مقالات متنوعة

اليوم العالمي للمسرح .. فقدتك فائزة عمسيب..!


27 مارس اليوم العالمي للمسرح، وتذكرت المرحوم المسرحي عثمان سيد أحمد، وهو يذكرنا بهذا اليوم في منبر sudaneseonline ذائع الصيت، والذي كان له دور في اشتهارنا إعلامياً، وحتى أصبحنا نعرف به، صلاح غريبة بتاع سودانيس أونلاين.. وفعلاً كانت تذكرة رائعة من المسرحي الألمعي عثمان وهو يذكرنا باليوم العالمي للمسرح، مما حبب لنا المسرح وثقافته ورجالاته وهمومهم.. فأصبحت بمرور الزمن صديق المسرحيين السودانيبن، وخاصة بعد ممارضتي لمسرحيتنا المبدعة فائزة عمسيب، إبان فترات علاجها بالقاهرة.
ربما تكون مصادفة، أن يجمع شهر مارس من كل عام، عدداً من المناسبات والأيام العالمية المهمة والملهمة لجميع الناس، فبعد “عيد الأم”، واليوم العالمي للشهر، ها هو مارس، يطل علينا بيوم عالمي آخر، وهو اليوم العالمي للمسرح، حيث يحتفل جميع المسرحيين والشغوفين بخشبة المسرح، بهذا اليوم، مطلقين عنان إبداعاتهم فرحاً بمن يسمى بـ”أبو الفنون”، أو كما قال عنه ويليام شكسبير “الدنيا مسرح كبير، ونحن دمى ماريونيت”.
فتعرفت سابقاً ولاحقاً بمسرحيين من مدارس مختلفة، فالفاضل سعيد وفرقته، جمعني معهم حوار لجريدة حائطية بالأبيض الثانوية في سبعينيات القرن الماضي، بحضور عبد الوهاب الجعفري وإسماعيل خورشيد وليرحمهم الله جميعاً.. وحتى الذين نسيت أسماءهم لطول الفترة الزمنية وفتور ذاكرة التخزين.
وصوصل جمعتني معه رحلة تاريخية لدنقلا في 2014 في رحلة جمعية سلامات الطبية وبإشراف جهاز المغتربين ونحن مرافقين، في برامج مساندة وكنت أمثل أصدقاء السياحة وعادل جبريل يمثل معرض الكتاب وصوصل المسرحي الكوميديان.. أضحكنا طيلة فترة الرحلة.
وجمعتني الظروف بالأستاذ علي مهدي ومنها حضور مهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة وحضرت له إدارة جلسات وورقة عمل وكنت برفقة الأخ العزيز جمال عنقرة.
انطلقت فكرة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، خلال العام 1961، أثناء انعقاد المؤتمر العاملي التاسع للمعهد الدولي للمسرح في مدينة “فيينا” عاصمة دولة النمسا، الذي يحتفل أيضاً باليوم نفسه من هذا العام على مرور 71 عاماً على تأسيسه، وفي ذلك المؤتمر يُذكر أن رئيس المعهد في ذلك الوقت، كان قد اقترح تكليف “المركز الفنلندي” التابع للمعھد، حتى يعمل على تحديد يوم عالمي للمسرح خلال العام التالي 1962، وعلى أن يكون في يوم 27 آذار مارس من كل عام.
فالمسرح يجري في دمي ورغم تألمي للترهل الذي وصل له وضياع هويته، وتشتته بين الكثير من عبث الأقدار وقياداته وأنظمة الحكم عندنا، وأيدلوجيات أن تكون معنا.
أتمنى أن أسمع كل خير عن المسرح السوداني وأن تعود له عافبته، وأن نشهد ونحن بالقاهرة مسرحيات سودانية متكاملة الأطراف والأركان والنكهة، ونشهد جيلاً صاعداً من شباب المسرحيين.
كما يقول الكاتب الأمريكي آرثر ميلر “كل ما في الأمر أننا بحاجة إلى رجل وشمعة لكي نصنع المسرح”، فلنعمل جميعاً من أجل مسرح سوداني عامر بالإبداع ثري بالقيم سخي بالأسماء والبصمات والإنجازات الكبرى، “كل عام وأنتم بخير بمناسبة اليوم العالمي للمسرح”.

صلاح غريبة
صحيفة اليوم التالي