طه مدثر يكتب: مبارك أردول.. وما لم يأت به الأوائل
(1) من أعظم الجرائم المرتكبة في حق الوطن والمواطن، هي جريمة الاعتداء على المال العام، وهو بالضرورة مال عامة الشعب، فقد وصل إلى سمع الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ان واليه بالبصرة عبدالله بن عباس قد (أكل ماتحت يده)اي أنه قام بالاعتداء على العام، فارسل سيدنا علي عليه السلام، خطاباً مستعجلاً جاء فيه (اما بعد فقد بلغني عنك أمر، ان كنت قد فعلته فقد اسخطت ربك، وأخربت أمانتك، وعصيت امامك وخنت المسلمين، بلغني أنك جردت الارض وأكلت ماتحت يديك، فارفع الي حسابك، وأعلم أن حساب الله أشد من حساب الناس)(بالله شوف الكلام دا كيف)؟وهنا نرى أن سيدنا علي ومن شدة حرصه على المال العام، لم ينتظر المراجع العام، حتى يأتيه في آخر العام متأبطاً تقارير الاعتداء على المال العام في كل الولايات، كما كان يفعل المراجع العام لجمهورية السودان، والذي، لم (يقصر تب) فيتعب ويكلف نفسه فوق طاقتها، ويأتي بكل اشكال والوان الاعتداء على المال العام، ويضعها بين يدي جهات الاختصاص، والتي تقوم بالقاء النظرة الاخيرة عليها، ثم تضعها في مكان آمن، وبعيد عن البت فيما جاء في تقرير المراجع العام!! باعتباره، مال سايب ساكت!! (2) ولما وصل خطاب سيدنا علي، رد عبدالله بن عباس، بخطاب نافياً عن نفسه هذه التهمة، فلم يقبل سيدنا علي، بهذا النفي المختصر، فبعث إليه خطاباً آخر، جاء فيه (اما بعد فإنه لا يسعني تركك حتى تخبرني ما أخذت من الجزية ومن أين أخذته وفيما وضعته وما أنفقت منه، فاتق الله فيما ائتمنتك عليه واسترعيتك حفظه) وهنا سيدنا علي يطلب كشف حساب بلغة اليوم، من تحصيل وصرف والمتبقي منه. (3) واليوم نقول، بلغنا أن السيد مدير شركة الموارد المعدنية، مبارك اردول، قد باع للبنك المركزي، 324كيلو جرام ذهب بقيمة 17مليون دولار، (وقد أقام السيد مبارك الدنيا ولم يقعدها بهذا الإنجاز الذي يحسب ان مابعده انجاز) ولو كان لدنيا خليفة يهتم بأمر أموال الناس، لارسل لمبارك اردول، رسالة عبر الميديا الحديثة، طالباً منه كشف حساب، بكل الذهب الذي تم استخراجه خلال فترة توليه المنصب، فكم الصادر منه، وكم المهرب منه، وكم صرف منه على ادارته، وكم المتبقي منه؟، حتى لا (يخمنا) أردول بهذه الكمية القليلة، والتي تباهى بها وحدث العالم بها وكأنه أخير زمانه، الذي جاء بما لم تأت به الاوائل، فيا رجل أقل من نصف طن، جعلك تطير من الفرح، ولو باع اردول طن ذهب للبنك المركزي، فنخشى ان يقول لنا(قاعدين في البلد دي لشنو؟، قوموا شوفو عقابكم وين أمشوا عليهم)!!.
صحيفة الجريدة