيين”. وهذا يعني أن النتيجة النهائية لكل من الحرب الإلكترونية والإرهاب السيبراني هي نفسها، لتدمير البنى التحتية الحيوية وأنظمة الكمبيوتر المرتبطة ببعضها البعض داخل حدود الفضاء الإلكتروني.
قال :
وماهي السبيبرانية ؟
قلت:
مرة أخرى نعود للموسوعات:
يُعرف النشاط السيبراني بالنشاط على الإنترنت والنشاط عبر الإنترنت والنشاط الرقمي والتنظيم عبر الإنترنت والدعوة الإلكترونية والحملات الإلكترونية والنشاط الإلكتروني بوجه عام
قال:
وكيف تدار الهجومات الإلكترونية ؟
قلت :
الهجوم السيبراني أو “الهجوم الإلكتروني” هو أي نوع من المناورة الهجومية التي تستهدف أنظمة معلومات الكمبيوتر أو البنية التحتية أو شبكات الكمبيوتر أو أجهزة الكمبيوتر الشخصية. المهاجم هو شخص أو عملية يحاول الوصول إلى البيانات أو الوظائف أو المناطق المحظورة الأخرى في النظام دون الحصول على إذن، و يكون ذلك بقصد تخريبها أو الإستيلاء على المعلومات منها أو التجسس على موارد المعلومات أو سرقة البيانات لإغراض متعددة منها سرقة الأموال أو الإبتزاز أو تجريد الطرف المعتدى عليه من إستخدام المعلومات في تسيير المرافق أو تبليغ المهمات. ويقع ضمن تلكم الجراائم في الظروف العادية
الاحتيال عبر البريد الالكتروني والإنترنت.
وتزوير الهوية (حيث تتم سرقة المعلومات الشخصية واستخدامها).
سرقة البيانات المالية أو بيانات الدفع بالبطاقة.
سرقة بيانات الشركة وبيعها.
الابتزاز الالكتروني (طلب المال لمنع هجوم مهدد).
هجمات برامج الفدية (نوع من الابتزاز الالكتروني) …..لكن الهجوم السيبراني يمكن أن يكون أخطر من ذلك بكثير.
قال: كيف؟
عندما تكون أهدافه ضمن أجندة حرب باردة أو ساخنة بين الامم.
قال:
وهل يمكن ان نتوقع مثل تلكم الحرب ؟
قلت:
هي حرب مندلعة منذ سنوات حتى في ظروف التهدئة بين الأمم إما الآن فقد إستعر لهيبها؟
قال:
زدني شرحا ؟
قلت:
بدأت الهجمات السيبرانيةأول الأمر هجمات من قراصنة هواة ثم تطور الأمرالى نوعمن الجريمة المنظمة ثم دخلت فيه الامم لاغراض التجسس والتحكم في حواسيب الخصوم وسرقة البيانات وتزييفها وكونت مريكا فريقا أمريكيا عرف بالفريق الأحمر بدواعي الحماية السيبرانية ولكن في حرب السايبر فإن الحماية تعتمد على الهجوم ويمكن ان يكون الهجوم علي هاكر ناشط أو أيما جهة أخرى بدعوى الحماية ولما كان الهاكرز مهاجمين أو مدافعين يعملون في خفاء تام فإن من الصعب معرفة أهداف أي غفريق أو جيش اليكتروني بين استراتيجية الدفاع أو الهجوم.ودخلت روسيا والصين في مجال الحرب السيبرانية ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الاتهامات المتبادلة بين تلك الدول ثم دخلت دول مثل الهندوباكستان وإسرائيل وإيران وإتسع المدى ليشمل غالب دول العالم التى صار وجود جيش اليكتروني واحدة من أهم أدوات الأم القومي.
قال:
ولماذا زاد الأمر أهمية الآن؟
قلت:
لأنه متوقع ان تشهد المواجهة الحالية بين روسيا والتحالف الأطلسي تسعيرا للحرب الإليكترنية بوجه لم يسبق له من قبل مثيل.
قال:
كيف يمكن أن يكون ولماذا؟
قلت:
لعلنا نؤجل الإجابة للغد بإذن الله فقد طالت المحادثة على من يتابعها أليس كذلك
قال:
بلى ….نعود غدا ….بإذن الله
#أزمة_أوكرانيا
الحرب السيبرانية 2
قال:
سمعتك بالأمس تقول أنك تتوقع تصعيدا في الحرب السيبرانية بين روسيا والغرب فكيف ذلك؟
قلت:
لقد بدأ الصعيد بالفعل فقد إتهمت روسيا أمريكا بأنها المصدر لأكثر من مائة مليون حاسوب توجه هجوما سيبرانيا على روسيا. وفي المقابل فإن أمريكا تحرص أيضا على صد الهجوم السيبراني الروسي على أوكرانيا.
قال:
وما شواهد ذلك؟
قلت :
لعلك تذكر أن أحد أهداف الهجوم السيبراني هو تعطيل قدرة طرف للوصول للإنترنيت أو مكنته على الولوج لبياناته ومعلوماته فيها …وكان من المعلوم للجميع قدرة روسيا على تعطيل الانترنيت في أوكرانيا لذلك ناشدت أوكرانيا الملياردير أيلون ماسك لتقديم خدمة الانترنيت الفضائي لأوكرانيا ضمانا لتواصل خدمة الانترنيت عبر أقمار شركة (ستارلينك) قد استجاب ماسك للطلب وأعلنت أوكرانيا أنها بدأت استخدام الخدمة.
قال:
هذا موقف دفاعي مشروع.
قلت:
نعم توفير الخدمة يضمن قدرة الدفاع الأوكراني في السيطرة على عملياته العسكرية خاصة بعد نجاح روسيا في أختراق وزراة الدفاع الأوكرانية وتعطيل الأتصالات بها عبر أسلوب دي دوس
قال :
وماهو دي دوس ؟
قلت:
هو توجيه عدد ضخم من الرسائل إلى الهدف بوجه يعجز عن التعاطي معها فتؤدي إلى إخراجه من الخدمة
قال:
ولكن يمكن لأوكرانيا أن تفعل ذات الشيء فهو أسلوب سهل لا يحتاج إلا إلى تنسيق حركة عشرات أو مئات الآف الحواسيب بأتجاه أهداف بعينها.
قلت:
نعم هذا صحيح وقد استهدفت بالفعل مؤسسات إعلامية و إقتصادية روسية على هذا النحو في الايام القليلة الماضية وقد أدعت مجموعة أنونيموس أنها أخترقت شبكة الكرملين لكن لم يرد إعتراف بذلك من روسيا بينما أقرت روسيا بتأثر وتعطل وسائل أعلام وطنية بالهجوم لبعض الوقت وكذلك تأثرت شركات كبرى مثل غازبروم بالهجمات.
قال:
وما هو مصدر هذه الهجمات ؟هل تعترف الحكومات بالقيام بشنها؟
قلت:
عادة لا تعترف الحكومات بأن لها علاقة بهكذا هجمات بسبب عدم قانونيتها …ولكن من الغريب أنه في سياق الهوجة الغربية بسبب الأزمة الأوكرانية أعترفت وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هيلاري كلينتون أن حكومتها استخدمت الهجمات السيبرانية لدعم تظاهرات الربيع العربي في الشرق الأوسط ودعت إلى تكرار ذلك مع روسيا!!
قال:
وهل يمكن أن تصبح الحرب السيبرانية علنية ؟
قلت :.
لا أرجح ذلك فسوف تظل الحكومات تختبيء وراء مجموعات قرصنة تدعي أنه تقوم بما تقوم به للمقاصد التي تعلن عنها مثل مجموعة أنونيموس المشار لها والتي أعلنت شن حرب سيبرانية على روسيا.
قال :. وما هي إننيموس هذه ؟
قلت:
كما يوضح أسمها هي منظمة غامضة مجهولة تعمل كما يعمل القراصنة من وراء ستار كثيف ورغم أنها زعمت أنها هاجمت السي آى أيه وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية وأقرت الأخيرة بذلك إلا أن روسيا و الصين يعتبران المجموعة مسيرة وممولة من وكالة الاستخبارات المركزية نفسها. ولا يمكن لأحد أن يؤكد أو ينفي بوجه قطعي ذلك الأحتمال.
قال:
وماذا هو رأيك؟
قلت:
رغم أساليب التمويه التي تمثلت في هجومها على وكالة سي أى أيه وبعض مراكز الشرطة الأمريكية أحيانا فإن أهداف المجموعة الخارجية تطابقت في رؤيتها للسياسة الخارجية مع السياسة الأمريكية حذو النعل بالنعل كما يقال.. وأوننيموس هذه سبق لها التنسيق مع جماعات المعارضة التي تحبها أمريكا في السودان وزيمبابوي وكذلك في الثورة البرتقالية في أوكرانيا. ورغم جرائم الإحتلال الإسرائيلي فلم نر ولم نسمع بموقف واحد لإننيموس ضد الإحتلال الصهيوني رغم أنها تدعي أنها مجموعة هاكرز عبر العالم ولم نسمع لها بموقف واحد ضد أية حكومة ذات علاقة ودية مع أمريكا.
قال:
كأنك تؤيد الأدعاء الروسي الصيني ؟
قلت:
ما دام لا توجد وسيلة للتأكيد أو النفي فلا يبقى إلا التحليل… وصاحب العقل يميز.
قال:
عودا للأزمة الأوكرانية ماذا تتوقع من تطورات على الصعيد السيبراني ؟
قلت:
التطورات تتداعي يوما بعد الآخر فبالأمس أعلنت الشركة البريطانية المشغلة للأقمار الاصطناعية “وان ويب”، اليوم الخميس، أنها علقت كل عمليات الإطلاق من قاعدة بايكونور الروسية في كازاخستان.
وقالت “وان ويب”، التي تتخذ في لندن مقرا: “صوت مجلس إدارة وان ويب على تعليق كل عمليات الإطلاق من بايكونور”، وذلك بعدما طلبت روسيا ضمانات بألا تستخدم الأقمار الاصطناعية التي كان من المقرر إطلاقها في وقت لاحق من هذا العام، لأغراض عسكرية لمصلحة أوكرانيا أو الناتو. كما هددت روسيا الدول الأوربية بإن أيما إستهداف لأقمارها في المدار بقصد تعطيلها سوف تعتبره روسيا سببا كافيا للحرب فروسيا تعتبر أن التدخل للتأثير على أعمالها الحربية في أوكرانيا مشاركة نشطة في الحرب مع أوكرانيا
قال:
الأمر خطير أذا… هل ترجح أمكانية إستهداف الأقمار الصناعية الروسية؟
قلت:
بلى خطير …فإستهداف الأقمار عمل غير قابل للتغطية مثل التأثير الأرضي على الموجات الكهرومغناطيسية للتأثير على الشبكة العنكبوتيه ولذلك لا أرجح أن تقدم دولة أوربية على مثل هذا العمل المتهور.
قال:
وما أفق هذه الحرب السيبرانية ؟
قلت :
وما أفق الحروب على الأرض… الله أعلم بما سوف يصير ….بيد أن الحروب السيبرانية كانت مندلعة قبل أزمة أوكرانيا وسوف على الأرجح تستمر بعدها ما دامت الخصومة بين الشرق والغرب في أحتدام.
د. أمين حسن عمر
*هداية*
قيل : إن آخر ما يخرج من قلب الشيوعي إذا اهتدى *كرهه للإمبريالية* ، تذكرت ذلك وأنا أقرأ هذا المنشورا لأمين حسن عمر عن غزو روسيا لأوكرانيا.