أيام في تركيا .. انطباعات مسافر
الفندق .. هكذا وجدته
راجعت إدارة الفندق حجزنا القبلي بجواز سفري فتأكدت .. المديرة تركية تتقن الإنجليزية معاونوها سوريون مطواعون معوانون .. فطلبت غرفة في الطابق الأول رغم توافر مصعدين فتم اللازم.
فور تنشيط الجوال بشبكة واي فاي الخاص بالفندق تدفقت اتصالات الاطمئنان على سلامة الوصول من كل الجهات بما فيها فرع العائلة الممتدة في استانبول.
وجدنا الغرفة مهيأة تماما فالفندق ذو 4 أنجم أو على السياق المعهود أربع نجوم ومعروف أن الفنادق تصعد تصنيفاتها حتى 5 نجوم عالميا ويقال إن فندق برج العرب في الإمارات وحده يتربع على 7 نجوم. وحكى لي اثنان من أصدقائي نعما بذلك الفندق الاستثنائي أن خدماته خرافية.
يحتوي فندقنا هذا على حمام بكل المتطلبات وتلفزيون وثلاجة صغيرة ودولاب ملابس ودفاية مركزية وسخان للمشروبات والشاي’ علاوة على خزانة لحفظ النقود والمقتنيات الثمينة تعمل بالارقام السرية.
أما الهاتف الأرضي فما إن تضغط على رقم صفر فيه حتى تستجيب الإدارة لما تطلب على مدار 24 ساعة مثل طلب عاملة الغسل والكي التي تنجز المطلوب خلال الدوام نفسه فتأتي بالملابس ناصعة مرتبة في وقت قياسي.
أما عاملة خدمة الغرف فتأتي كل صباح لتضطلع بمهام التنظيف والترتيب وحتى إطلاق العطر المنعش.
الماء ياتي بمقابل زهيد في عبوة تحوي دستة قوارير مياه نقية حالما يتصل النزيل.
الإضاءة على مدار اليوم عبر اباجورات أنيقة وبالطبع لا يوجد مشكل قطع خدمات النور والموية مطلقا.
تزود الإدارة النزيل فور وصوله ببطاقة تسمح له باستخدام المصعد مجرد إدخالها في الثقب المحدد وما إن تعتليه تنبعث موسيقى خفيفة هادئة حتى تصل مقصدك.
وتستخدم البطاقة نفسها في فتح باب الغرفة وإضاءتها وعند سحبها يعم الظلام وقتما تهم بالنوم والراحة.
أتابع وصف واقع الفندق وأنا أسأل نفسي:
هل فنادقنا تتوافر فيها معظم ولا أقول كل هذه الخدمات الرفيعة التي تعتني بها الدول المتقدمة والسياحية لتعزيز الدخل القومي وسمعة البلاد؟!
يقدم الفطور المجاني يوميا في الطابق السابع الأخير من الفندق حيث تتيح لك الجدران الزجاجية إطلالة بانورامية جميلة على العمارات الشاهقة والابراج الممتدة التي ترنو إلى السماء على مدى الأفق.
وجبة الفطور عبارة عن بوفيه مفتوح يتيح نحو 30 صنفا من المقبلات والمأكولات والفواكه والمشروبات’ زايدا الكيك والحليب والعصاير وفي الخدمة طاقم شبابي نضر .. اناقة الشباب وجمال الشابات كأنهن من ترنم فيهن حمد الريح:
بيض الوجوه كأنهم
رضعوا على صدر القمر
سود العيون كأنها
شربت ينابيع السحر
وكأنّ ليلات المحاق
كستهم خصل الشعر
وإن كان أحد النزلاء مريضا تحمل له إحدى المضيفات ما يطلب إلى غرفته.
تكلفة الفندق زهاء 60 دولارا مقابل اليوم.
عاملة الغرف المليحة تحرص على تغيير الملايات والمفروشات مرتين أسبوعيا لكنها لا تلم بلغة سوى التركية.
الطريف أنني حاولت الصباح ما وسعتني الحيلة إفهامها ب ” العربية ” أن تحضر عبوة كبيرة من قوارير ماء الشرب فهمهمت بما معناه باسمة:
ما بعرف ” انقليزي”!!
أنور محمدين
استانبول
صحيفة التحرير