رأي ومقالات

قحت والموبقات: إغراءت التبني وإكراهات التبرؤ

ما من شئ تأباه الفطرة، وتعافه النفس، ويأنف منه أصحاب المروءات إلا ووجدت القحاتة يحومون حوله وهم ما بين التورط العميق، حمايةً وتشجيعاً بالتنظير والدعاية والسياسات والقوانين، والتبرؤ الشكلي، تنزيهاً للذات وصنعاً لمسافةٍ وهمية بينهم وبين تفضيلاتهم، يدفعهم إلى الأول تمسكهم بأساسيات مشروعهم، ويسحبهم إلى الثاني، على مضض، عيشهم في مجتمع يعلمون حكمه على المتورطين، وفي غالب الحالات هناك آخر غيرهم يقولون إن دفاعهم عنه لا يعني أنهم مثله، مع الحرص على التأكيد على أن هذا التبرؤ لا يعني إدانةً ضمنية للمعنيين، وإنما هو نتيجة إيمان عميق بحق “الآخر” في الإختلاف ! وكأنه لا آخر هناك يختبرون فيه إيمانهم هذا سوى من يشذون عن الأغلبية بإنحراف خاص

لكل هذا فإنه لا يسهل عليك الحماس للقحاتة ومشروعهم إلا إذا كان لديك الاستعداد الفطري لأن تقتطع من دينك ومروءتك وأخلاقك ووطنيتك ورجالتك (ترمة) جوهرية تنقلك من الرفض العفوي التلقائي إلى الصمت المتواطئ، إلى التشجيع الخجول وصولاً إلى الحماس الكبير، وإن تبنيت كل ما يتحمسون له، وطبقته بحذافيره على خاصة نفسك وأسرتك، لتنعم بحريات قحت فاجتمع لك كوكتيل تفضيلاتها، فستجتمع لك الدياثة والخيابة والعمالة والخروج على الدين والأعراف والتقاليد، وكراهية الديمقراطية وحقوق الإنسان والاحترام الحقيقي للآخر الحقيقي، مثل النماذج المشهورة من المثليين والملحدين والعملاء المتبجحين، وحينها لن تحاربك قحت ولن تسحب إعترافها بك، لكنها ستضع مسافة صغيرة بينك وبينها، وستعتبرك آخرها الصديق الذي تختبر فيه إيمانها باحترام الآخر وتمرر عبره، وتحت عنوان حقوقه، مشروعها الخاص، مع اعتذار بأن هذه المسافة يصنع الحاجة إليها تخلف المجتمع في مرحلة تطوره الحالية، ومع وعد صريح بأن المسافة ستتناقص إلى أن تزول مع مرور الوقت ورسوخ المشروع وعدم الحاجة إلى التقية ومنافقة المجتمع ..

لتتحمس إلى قحت ومشروعها ستحتاج، من بين كثير تحتاجه، إلى أقوال التبني والتبرؤ من شاكلة :
– طلبي للعقوبات على بلادي ليس خيانةً ..
– إلحاحي على زيادة تدخلات السفارات ليس عدم وطنية ..
– أملي في صلاحيات أكبر وتدخلات أعمق للبعثة الأممية ليس بيعاً للسيادة ..
– وقوفي ضد الشريعة ليس رفضاً مطلقاً لها ..
– دعمي لمناهج القراي ليس اعتناقاً للفكر الجمهوري ..
– دفاعي عن الإلحاد والملحدين والردة والمرتدين ليس كفراً ولا حباً في الكفر ..
– دفاعي عن “الحريات الإنجابية” لا يعني تشجيعي لمحارمي بالتمتع بها ..
– تأييدي لتفكيك الأسرة لا يعني أن أسرتي مفككة .
– استحساني لشعار ( عذريني ليست شرفي) لا يعني تشجيعي لقريباتي بالتهاون في الحفاظ على عذريتهن ..
– ضيقي بالحشمة ليس حباً في التعري ..
– تأييدي لإباحة الخمور لا يعني تعاطيَّ لها ..
– دفاعي عن “الحريات الجنسية” ليس حباً فيها ولا تشجيعاً لأهلي بالتمتع بها ..
– تأييدي للربا لا يعني رغبتي الشخصية فيه ..
– تأييدي لتسمية الأبناء ثمرة العلاقات المتعددة محهولي الأب بأسماء أمهاتهم لا يعني أنني أريد هذا الحق لقريباتي ومحارمي ..
– رفعي لشعار الجوع ولا الكيزان لا يعني دفاعي عن الجوع ولا أن يكون هذا هو النهج الدائم للشعب مع حكوماته ..
– ترديدي لشكراً حمدوك لا يعني تطبيلي للمسؤولين ..
– تأييدي للدوس نهجاً للتعامل مع المخالفين لا يعني عدم إيماني باحترام الآخر ..
– طلبي عدم إعطاء الانتخابات أهميةً كبيرة لا يعني عدم إيماني بالديمقراطية أو عدم ثقتي في الفوز ..

والقائمة طويلة ويجمع بينها الحب المركوز للموبقات من كل صنف ولون مع وضع مسافة صغيرة هي مسافة التبرؤ في مجتمع محافظ لا يبيع دينه ولا يساوم على وطنيته ولا أخلاقه وقيمه وتقاليده ومبادئه .

إبراهيم عثمان

‫5 تعليقات

  1. أعضاء قوى الحرية والتغيير (قحت) .. هم من أنبل وأشرف أبناء هذا السودان وأصدقهم وطنية .. ولن تستطيع أي قوى إقصاءهم وتهميشهم .. ومحاولات الكيزان لشيطنتهم ورميهم بكل الشرور والمساويء لم ولن تجد بشيء . فأهل السودان لم يروا من قبل شياطين أشرار مثلما رأوا في الكيزان على مدي ثلاثين عاما بكل أفعالهم المنكرة التي يستعيذ منها إبليس .
    ولا زال الكيزان يراهنون على إمكانية خداع الناس بالدين فيستغلونه بكل كذب وافتراء في هجومهم على قحت زاعمين إنهم ضد الدين وضد كل قيم المجتمع الفاضلة .. ولكن زمان تهييج مشاعر الناس وعواطفهم الدينية بالأكاذيب والإفتراءات إنتهي . فثلاثون عاما من حكم من يسمون أنفسهم بالإسلاميين دون سائر المسلمين في السودان .. كانت كافية لأن يصبح الناس على يقين تام بأن أبعد الناس عن الإسلام وأكثرهم إرتكابا للكبائر والموبقات وأقلهم إيمانا وخوفا من الله وأكثرهم جرأة عليه .. هم أولئك المنافقون المتشدقون بالدين كذبا ورياءا وخداعا الذين يسمون أنفسهم بالإسلاميين .

    1. كلام مموج و مكرر وممل، وكله تدليس و أكاذيب، قحت هى جزءا من ثورة ديسمبر المجيدة وستظل كذلك، و الثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها وهذا ما يثير هلع الفلول و الكيزان.

  2. يا فاروق يا جميل بثينة واسماءك المتعددة…قيادة قحت تدرك هذا جيدا والصادق مع نفسه ممكن ان يقول لك ان المقال يعبر عن الحال.
    قحت التي انتجت البعثة الاستعمارية وجلبت المتهم بالالحاد لتغيير المناهج ووضعت الشيوعي لقمان الجاهل لادارة التلفزيون والرشيد سعيد الذي صرح برفضه الاسلام وكيلا لوزارة الإعلام ووقعت مع الكيان الصهيوني واتفاقيات سيدوا وغيرها لا يمكن ان تدعي بعد تصرفات متسلسلة متشابكة انها تعمل لمصلحة المواطن بل هذا يدل عاي انها تعمل ضد الوطن والمواطن وضد نفسها ايضا لذا رفضها الشعب وفقدت الحكم ولو كان الامر ديمقراطية لن تفوز وهي تعلم ذلك جيدا وقادتها موقنون بان الشعب يرفضهم لذا حتي لو نجحت محاولتها العودة مع حمدوك وبرهان او مع برهان وانفقت لن يقبلها الشعب وسبسقطها ويسقط من يقف معها وهذا بالتجربة مؤكد وستثبت لك الايام صدق ما نقول ان شاء الله

  3. أرى أن لا كبير فرق بين قحت والكيزان الا ان سمعنا بمشروع الكيزان الحضاري وقد راينا نتائجه من وزراء ومسؤلين وشيوخ خلاوي يرتكبون الموبقات والكبائر ولا حساب ولا عقاب نعم ما شهدنا الزنا ولكن رأينا نتاج ذاك في الأطفال فاقدي السند في دار المايقوما وكيف انهم يزدادون شهر بعد شهر في عهد الكيزان ولم نر مجرما يحاسب وقد رأينا حاويات المخدرات يوما بعد يوم ولم نسمع بناهب للمال العام ومفسد ولكن رأينا العمارات الشاهقات والتكالب على الحسناوات مثنى وثلاث ورباع فمن أين لهم هذا. هذا قليل من كثير ثم ندلف إلى قحت سمعنا بموبقاتهم ممن كان يفعل ما ذكرنا ولم نر في عهدهم إلا ما يزعمه الكيزان من شباب صايع ومنحل ومثليه وبكل اسف هذا هو نتاج الكيزان فهؤلاء الشباب لم يولدوا وينشاوا ويهذبوا في عهد قحت فلوا كان الكيزان أحسنوا تربيتهم في ظل مشروعهم الحضاري لما نكثوا عن ما ربوا عليه من اول تغيير وسيظل حرامية الكيزان اسوا وانجس ممن مشى على أرض السودان الطاهرة

  4. كلام مموج و مكرر وممل، وكله تدليس و أكاذيب، قحت هى جزءا من ثورة ديسمبر المجيدة وستظل كذلك، و الثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها وهذا ما يثير هلع الفلول و الكيزان.