أنا لست صلاح عووضة
ليس من تقاليدي أن أكتب ضد كاتب ولأن تلك عقيدة مستوطنة وموطنة وراسخة فهذه الأسطر ليست ضد الكاتب صلاح عووضة لكنها ضد الهزيان باسم المثاقفة.
خصص الكاتب قبل أيام زاويته (بالمنطق) عمودا صحفيا تناولني فيه مشيرا إلى تدني شعبيتي بعد أن أصبحت قريبا من الإنقاذ، وذلك يعني أنني قدمت نفسي للقراء منذ البداية كمعارض للإنقاذ ثم تبدلت ففقدت شعبيتي!.
واقع الأمر أننى أكتب قبل مجيء الإنقاذ بسنوات عديدة ولم يقتصر نشاطي على الكتابة بل تجلى كمعد برامج إذاعية خلبت أستاذا مثل الاستاذ محمود أبو العزائم فميزنى في إذاعة (صوت الأمة) في السبعينات ودونك السيدة حرمكم الأستاذة يسرية محمد الحسن حتى لا يكون شهودي من الأموات مثلما يلجأ دائما المدافعون عن أنفسهم للموتى!
لم يقتصر نشاطي الثقافي أيضا على الكتابة الصحفية وإعداد البرامج بل كنت واحدا من الشعراء المشار اليهم وشاركت في مهرجانات شعرية عديدة وتجاوب معي الجمهور العربي وأجدر من يؤكد هذا الزعم هو الأستاذ كمال حسن بخيت الذي قال له الشاعر العراقي الكبير حميد سعيد. إن هذا الشاعر ويعنيني أنا سيكون من أهم الشعراء العرب وكمال حي. حدث كل هذا قبل مجيء الإنقاذ التي لا أرى من سوآتها شيئا سوى أنها خلقت كتابا يتوسلون بها للشهرة ويتسولون بها للمغنم، صار من أهم شروط (كاتب الشباك) أن يكون معارضا للإنقاذ، مطلوب منه أن ينقب عن الفاقىء منها وليس المتجوهر.
حين كنت أكتب ضد الإنقاذ (92-96) كنت ضمن مجموعة سياسية منظمة تسعى لإسقاط النظام وترسم منحاها الجغرافي من (بوابة أسمرا) تحت شعار (سلم تسلم) لكنني اكتشفت بعد هجرتي أن هذا الأمر لن يتم إلا في الأحلام، فخطوت خطوة شخصية في العام 2003 وصالحت الإنقاذ منفردا وأتحمل مسؤولية هذا الصلح المنفرد غير أننى سعيد به فقد تأكد لي أنها خطوة سبقت جميع الأحزاب السياسية والحركات المسلحة و(كتاب الشباك) فهاهي الأجواء التي تسود الآن تؤكد فطنتي منذ ذلك الأوان.
عيرني الأخ عووضة بالملحقية الإعلامية في تهكم مقصود، غير أن الملحقيات الإعلامية توزع عادة للأجهزة الإعلامية كسونا والإذاعة والتلفزيون والإعلام الخارجي مع الاستعانة ببعض المهنيين حسب ما ترى وزارة الإعلام وأنا قبل المصالحة مندرج في هذا التقسيم فحين تم فصلي في العام 89 من التلفزيون كنت مديرا للإدارة السياسية، فإذا ردت الإنقاذ مظلمة فهل جزاؤها الصد وإذا نال المظلوم حقه فما معنى التهكم؟
أما ما يخص شعبيتي قبل وبعد الإنقاذ فأنا لست زعيم حزب ولا أسعى لسلطة وليس في حساباتي أن أكون وزيرا أو معتمدا أو غير معتمد ذات يوم فما كتبته ضد الإنقاذ وجلب لي تلك الشعبية يظل ملكي وما كتبته لصالح الإنقاذ له من يسانده وما أكتبه لصالح الجمال والأدب له طيف من قراء يمتدون. أنا لم أنكر كتابتي ضد الإنقاذ، ولم أعقد مؤتمرا صحفيا لأتبرأ من تلك الكتابة بل جمعتها في كتاب يتداوله الناس، لأن الإنقاذ الآن ليست الإنقاذ في ذلك الأوان.
أنا صالحت الإنقاذ ليس لصالح خطابها الذي طرحته عام 89 وقاومته واعتقلت لعامين وخرجت في هجرة مفروضة، صالحتها لصالح رؤيتي التي أحلم بها وبمقدورها تحقيقها، حلم السلام والتنمية والانفتاح وعناق الآخر ومفردة المحبة ومد الأكف للآخر وإعادة تشكيل البنية الثقافية الاجتماعية عبر مصهر ثقافي ذي وجدان وضمير يعلو على السحنة.
مصالحتي لا علاقة لها بحزب وليس لها نسب في الخيانة فأنا فرد وتلك أحزاب، وليست الكثرة من إمارات الحق، ولا القلة من علامات الباطل.
يكفيني هذا الأسبوع أنني تلقيت دفعة محبة دافئة من مولانا دفع الله الحاج يوسف بما يؤكد أن شعبيتي في تزايد على صعيدي أم درمان والقانون. متعك الله بشعبيتك الفائضة أما أنا قليل الشعبية فأكتفي بمولانا وباهتمامك بي.
أقاصى الدنيا – محمد محمد خير
صحيفة السوداني
انت صالحت الانقاذ من اجل مصالحك الشخصيه كدى بالله قول لينا الاتغير فى الانقاذ نحو الاحسن شنو يا منافق عشان تصالحه الانقاذ كل يوم تسير من السئ الى الاسوأ الى ان اوصلتنا الى ادنى درجات الانحطاط فى كل مناحى الحياة
من انت حتى تقارن بالاستاذ صلاح عووضه الاستاذ صلاح لم يغير ولم يتغير رغم الاغراءات التى يسيل لها اللعاب والتى سال لها لعاب المتسلقين امثالك